إعلان

دراسة صادمة: من لديه هذه الجينات أكثر عرضة للوفاة بـ"كورونا"

01:00 م السبت 03 أكتوبر 2020

فيروس كورونا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب– سيد متولي:

زعم علماء من ألمانيا والسويد، أن الناس قد يكونون أكثر عرضة للوفاة بسبب فيروس كورونا، إذا كانوا يحملون مجموعة معينة من الجينات الموروثة من إنسان "نياندرتال".

"نياندرتال" هو الإنسان البدائي الذي كان يعيش من 60 ألف عام في أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى، وربما الجينات قد أثرت على جهاز المناعة لدى هؤلاء الأشخاص بعدما تم العثور علىها في حوالي 8٪ من الأوروبيين، و4٪ من الأمريكيين وفي جنوب آسيا وخاصة بنجلاديش.

وجد الباحثون، أن مجموعة محددة من الجينات- أقسام من الحمض النووي- مرتبطة بزيادة خطر الوفاة من "كوفيد-19".

في دراسة أجريت على 3199 مريضًا بالمستشفيات مصابين بفيروس كورونا في إيطاليا وإسبانيا، اكتشف علماء آخرون أن هذه الجينات مرتبطة بمرض أكثر خطورة، وفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.

وجدوا أن الأشخاص الذين عانوا من فيروس كورونا شديد الخطورة، لدرجة أنهم بحاجة إلى جهاز التنفس الصناعي، كانوا أكثر عرضة بنسبة 70% للتنوع الجيني.

والآن اكتشف البروفيسور هوجو زيبرج، والدكتور سفانتي بابو، أن هذا الاختلاف موروث من جينات إنسان "نياندرتال" الذي عاش قبل 60 ألف عام.

يقترح العلماء أن هذا الأمر يؤثر على استجابة الجهاز المناعي، وقد يتسبب في المبالغة في رد فعله تجاه "كوفيد-19"، ما يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة أو الموت.

لا يمتلك كل شخص هذه الجينات- فهي أكثر شيوعًا بين الأشخاص من أصل جنوب آسيا، والذين توجد بينهم في حوالي ثلث الناس، إنها أقل شيوعًا في أوروبا، ويحملها حوالي 8% من الناس.

وقال الباحثون إنه لا يوجد دليل على أن الجينات تجعل الناس أكثر عرضة للوفاة، محذرين من أن دراستهم حتى الآن مجرد تكهنات.

قال البروفيسور زيبيرج والدكتور بابو في دراستهما، إن وجود التسلسل الجيني لإنسان نياندرتال، الموجود في الكروموسوم الثالث، هو عامل الخطر الجيني الرئيسي لعدوى السارس-كوف-2 الشديدة.

قالوا إن التسلسل الجيني قد دخل على الأرجح إلى سلالة الدم البشري أثناء التزاوج مع إنسان نياندرتال بين 40 و60 ألف سنة مضت.

تم العثور عليه لأول مرة في بقايا إنسان نياندرتال، في كرواتيا منذ حوالي 50 ألف عام، ولا يزال موجودًا في ملايين البشر في الوقت الحالي.

كان إنسان نياندرتال من الأنواع التي عاشت جنبًا إلى جنب مع البشر منذ عشرات الآلاف من السنين وكانت متشابهة جدًا في المظهر والحجم، ولكنها كانت بشكل عام ممتلئة الجسم وأكثر عضلية.

كان هذا الإنسان البدائي موجودًا منذ حوالي 100 ألف عام- معظم ذلك الوقت جنبًا إلى جنب مع البشر والتكاثر معهم - قبل أن ينقرض منذ حوالي 4000 عام.

يقول البروفيسور زبيرج، من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في ألمانيا، والدكتور بابو، من معهد كارولينسكا في السويد، إن هذا التكاثر ترك جينات الإنسان البدائي في البشر والتي لا تزال تؤثر على صحتنا حتى يومنا هذا.

أضافوا أن جائحة الفيروس التاجي كانت لها عواقب مأساوية، وأشار العلماء إلى أن الاختلاف الجيني لا يؤثر على الناس من جميع الأعراق بالتساوي.

قال الباحثون إنه أكثر شيوعًا في الأشخاص من جنوب آسيا، وخاصة من ذوي الأصول البنجلاديشية - أكثر من نصف السكان (63%) يحملونه، في جنوب آسيا ككل- والتي تشمل الهند وسريلانكا ونيبال وباكستان- يبلغ المعدل حوالي 30%، وفي الوقت نفسه، ينخفض هذا الانتشار إلى حوالي 8% في الشعوب الأوروبية، و4% بين السكان في أمريكا الشمالية والجنوبية، وحتى أقل في الشرق الأقصى.

قال البروفيسور زيبرج والدكتور بابو: "قد تكون تطورات إنسان نياندرتال مساهمة بشكل كبير في خطر كوفيد-19 لدى مجموعات سكانية معينة ".

تُظهر البيانات، أن الرجال المنحدرين من أصل بنجلاديشي هم الأكثر عرضة لخطر الوفاة من فيروس كورونا، لكن الأطباء لم يتمكنوا بعد من تحديد السبب.

يُعتقد أن هذا مرتبط جزئيًا بمعدلات أعلى لمرض السكري من النوع 2 - أحد عوامل خطورة الإصابة بفيروس كوفيد-19- بين الأشخاص من جنوب آسيا، يمكن أن يسهم جين النياندرتال في هذا، إذا تبين أن البحث صحيح، لكنه لن يفسر ارتفاع خطر الموت بين أصحاب البشرة السوداء.

ثبت أن الأشخاص في بريطانيا والولايات المتحدة من خلفيات سوداء لديهم معدلات وفاة أعلى خلال جائحة كوفيد-19، لكن بحث البروفيسور زبيرج والدكتور بابو يقول إن جينات الإنسان البدائي غائبة تمامًا في السكان الأفارقة.

يُعتقد أن معدلات الوفيات المرتفعة للأقليات العرقية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة ترجع إلى عدم المساواة العرقية التاريخية التي تركت الناس أفقر، وصحتهم أسوأ ويعيشون في مناطق أكثر كثافة سكانية، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروسن ولم يتمكن الباحثون من تفسير سبب زيادة جينات الإنسان البدائي من خطر الموت إذا أصيب شخص ما بكوفيد-19، لكن من المحتمل أنه استخدم للمساعدة في تنظيم جهاز المناعة ضد الفيروسات القديمة، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، ويجعل الجسم الآن أكثر نشاطًا.

قد يكون الجهاز المناعي أكثر عرضة للإفراط في الاستجابة لعدوى فيروس كورونا نتيجة لذلك، ما يؤدي إلى مهاجمة الجسم وإصابة شخص ما بمرض خطير - وهي ظاهرة لوحظت في مرضى كوفيد المصابين بأمراض خطيرة.

كتب البروفيسور زبيرج والدكتور بابو: "في الوقت الحالي، لا يُعرف ما هي الميزة الموجودة في المنطقة المشتقة من إنسان نياندرتال التي تشكل خطرًا على الإصابة بفيروس كوفيد الحاد، وما إذا كانت تأثيرات أي من هذه الميزة خاصة بالفيروسات التاجية الحالية أو في الواقع أي مسببات أمراض أخرى، بمجرد توضيح ذلك، قد يكون من الممكن التكهن حول قابلية الإنسان البدائي لمسببات الأمراض ذات الصلة، ومع ذلك، في الوباء الحالي، من الواضح أن تدفق الجينات من إنسان نياندرتال له عواقب مأساوية".

لم يتم نشر البحث في مجلة، ولكن تم نشره على موقع إلكتروني لمشاركة الأوراق العلمية دون مراجعة.

فيديو قد يعجبك: