إعلان

"موستانج" فيلم تركي احتال على الاوسكار بفكرة العنف ضد المرأة

11:10 ص الأحد 28 فبراير 2016

موستانج فيلم تركي احتال على الاوسكار بفكرة العنف ض

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

خمسة أفلام تترشح هذا العام عن فئة الفيلم الأجنبي، بالأوسكار، من ضمنها فيلم "موستانج"، أو الخيل البري، الذي تتوزع جنسيته بين أربعة دول هم؛ فرنسا، تركيا، ألمانيا وقطر، يبدأ الفيلم ببكاء "ليلي" أصغر الأخوات الخمسة على رحيل معلمتها، السيدة ديليك، إلى اسطنبول، المدينة القديمة التي تبعد ألف كيلومتر عن قريتهم الصغيرة.

في أجواء القرية، يُصوّر الفيلم الطبيعة الجميلة لتركيا، والبحر التي تطل عليه، والذي ينطلق بسببه ما مرّت به الفتيات طيلة الأحداث، حيث يذهبن إلى هناك للترفيه بصحبة الأولاد، ولكن يستدعي ذلك الحدث إشاعة مفادها أنهن لسن محترمات، تعنفهن الجدة، كل واحدة فيهن بمفردها، لكنها لا تقوى عليهن لكثرتهن، ووقوفهن بجانب بعض.

لا يذكر الفيلم، خلال الأحداث المعروضة في ساعة ونصف الساعة، بأي حال، كيف رحل الوالدان، ثم يظهر العم غاضبًا للغاية، تحاول تهدئته أمه، ثم يصحبهم إلى أحد الأطباء، لا يعرف المتلقي ذلك، سوى حينما تسأل ليلي الفتيات ماذا كانوا يفعلن داخل المشفى، فترد عليه بشكل عادي أنه لكشف العذرية.

تستخدم الجدة والعم العنف في تربية الخمسة فتيات؛ سونا، ايس، سلمى، نور وليلي، وأعمارهن تتراوح ما بين العشرين والعشرة أعوام، لا يُوجد أي إشارة لزرع مبادئها لهن بشكل هادئ، بسبب تلك الإشاعة تنقطع الفتيات عن المدرسة، لا يسأل عنهم أحد سوى فتاة بأحد المشاهد تنادي على ليلي، مستغربة بسبب تغيبها، غير أنها لا تنطق بأي كلمة.

حاولت المخرجة إظهار فكرتها أيضًا بالملابس، مع ارتداء الفتيات لأردية المدارس ببداية الفيلم، ثم اختفاء تلك الملابس نهائيًا بعد ذلك مع تغيبهن، ثُم البلوزات القصيرة داخل المنزل، ومع تشدد الجدة معهن تُفصّل لهن "ملابس ذات ألوان داكنة" كما تصفها الفتيات، فساتين باللون البني طويلة تنحسر عن القدم قليلًا، يرتدوها خارج المنزل بصحبة الجدة، تُحاول سونا قطعها لصنع فتحة حتى الرُكبة، ولكن الجدة تخيطها ثانية.

تتمرّد الفتيات بشتى الطرق، يتسللن خارج المنزل في العديد من المرات، حيث يتحول البيت إلى سجن تدريجيًا، لكن الطامة الكُبرى حينما قرروا حضور مباراة بإسطنبول، فالمباراة هي حدث استثنائي في حياتهن، بينما قرر اتحاد الكرة التركي أن الماتش القادم لاحد الفرق سيكون مقتصر على الفتيات فحسب، بسبب شغب الرجال، ورغم أن ليلي هي الوحيدة بين الخمس شقيقات التي تحب كرة القادم، إلا أن البنات تحمسن للذهاب، بعيدًا عن قتامة حياتهم.

ارتدت الفتيات التيشيرتات الحمراء، وتسللن خارج المنزل كما المعتاد، ولحقن بالباص التي ذهبت فيه كل بنات القرية، وفي الاستاد تصرخ ليلي فرحًا، لا تلتفت الأخوات للكاميرا التي ترصد الأجواء، لا ينتابهن الفزع، غير أن الجدة هُناك تشاهدهن صدفة على التلفاز، بينما تحضر الطعام، لكن الفزع كان من نصيب الجدة وصديقاتها، حيث يشاهد الماتش العم وأصحابه، فتتولى النساء أمر اطفاء الكهرباء عن القرية بكاملها، حتى لا تحدث العاصفة.

تقول المخرجة "دنيز إيرجفين" عن الفيلم أنها أرادت التحدث عن وضع الفتاة والمرأة في تركيا حاليًا، ومما يبدو فلتحمسها لكتابة نص يتحدث عن العنف تجاه المرأة، سقط منها عنصر المنطق في السرد، فأمر مباراة من جمهور بفتيات فقط غير منطقي، كذلك لا يوجد حوار يوضح تفاصيل الشخصيات في الفيلم، حيث تُركز الحكاية على ليلى الصغيرة- دون البقية-، فـ"ليلي" ذات العيون الجميلة والذكية تحب أخواتها، وهي التي تُعاون أختها على الهروب من المنزل نهائيًا لئلا تقع في أسر المجتمع، كما حدث لشقيقتيها الكبرتين.

يصور الفيلم الطبيعة بقرى تركيا، ويعتمد في معظم مشاهده على الإضاءة النهارية، وتتمايل أشعة الشمس على شعر الفتيات الحريري، حيث يمتكلن الخمسة ملامح أوروربية، البشرة البيضاء والعيون الملونة، يتخذ الفيلم من الطبيعة مكان للأحداث، وذلك يحدث مع تسلل الفتيات فحسب، غير أن معظم المشاهد تتوزع بداخل المنزل الذي يقع على تلة مرتفعة، فتُصبح أماكن التصوير داخل الغرف، بين الصالة التي تُعلمهن فيها الجدة وجاراتها الطبخ، والمطبخ الذي يطبخن فيها، وغرفة النوم الخاصة بهن، وهي عالمهن الخاص الذي يبدين فيها طبيعتهن الحقيقية، فتيات شابات يتحدثن عن أسرارهن الخاصة بعلاقاتهن مع شباب، كما يزجين وقتهن بمشاكسة بعضهن البعض.

يتحول البيت إلى سجن حقيقي مع الأسوار المنتشرة بأنحاء المنزل، قضبان توضع على الشبابيك، ويعلو بوابة البيت قوائم رفيعة تحول دون القفز من فوقها، ومع ذلك رغم الصورة المؤكدة على استحالة الهروب، تتمكن ليلي من الهروب أكثر من مرة، دون معرفة كيفية ذلك، نشاهدها تتسلق أحد الأعمدة المقامة الملتصقة بالمنزل.

تتمرد الفتيات بشكل مستمر، وتُسرع الجدة لتزويج الفتيات واحدة تلو الأخرى، تتخلص سونا الكبرى من الزواج التقليدي، فهي تحب شاب ويتقدم لها، أما الشقيقات التاليات لها فلا تنج أيًا منهن، ولا يُحاولن حتى التملص من ذلك، مع استضافة أي من أهل العريس، يجلسن صامتات، كأي فتاة عادية قانعة بما لديها.

تملّ ليلي من تلك الحياة التي تضيق عليها مع زواج شقيقاتها، تحاول تعلم قيادة السيارة لتهرب لإسطنبول، تلعب وحيدة في باحة المنزل، لم يجتمعن الفتيات الخمسة بعد ذلك نهائيًا، لم يظل معها سوى شقيقة واحدة، يتقدم عريس آخر لنور، رغم صغر عمرها، تحتج قليلًا لكن لا يؤخذ برأيها.

وفي يوم زفافها تساعدها ليلي لرفض هذه الزيجة، التي تتطور إلى الهرب بعيدًا، يغلقا أبواب المنزل أمام الأسرتين، ويأخذن معهن مال يعاونهم على الرحيل بعيدًا، تتصل ليلي بصديق لها، ومع نجاح هربهن يدركهن على الطريق، وبسيارته يوصل ليلي ونور إلى الموقف، ويلحقن بأوتوبيس لإسطنبول، يرافقهن عنوان المعلمة، ويشير الفيلم في خاتمته إلى المشاكل التي تتعرض لها المرأة التركية، يُكتب على الشاشة : من المعروف أن امرأة من أصل ثلاثة تتعرض للعنف في العالم، لكن في تركيا يحدث الضعف، أيضًا تتعرض التركية للضغوط الاجتماعية والثقافية والحرمان من التعليم وأشياء أخرى.

فيديو قد يعجبك: