إعلان

30 دقيقة رعب.. تفاصيل معاناة مرضى الغسيل الكلوي في حريق مستشفى بالمطرية: "اهربوا هتموتوا"

09:19 م الجمعة 03 فبراير 2023

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود عبدالرحمن وعبدالله عويس:

على سرير يجاور جهاز الغسيل الكلوي استلقت الأم الثلاثينية رشا حسني، بينما ذراعها الأيمن موصول عبر وصلتين تنتهي كلا منها بإبرة؛ ثبتتهما باحترافية مشرفة الوحدة جيهان محمد للمريضة التي تعاني من الفشل الكلوي منذ ثلاث سنوات.

دقائق تمر؛ تنتهي خلالها المشرفة من استعدادات التشغيل وتمرير 1.5 لتر من دمائها، عبر إحدى الخراطيم الموصولة من جسدها إلى الجهاز، لتبدأ عملية التنقية داخل الجهاز المكون من أغشية سائلة يترشح الدم عبرها، ليخرج خالي من السموم في عملية تستغرق من 4: 5 ساعات، ليعاد ضخه مجددا في جسم المريضة.

6

وحدة الغسيل الكلوي التي تضم 23 جهاز غسيل كلوي، بمستشفى النور المحمدي بالمطرية، كان يوجد بها 3 حالات أخرى تجري جلسات غسيل كلوي، وكانت رشا رابعتهم وأخر من بدأ منهم جلسة الغسيل، وسط حالة من الهدوء يكسره الصوت الخافت لأجهزة الغسيل الكلوي.

وفجأة ينقلب هذا الهدوء إلى صرخات واستغاثات من خارج وحدة الغسيل، تطالب بالخروج من مبني المستشفى، بسبب اندلاع حريق بقسم الأشعة المقطعية بالدور الأرضي، "اهربوا هتموتوا"، ولم تمر دقائق حتى تتصاعد ألسنة النيران وطغى الدخان في أروقة المبني الذي يضم دار لرعاية الأيتام وحضانة أطفال وجمعية خيرية.

5

مع تعالي الصرخات والاستغاثات سادت حالة من الهلع والتوتر في وحدة الغسيل الكلوي، فعملية تنقية الدماء للمرضي لم تنتهي، والممرضة بالوحدة لا تستطيع فصل الأجهزة عن الموجودين بالغرفة، كما تحكي الممرضة جيهان محمد، التي أصبحت مهمتها الأساسية إعادة ضخ الدماء إلى أجسام المرضي؛ وتتوقف هذه العملية على انتهاء عملية التنقية أو فصل الأجهزة دون إعادة الدماء التي لم يتم تنقيتها مرة ثانية إلى المرضى، كما تروي الممرضة؛ في هذه الحالة يتطلب الأمر توفير أكياس دماء للمرضى في أقرب وقت ممكن، "لو الدم مرجعشي لازم كل مريض يأخد 2 لتر دم على الأقل"، تقول الممرضة التي لم تحسم أمرها بشأن إنهاء الجلسات.

وفي نفس التوقيت اتصلت المريضة رشا حسني تطلب المساعدة من زوجها، " إلحقني المستشفى بتولع، واحنا محبوسين في غرفة الغسيل الكلوي"، يهرول زوجها جمال محروس إلى المستشفى لمحاولة إنقاذ زوجته، "لما وصلت لقيت الدنيا كلها سواد والدخان مغطي المكان والناس عمالة تصرخ"، يحدث وفقا لرواية الزوج وسط محاولات قوات الحماية المدنية السيطرة على الحريق، الذي كان يتجدد بين الحين والأخر.

7

"مرعوبة مش قادرة اتحرك وفي نفس الوقت خايفة من النار" تحكي رشا التي تذكرت أطفالها والخوف من عدم رؤيتها لهم مجددا، وخوفها من نزع خراطيم الجهاز قبل انتهاء جلسة الغسيل مما يعرض حياتها للخطر، "الصراخ بيزيد، بس لو خلعت الخراطيم ممكن أموت، ولو فضلت في الغرفة هموت محروقة"، لتقرر انتظار ما تفعله إدارة المستشفى أو وصول زوجها.

وبمساعدة طواقم الإسعاف، تمكن العاملين من إخراج المرضى من باقي أقسام المستشفى، الذي تسبب الحريق في وفاة 3 صيادلة وإصابة 32 من العاملين فيه، نقلوا للعلاج في المستشفيات المجاورة.

1

بينما تولت الممرضة جيهان محمد مشرفة وحدة الغسيل، إعادة ضخ كميات الدم التي انتهى تنقيتها إلى أجسام المرضى، وفصلهم من على الأجهزة ونقلهم إلى الشارع لاستكمال إجراءات الجلسة الطبية.

"خدنا شاش وقطن وقولنا نلحق نطلعهم قبل النار ما توصل"، تروي جيهان محمد مشرفة التمريض، ما حدث خارج المستشفى بعد إخراج المرضى، الذين كانوا يعانون من إرهاق بدني بسبب جلسات الغسيل الكلوي، والحريق الذي تسبب في حالة من الانهيار لبعضهم، لم تنتهي إلا بخروجهم من المستشفى.

فيديو قد يعجبك: