إعلان

حوار| بطل "يوم الدين": أهلي لم ينقطعوا عني في مستعمرة "الجذام".. والناس تجهل حقيقة المرض

10:00 م الإثنين 24 سبتمبر 2018

محررة مصراوي مع راضي جمال بطل فيلم يوم الدين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الجونة- منى الموجي:

تصوير- علاء أحمد:

حالة من الرضا والتصالح مع الذات، عاشها رغم المرض الذي أثر على حياته وقلبها رأسًا على عقب، لم يعد مهتمًا بالعودة إلى قريته ليكون إلى جوار أهله بعد شفائه من "الجذام"، فالمرض الذي غادره أبى أن يرحل قبل أن يترك بصمات لن تفارقه ما بقي من عمره، صحيح أنه يزورهم بين حين وآخر، ولكنه اختار أن يشارك أناسًا يشبهونه عالمهم، هو راضي جمال بطل فيلم "يوم الدين".

IMG-20180922-WA0007

"مصراوي" التقى راضي، المشارك بفيلمه ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الجونة السينمائي، وكان لنا معه الحوار التالي..

كيف جاءت فكرة مشاركتك في فيلم "يوم الدين" مع المخرج أبوبكر شوقي؟

تعرفت عليه من خلال شخص يُدعى ميلاد، وسألني إذا كنت أمانع في المشاركة في بطولة الفيلم، الذي يقترب من قصة حياتي إلى حد كبير، فالفيلم يتناول معاناة مريض بالجذام الذي كنت أعاني منه، وجمعتنا جلسات شرح لي فيها كيف سأشارك.

وهل غضبت في البداية من الفكرة أم كيف استقبلتها؟

لم أغضب، المخرج سألني إذا كان الأمر سيكون محرجًا بالنسبة لي أو سيضايقني، فقلت له "لأ، أزعل ليه حاجة فيها فلوس ومفيهاش حاجة وحشة"، ووافقت حتى يتعرف الناس على حقيقة المرض، ويتأكدون أن من الممكن الشفاء منه، ولكنه قد يترك بعد الأثر على جسد المتعافي، وهذا لا يعني أن وقتها سيكون الأمر "معدي"، هناك أشخاص تزوجوا وأنجبوا أطفال غير مصابين بالمرض، ويحييون حياة طبيعية تمامًا، أصبحوا أطباء ومهندسين.

كم المدة التي احتاجتها للتأقلم مع التصوير للوقوف أمام الكاميرا؟

حوالي شهرين، كنت أقابل المخرج أبو بكري شوقي بصفة دائمة، يرسل لي سيارته ويأخذني إلى مكتبه مع أحمد الطفل الذي جسد شخصية "أوباما"، لنتدرب ويقوم وزميل له بتصويري.

هل مازلت تعيش في مستعمرة الجذام حتى الآن؟

لا بعدما شُفيت من المرض خرجت، وأعيش حاليًا في عزبة الصفيح، وهي منطقة مجاورة للمستعمرة.

هل تضايقك نظرة الناس لما تركه المرض من أثر على جسدك؟

الناس تجهل المرض، ونسبة كبيرة من الشعب المصري يعتقدون أن من يُصاب به يظل حاملًا له، ويخشون التعامل معنا، لكن أنا أتعامل بشكل طبيعي وأسافر وأركب مواصلات لزيارة أهلي في المنيا.

وماذا تعمل الآن؟

ليس لدي عملًا ثابتًا، لدي غرفة في المستعمرة أبيع فيها بعض الحلوى والمياه الغازية للموظفين والمرضى والزوار.

أين تعيش أسرتك؟

في بني مزار بمحافظة المنيا.

كيف استقبلت أسرتك فكرة مشاركتك في فيلم يتحدث عن مرض الجذام؟

لم يعترضوا لأن الفيلم لا يسيء لي أو لهم.

IMG-20180922-WA0011

ولماذا لم تفكر في العودة لـ"بني مزار" لتعيش مع أسرتك بعد شفائك؟

تأقلمت مع العيش بجوار المستعمرة، أشعر بحريتي أكثر هناك، الكل يعرفني، وأتحرك في المناطق المجاورة لها بحرية، لكن في البلد لم يعد لي أصدقاء، تركتها منذ فترة طويلة وأنا صغير السن، وكل شيء تغير.

هل تتذكر متى أصابك المرض وذهبت إلى المستعمرة؟

لا أتذكر، كنت صغيرًا.

وهل انقطعت أسرتك عن زيارتك بعدما جاءوا بك إلى المستعمرة كما حدث في قصة بطل "يوم الدين؟

على الإطلاق لم يحدث معي في الحقيقة ذلك، والدي كان يزورني كل شهر ويجلس معي لفترة طويلة، وكذلك والدتي، لكن بعد وفاة الوالد وتقدم والدتي في العمر بدأت أذهب أنا إلى المنيا لزيارتها.

وهل تزوجت؟

تزوجت مرتين، الأولى رحلت عن عالمنا، وتزوجت بعدها فتاة كانت تعاني من الجذام أيضًا من المنصورة، وأنجبنا فتاة، توفيت بعد انفصالي عن والدتها.

هل ستكرر تجربة التمثيل مرة أخرى لو جاءتك الفرصة؟

أكيد.

وما الذي تحلم بتحقيقه؟

"حلمي هو حلم كل نفر إن يكون معايا فلوس كتير حتى لو هتعب عشان أجيبها عشان متروحش بسهولة".

IMG-20180922-WA0001

فيديو قد يعجبك: