إعلان

حوار| مخرج "ليل خارجي": الفيلم مفاتيحه سهلة ويطرح أسئلة مثيرة

01:18 م الأحد 09 ديسمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- منى الموجي:

يطرح في فيلمه الجديد أسئلة وصفها بالمثيرة، من بينها هل بإمكان 3 أشخاص العيش معًا رغم اختلافهم الثقافي والاجتماعي والمادي؟، هل بإمكانهم خلق لغة حوار مشتركة دون أن يقمع أحدهم الآخر؟، هو المخرج أحمد عبدالله السيد، الذي يعود لعالم السينما بفيلم "ليل خارجي" بعد غياب أربع سنوات منذ آخر أفلامه "ديكور".

"مصراوي" أجرى حوارًا مع أحمد عبدالله السيد، بشأن كواليس صناعة الفيلم، سبب إهدائه لروح الناقد الكبير سمير فريد، لماذا اختار شريف دسوقي لدور رئيسي في الفيلم رغم أنه وجه غير معروف للجمهور؟، وكيف يرى تشبيه البعض لفيلمه بفيلمي "ليلة ساخنة" للمخرج عاطف الطيب و"مشوار عمر" للمخرج محمد خان.

لماذا اخترت "ليل خارجي" ليكون خامس فيلم في مشوارك الفني؟

لا أختار، بمعنى أن ليس لدي قائمة أختار منها العمل الذي سأقدمه، فبعد انتهائي من كل فيلم أبدأ في البحث عن الأفكار المهموم بها في هذه الفترة من حياتي، والألعاب السينمائية التي أحب تقديمها، وأنتظر أن يأتيني السيناريو المناسب، وعندما عرض عليّ شريف الألفي السيناريو وجدت أنه مشغول بنفس الأشياء التي تشغلني، وبدأنا في العمل على النص، ليتكلم عني كما يتكلم عن مؤلفه.

ذكرت أثناء تقديمك للفيلم وقت مشاركته في "القاهرة السينمائي" أنه مرتبط ببحثنا عن مكاننا في القاهرة، من نكون وما الذي نريده.. هل مازلت تبحث عن نفسك؟

بلا شك، والبحث عن نفسي ليس مرتبطًا بهذا الفيلم فقط، ولكن في كل أفلامي منشغل بالتساؤل بشأن وجودنا، ماذا نفعل في هذا المكان؟، هل نحن في مكاننا السليم؟، هل مؤهلين للقيام بما نريد؟، ولا أقصد بالمكان القاهرة ومصر تحديدًا، بل المكان بمعناه الفلسفي، والفيلم يتحدث عن هل يستطيع 3 أشخاص رغم اختلافهم العيش معًا، وخلق لغة حوار مشتركة دون أن يقمع أحدهم الآخر، وهي أسئلة مثيرة أردت العمل عليها.

بطل الفيلم "مو- محمد عبدالهادي" مخرج يواجه الكثير من التحديات في عمله.. إلى أي مدى واجهت أنت تلك التحديات؟

أعتقد أن شخصية "مو" سيرتبط بها كثيرون، وسيرون أنها تعبر عنهم، قابلت بالفعل مخرجين شباب حضروا الفيلم، وتحدثوا عن مواقف بعينها في الفيلم تعرضوا لها، وحتى إذا كانت هذه الأشياء لم تحدث لي بشكل شخصي أو لمؤلف العمل شريف الألفي، لكننا نعرف أنها تحدث في مواقع التصوير المصرية، لكن في الحقيقة هذا الجانب ليس الشاغل الأساسي في الفيلم، فهو مرتبط بالفرق بين حياة مو المتخيلة وحياته في عالم السينما وحياته على أرض الواقع، فهل رحلته في الفيلم غيرت قناعاته أم لا؟.

قصة الشاب الذي يغرق يرى البعض أنها "شوشت" تفكيرهم.. فماذا كنت تقصد بها؟

تفسيرها متروك للجمهور، كل حسب رؤيته، ومن وجهة نظري أن المطروح في الفيلم أشياء سهلة، فهو غير موجه لشريحة بعينها، مفاتيحه سهلة وسهل قراءة أحداثه، ولا يحتاج إلى شخص بخلفية ثقافية معينة، حتى يفك طلاسمه، حتى إذا كان هناك غموض سينكشف مع مشاهدة العمل.

لماذا وقع اختيارك على الفنان شريف دسوقي لتمنحه دور البطولة رغم أنه وجه غير معروف للجمهور؟

أعتقد أنه لا يوجد ممثل في الإسكندرية لا يعرف شريف دسوقي، فهو يكاد يكون أهم ممثل هناك، لكن في القاهرة لا يعرفونه، وصادفت أن الصناعة و"الميديا" لم تقترب منه ولم تعرف مواهبه، ودوري كمخرج عند صناعة أي عمل أن يقدم الناس التي لديها خبرة لأستفيد منهم، بدلًا من العمل مع نفس الوجوه المتوقعة لأداء دور سائق التاكسي الذي قدمه شريف في "ليل خارجي"، دوري البحث عن حلول أخرى تُحدث فرقًا في صناعة السينما.

إلى أي مدى اعتمد "ليل خارجي" على ارتجال الممثلين؟

الفيلم لم يعتمد على ارتجال بالمعنى الحقيقي، فقط قمنا بإعادة صياغة المشاهد وفقًا لروح كل ممثل. الممثل يقرأ المشهد ونرى كيف شعر به وما هي أفكاره تجاه تنفيذه، فأنا مؤمن بمنطق الورشة، وإن الناس تشتغل مع بعض لتطوير المشروع، ولا أؤمن بأن المخرج يأتي بأفكار من السماء والمفروض على الجميع تحقيقها.

وما تعليقك على تشبيه "ليل خارجي" بفيلمي "ليلة ساخنة" و"مشوار عمر"؟

"ليل خارجي" يحمل همًا مختلفًا عن كل الأعمال التي حاول البعض تشبيهه بها "ناس هيقولوا أفلام تانية كتير، وده لأن جزء كبير من قرايتنا للفن دايمًا بيخلينا ميّالين لتقريب الشكل الفني اللي بنشوفه لأقرب حاجة نعرفها، وهي طريقة تحد من تلقي الأعمال الفنية، اللي قال إن ليلة ساخنة شبه مشوار عمر مش هيعرف يشوفه"، وأعتبر أن التشبيه مرتبط بالاستسهال، ورغبة البعض في تعليب الأمور، وهو يشبه العذاب من مسميات مثل فيلم مستقل، فيلم مهرجانات وفيلم تجاري. وفي الحقيقة أن الفن أكبر بكثير من ذلك.

لماذا اخترت الناقد الكبير الراحل سمير فريد لإهدائه الفيلم؟

لأنني مدين بالفضل كعدد كبير من المخرجين للناقد الكبير سمير فريد، وكتبت على تتر النهاية إهداء الفيلم لروحه؛ لأنه لم يكن فقط ناقد مصري مهم جدًا ولكن ناقد عالمي مهم أيضًا، حصل قبل رحيله على كاميرا البرلينالي من مهرجان برلين، وكان ملهمًا ليس فقط لأبناء جيلي ولكن لأجيال كثيرة، ولولا وجوده ومتابعته لأفلام الموجة الخاصة بنا، ولمخرجين بدأوا العمل في 2006، ودعمه لنا ونقده المستمر لأفلامنا لا أظن أننا كنا سنرى الأفلام الموجودة اليوم.

أقل شيء استطيع تقديمه هو إهداء الفيلم لروحه، لإني فعلًا أشعر بـ"يتم"، إن خامس فيلم لي لا يراه سمير فريد، بعد أن اعتدت قبل طرح أفلامي السابقة، أن يشاهدها ويعلق على ما أعجبه فيها وما لم ينل إعجابه، لأبدأ العمل عليه مجددًا "كان بيفرق معايا جدا".

بين "ديكور" و"ليل خارجي" أربع سنوات.. هل ستحتاج لنفس الوقت لتقدم عملًا جديدًا؟

لا أفكر حاليًا سوى في "ليل خارجي"، أنتظر طرحه في 19 ديسمبر الجاري، فطالما أنه لم يُطرح في دور العرض السينمائي فالعمل عليه لم ينته بعد، وأريد أن أعرف رد فعل الجمهور، وقراءة ما يُكتب عنه من نقد سواء بالسلب أو الإيجاب، فحاليًا أنا لست مؤهل للإبداع أو للعمل.

فيديو قد يعجبك: