إعلان

«خالف البروتوكول لأجله».. السيسي وطنطاوي: علاقة قديمة واحتفاء متكرر

01:31 م الثلاثاء 21 سبتمبر 2021

غلاف - مايكل عادل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبدالله عويس:

لم يحظ مسؤول بارز في نظام مبارك باهتمام كبير في الأنظمة التالية، بمثل ما حظي به المشير محمد حسين طنطاوي. الرجل الذي ترأس وزارة الدفاع المصرية لـ20 عاما، كان قريبا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وظهر إلى جانبه في مناسبات رسمية مختلفة منذ صعوده إلى سدة الحكم في مصر.

وفي غير مرة أثنى السيسي على طنطاوي، منذ توليه وزارة الدفاع في 2012، وحتى بعد وصوله إلى رئاسة مصر في 2014. ووصفه كثيرا بـ«الرجل الوطني العظيم».

في أكتوبر 2019، وخلال الندوة التثقيفية الحادية والثلاثين للقوات المسلحة، كرم السيسي الفريق عبد رب النبي حافظ، لدوره أثناء قيادته فرقة 16 مشاه، في حرب أكتوبر. قبل أن يلتقط الميكروفون ويمتدح طنطاوي.

«الفريق عبد ربه اتكلم عن الفرقة 16 والكتيبة 16.. معانا قائد الكتيبة 16، سيادة المشير حسين طنطاوي، الرجل العظيم اللي قاد مصر في أصعب الفترات». بهذه الكلمات التي أعقبها مصافحة بين السيسي وطنطاوي، وتصفيق حاد من الحضور، تحدث السيسي عن وزير الدفاع الأسبق.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها السيسي عن تحمل طنطاوي الصعاب. في يناير 2013، وعقب خمسة أشهر من إحالة طنطاوي إلى التقاعد، عرضت الشؤون المعنوية للقوات المسلحة فيلما تسجيليا بعنوان «المشير حسين طنطاوي.. مسيرة عطاء في حب مصر».

في الفيلم الممتد لأكثر من 10 دقائق، ظهر السيسي وهو يتحدث عن طنطاوي قائلا «كان أفهَمَنا، وأكثرنا حرصا على بلده، ربنا يجازيه عننا خير الجزاء، عن اللي عمله مع الجيش ومع اللي عمله مع مصر في السنة ونص اللي فاتت».

وحكم المشير طنطاوي مصر على مدار 15 شهرا، منذ فبراير 2011، حتى يونيو 2012، باعتباره رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وأضاف السيسي خلال الفيلم التسجيلي الذي عرض خلال ندوة بمسرح الجلاء إن طنطاوي «تحمل ما لا تتحمله الجبال» قبل أن يوجه حديثه للحاضرين معه طالبا منهم السماح بتوجيه التحية له، في غير حضوره.

ما بين مديح 2013، و2019، تعدد مدح السيسي لطنطاوي، ووجه له التحية في أكثر من مناسبة، لعل أبرزها ما جرى في الذكرى الـ42 لاحتفالات حرب أكتوبر، حين تحدث السيسي عن تقاضي الضباط وضباط الصف نصف رواتبهم على مدار 20 عاما، لتحقيق القدرة الاقتصادية للقوات المسلحة، وقال السيسي «كان بطل الفكرة دي واسمحولي أوجه له التحية ليه لوحده، السيد المشير حسين طنطاوي».

مواقف عدة جمعت الاثنين في مناسبات رسمية، كإهداء السيسي مصحفا لطنطاوي أثناء تخريج الدفعة 153 بمعهد ضباط الصف المعلمين، وإعطائه نظارته المعظمة في مرة أخرى ليشاهد بعض العروض العسكرية، وتوقفه لمصافحته أثناء اتجاهه للجلوس في مكانه المخصص له بمنصة الاحتفال بتدشين قناة السويس الجديدة، تاركا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند منتظرا ومتابعا للموقف.

وأثناء مشاركته القوات المسلحة، حفل إفطار بمناسبة انتصارات العاشر من رمضان، في 2017، كان طنطاوي يجلس إلى جوار السيسي، وعبر الأخير صراحة عن الفترة التي حكم فيها طنطاوي البلاد، بوصفها كانت في ظل ظروف في منتهى القسوة «وبفضل الله، ربنا مكنه إنه يتجاوز بمصر في فترة قاسية».

كان ذلك قبل أن يوجه حديثه للرئيس السابق عدلي منصور وطنطاوي قائلا: «التاريخ هيتوقف كثيرا، أمام اللي عملتوه لحماية الوطن والحفاظ عليه، والتحمل في أصعب المراحل في تقديري اللي مرت بمصر».

العلاقة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمشير محمد حسين طنطاوي تمتد إلى سنوات بعيدة. بحسب اللواء أركان حرب عبد المنعم سعيد، فإن السيسي وهو برتبة رائد أثار انتباه المشير طنطاوي «قال له تعالى اشتغل معايا في الوزارة، ودي القيادة الرئيسية للقوات المسلحة، وأبدى نشاط جامد، وسفره بعثة، وسفره يمين وشمال، من قائد كتيبة لقائد فرقة ثم قائد منطقة، ثم نائب مدير المخابرات، ثم مدير المخابرات». بحسب ما يوضح عبد المنعم في مقطع فيديو نشر في 2013 على يوتيوب.

في يوليو 2012، وأثناء اتجاه المشير طنطاوي بطائرة هليكوبتر رفقة 4 عسكريين آخرين، لحضور تسليم وتسلم قيادة الجيش الثاني، سألهم طنطاوي بعد أن وزع أوراقا عليهم، وسألهم حول وزير الدفاع المنتظر أو من يرشحون أن يكون الوزير القادم، وجاءت الإجابات بالإجماع اختيار اللواء السيسي ليكون وزيرا للدفاع، واللواء صدقي صبحي رئيسا للأركان. على ما حكاه الكاتب الصحفي مصطفى بكري في حوار متلفز مع الإعلامي تامر عبد المنعم على قناة العاصمة.

وأضاف بكري «راق للمشير هذا الكلام، لأنه كان متبنيا للواء عبد الفتاح السيسي واللواء صدقي صبحي في هذا الوقت».

حديث اللواء عبد المنعم، والصحفي مصطفى بكري، يتفق مع ما قاله الفريق مهاب مميش، قائد القوات البحرية السابق في حوار صحفي له، نشر في جريدة المصري اليوم، في أغسطس 2013، حين قال إن طنطاوي كان سيسلم اللواء عبد الفتاح السيسي سلطة وزارة الدفاع في ديسمبر 2012. لافتا إلى أن طنطاوي كان يعامل السيسي كابن حقيقي له، ويراه من أهم العسكريين نظرا لذكائه وانضباطه.

على أن الرئيس المعزول، محمد مرسي، كان قد أحال طنطاوي وعددا من ضباط الجيش إلى التقاعد. وقام بتعيين السيسي وزيرا للدفاع. وبحسب ما نشرته جريدة المصري اليوم لحوار دار بين الكاتب الصحفي ياسر رزق و عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، في 2013 فإن السيسي عاد إلى مكتب وزير الدفاع وسلم على المشير، الذي احتضنه وقبله مهنئا.

بحسب الحوار الصحفي، فإن ياسر رزق سأل السيسي «وماذا قلت له؟» فأجابه «قلت له يا فندم لو عاوزني أمشي همشي فورا، لكنه قال لي إنت عارف قدرك عندي ومدى اعتزازي بك».

وفي نهاية يوليو الماضي، أطلق اسم طنطاوي على أكبر كراكة بالشرق الأوسط، وسبقها تخليد اسمه على مسجد ومحور وكوبري. إضافة إلى تخريج الدفعة 112 حربية، والدفعة 47 من المعهد الفني للقوات المسلحة باسم «دفعة المشير محمد حسين طنطاوي».

وطنطاوي الذي رحل عن عالمنا فجر اليوم، الثلاثاء، ولد عام 1935 لأسرة نوبية، وتخرج في الكلية الحربية عام 1956. وتدرج في المناصب العسكرية، إلى أن تم تعيينه قائدا للحرس الجمهوري، ثم رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة، قبل أن يكون وزيرا للدفاع في عام 1991، ورقي إلى رتبة مشير في عام 1993.

فيديو قد يعجبك: