"يا أمة خير الأنام غداً صيام صيام".. بالصور استطلاع الهلال بين الماضي والحاضر
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
إعداد – هاني ضوه :
مع حلول شهر رمضان في كل عام يُثار الكثير من الجدل حول كيفية استطلاع هلال الشهر الكريم، فتحديد بداية رمضان يختلف من دولة لأخرى فمن الدول من يكتفي فقط بالرؤية الشرعية التي تكون بالعين المجرد مثل المملكة السعودية؟، ومنها من يكتفي بالحساب الفلكي فقط؟، منها من يجمع بين الاثنين مثل مصر.
وكان اعتماد بداية الشهر العربي على رؤية الهلال أمراً استقر عليه العرب قبل الإسلام، حيث اهتمت القبائل العربية بالرؤية من أجل تحديد الأشهر الحرم في أوقات الخصومات والحروب المستعرة بينها، ومن أجل مواسم الحج.
"دكة القضاة" لاستطلاع الأهلة
وقديما كانت توكل مهمة الرؤية إلى القضاة، والذين كانوا يقومون باستطلاع الهلال ويعلنون عن بداية الشهر، حيث كانت تعد لهم دكة على سفح جبل المقطم عرفت بـ دكة القضاة، يخرجون إليها لاستطلاع الأهلة، وفي العصر الفاطمي بنى القائد بدر الجمالي مسجدا له على سفح المقطم، استخدمت مئذنته كمرصد لرؤية هلال رمضان، وكذلك بالعين المجردة من قمم الجبال، ثم يُخَبر الناس بيوم الصيام، وتطور الأمر قليلًا على مدار التاريخ الإسلامي فأصبحت لليلة رؤية هلال رمضان مراسم وطقوس واحتفالات.
"صيام صيام حكم من شيخ الاسلام"
ففي العصر الأيوبي في مصر كانت تبدأ من آخر ليالي شعبان حيث يوفد إلى الصحراء عدد من الرجال ذوي الخبرة ليحاولوا رؤية الهلال الوليد.. ويسير موكب المحتسب من القلعة إلى بيت القاضي يتبعه مشايخ الحرف والجنود والمنشدون والموسيقيون ويمكثون عند بيت القاضي حتى يعود أحد ممن أوفدوا لمشاهدة الهلال أو يتقدم ممن يؤكد رؤيته وإذا ذاك، ينطلق الموكب فيتفرق إلى جماعات تجوب خلال المدينة وهي تنادي "يا أمة خير الأنام غداً صيام صيام" كما تنادي "صيام صيام حكم من شيخ الاسلام".
وفي العصر المملوكي كذلك كان يتوجه قضاة القضاة إلى رؤية هلال شهر رمضان بالقبة المنصورية على العادة، حيث ارتبطت مئذنة مدرسة السلطان المنصور قلاوون بالنحاسين برؤية هلال رمضان في هذا العصر، فكانوا يستطلعون الهلال، فإن دخل الشهر نودي في الناس أن غداً الأول من شهر رمضان وأرسلوا ليعلموا بذلك السلطان على جاري العادة.
"موكب الرؤية"
ويرجع إلى الفاطميين سن ما يعرف بموكب أول رمضان أو موكب رؤية الهلال، والذى أصبح عادة استمرت في العصر المملوكي، فكان قاضي القضاة يخرج في موكب محاط بالشموع والفوانيس لرؤية الهلال، ومعه القضاة الأربعة كشهود على الرؤية، وكان يشارك في الموكب المحتسب وأرباب الحرف والصناعات وكبار تجار القاهرة.
وفي عصر المماليك تم نقل مكان الرؤية إلى منارة مدرسة المنصور قلاوون، فإذا تحققت رؤية الهلال أضيئت الأنوار في الشوارع وفي المآذن و المساجد، إيذانا ببدء شهر الصوم، ثم يخرج قاضي القضاة في موكب تحيط به جموع الشعب حاملة المشاعل والفوانيس حتى يصل لداره، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام، ويتم اختيار قاضي القضاة لما يمثله من مكانة لاستطلاع الهلال وإعلان الصيام، ولما لهذه المناسبة من تقدير وقدسية في نفوس وحياة المسلمين، كونها بداية لأكثر الشهور قدسية وعبادة في الإسلام.
المشاعل والقناديل في المدرسة المنصورية
وعاد استطلاع الهلال مرة أخرى إلى سفح المقطم في العصر العثماني، فكان القضاة الأربعة وبعض الفقهاء والمحتسب بالمدرسة المنصورية في بين القصرين، يجتمعون ثم يتجهون جميعا ويتبعهم دراويش الصوفية وأرباب الحرف وكبار التجار إلى مكان مرتفع بجبل المقطم حيث يترقبون ظهور الهلال، فإذا ثبتت رؤيته عادوا وبين أيديهم المشاعل والقناديل إلى المدرسة المنصورية، ويعلن المحتسب ثبوت رؤية هلال رمضان وبداية الصوم، واستمر الأمر على هذا النحو إلى أن أمر الخديو عباس حلمي الثاني بنقل مكان إثبات رؤية الهلال إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق.
وظلت مهمة استطلاع الأهلة وإعلان الصيام تسند إلى القضاة، إلى أن تم إنشاء دار الإفتاء المصرية أواخر القرن التاسع عشر، وأسندت إليها مهمة استطلاع هلال رمضان والاحتفال به، وتقوم الإفتاء بهذه المهمة كل عام بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، ويتم ذلك من خلال لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة بجميع أنحاء مصر.
وحديثًا .. اختلف الأمر كثيرًا عن ذي قبل لأن رؤية الهلال أصبح يدخل فيها الحساب الفلكي الدقيق وعلوم الفلك والأرصاد واستخدام الأجهزة الحديثة بالإضافة إلى الرؤية بالعين المجرد.
والهلال له ميلاد عند الفلكيين يختلف عن ميلاده عند الشرعيين، وهذا يحدث أحيانًا فجوة بين المفهومين. فهناك ما يسمى بنقطة الالتقاء أو اجتماع الشمس والقمر في نقطة ما في السماء، فإذا تفرقا من هذه النقطة ولد الهلال فلكياً، وفي حال انفصال الشمس عن القمر وبقي القمر في السماء لمدة 10 دقائق أو 8 دقائق أو أقل، فهذا يكفي لثبوت الشهر الهجري عند الشرعيين.
وفي عصرنا الحديث تعتمد الدول العربية والإسلامية في تحديد بدايات الأشهر الهجرية على طرق متعددة منها:
الرؤية بالعين المجردة:
مثل المملكة العربية السعودية وغيرها، ويكون ذلك بدعوة المواطنين المواطنين لتحري الهلال؛ فإذا جاء من يشهد في المحكمة الشرعية برؤية الهلال قبلت شهادته حتى لو دلت الحسابات الفلكية على أن رؤية الهلال مستحيلة أو غير ممكنة؛ وهو ما يحصل حاليًّا في العديد من الدول الإسلامية، وهذه الطريقة أصبحت غير دقيقة نظرًا للتغيرات المناخية التي تؤثر على الرؤية البصرية، مما دعاها إلى الاعتماد جزئياً، بجانب الرؤية الشرعية، على الحساب الفلكى.
الاعتماد على الحساب فقط:
هناك دول لا تعتمد على رؤية الهلال، ولكنها تتبع الحساب الفلكي فقط مثل ليبيا، وذلك إذا حدث اقتران الهلال قبل الفجر.
اتحاد المطالع:
بينما تعتمد بعض الدول ومنها الأردن على سبيل المثال بمبدأ اتحاد المطالع، فإذا ثبت رؤية هلال رمضان في دولة تشترك معها في جزء كبير من الليل فإنها تتبعها عملًا باتحاد المطالع.
الجمع بين الرؤية الشرعية والحساب الفلكي:
وهي الطريقة الأكثر دقة، فهناك دول مثل مصر، حيث تعتمد دار الإفتاء المصرية في استطلاع هلال رمضان وغيره من الشهور العربية على الرؤية الشرعية البصرية بالعين المجردة وكذلك باستخدام المراصد والآلات الحديثة، وتجمع بينه وبين الحساب الفلكي، فعندما يتقرر وفقًا للحساب أن الهلال قد نزل قبل الشمس بدقيقة أو دقيقتين فهذا أمر متفق عليه بين كل الحاسبين في هذا المجال.
فيديو قد يعجبك: