إعلان

"أخر أيام المدينة".. القصة الكاملة من منع الفيلم إلى العرض بحكم القضاء الإداري

11:30 م الأحد 25 يوليو 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبد الفتاح العجمي

بعد نزاع قضائي دام سنوات، أصدرت الدائرة الثانية لمحكمة القضاء الإداري، يوم الأحد، حكما بإلزام جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بإصدار ترخيص بالعرض العام لفيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج تامر السعيد.

المستشار القانوني محمود عثمان، محامي مخرج الفيلم، قال في تصريح خاص لـ"مصراوي": "الدائرة الثانية بمحكمة القضاء الإداري أصدرت يوم الأحد، حكما بقبول الدعوى المقامة من المخرج تامر السعيد ضد وزيرة الثقافة، ورئيس المجلس الأعلى للثقافة، طعنا على امتناع الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات السمعية والسمعية البصرية (المصنفات الفنية) عن منح الفيلم ترخيص بالعرض العام، وإلغاء قرار الجهة الإدارية.. الحكم في الدعوى التي تحمل رقم 16441 لسنة 72 قضائية، نهائي وواجب النفاذ".

الفيلم الذي أخرجه تامر السعيد وبطولة خالد عبدالله، كان ممثلا للسينما المصرية في مهرجان برلين 2015، ومن بعدها شارك في أكثر من خمسة عشر مهرجانا دوليا، إلا أنه مُنع عرضه في المهرجانات المصرية.

وأثار "آخر أيام المدينة" أزمة عقب تعثر عرضه عام 2016 في الدورة 38 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتكرر الأمر نفسه في مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية في دورته الأولى.

وكان من المقرر عرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قبل أن تعتذر إدارة المهرجان عن قبوله، وأرجعت ذلك في بيان صادر عنها أن الاتفاق جاء في البداية ليُعرض ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، لكن المخرج تامر السعيد طالب بعرضه ضمن المسابقة الدولية، ووافقت اﻹدارة بشرط عدم إرسال الفيلم ﻷية مهرجانات أخرى لحين عرضه ضمن مهرجان القاهرة، ولكن الفيلم عُرض في قرابة العشر مهرجانات، مما دفع المهرجان للاعتذار عن عرض الفيلم ضمن فعالياته.

الفيلم تدور أحداثه في عام 2009، وداخل مدينة القاهرة العريقة، حول "خالد" المخرج الشاب الذي يحاول أن يصنع فيلمًا عن تلك المدينة، وما تحمله من أحلام، في الوقت الذي يعاني فيه من احتمالية أن يُطرد من شقته، والفتاة التي يحبها تريد أن تهاجر خارج مصر، ووسط كل هذا يتذكر أيام طفولته عندما كانت القاهرة مكانًا أكثر إشراقًا.

وتم تصوير الفيلم على مدار عامين وثلاثة فصول شتوية، وذلك قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتم مونتاجه بعدها، وذكر المخرج تامر السعيد عن فيلمه "أخر أيام المدينة" في تصريحات له، أنه صنع هذا الفيلم في سبيل الدفاع عن حبه لمدينته محاولًا إظهار التناقضات التي وجدت فيها.

الناقد طارق الشناوي قال عن الفيلم في مقالة له في يناير عام 2018: "تامر السعيد رصد حالة التمرد في مصر ضد حكم مبارك، فلقد شارك في الثورة، لكنه لم يشأ أن يضع خط الثورة وإجبار مبارك على التنحي لتصبح هي الذروة للشريط السينمائي، لأنها كانت في هذه الحالة ستحجب الرؤية عن هدفه العميق، ما يقدمه الفيلم من فساد لم ينته بإزاحة رأس النظام، فلاتزال تعشش بالمدينة جذور الفساد، وأظهر القاهرة هي العشق وتحديدا قلب العاصمة وسط البلد، خالد عبدالله يؤدي دور المخرج، وهو يلتقط كل شيء، مثل مظاهرات (كفاية) التي لعبت دورا في طرق الباب للثورة وفضحت بصوت عال سيناريو التوريث البغيض".

وحصل الفيلم على جوائز عدة منها، الجائزة الكبرى في مهرجان نانت للقارات الثلاث بفرنسا، وجائزة أحسن فيلم بمهرجان سان فرانسيسكو للفيلم العربي بالولايات المتحدة الأمريكية، وجائزة كاليجاري من مهرجان برلين السينمائي الدولي، وجائزة أحسن مخرج من مهرجان بوينس أيرس السينمائي الدولي في الأرجنتين، وغيرها.

الفيلم من إخراج تامر السعيد، بطولة خالد عبدالله، مريم صالح، علي صبحي، حنان يوسف، حيدر حلو، ليلى سامي، من تأليف رشا سلطي وتامر السعيد.

فيديو قد يعجبك: