إعلان

"إقبال غير مسبوق".. لماذا تضاعف انتقال طلاب المدارس العامة إلى المعاهد الأزهرية؟

01:54 م الإثنين 20 سبتمبر 2021

طلاب الازهر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب-محمود عبدالرحمن:

جرافيك- أحمد مولا:

للمرة الأولى في تاريخها؛ تستقبل معاهد الثانوية الأزهرية تحويلات الحاصلين على الشهادة الإعدادية بوزارة التربية والتعليم، وفقا لـ4 شروط، حددها قطاع المعاهد الأزهرية، بألا يقل مجموع الطالب في اللغة العربية عن 70%، ونجاحه في الشهادة الإعدادية، للعام الدراسي 2020/2021، بمجموع 70%، واجتياز البرنامج التأهيلي.

قبل هذا الإعلان بأيام، سحب 73 ألف طالب ملفاتهم من مدارس التربية والتعليم، وتقدموا بها للمعاهد الأزهرية، وفي المقابل انتقل 16 ألف طالب من التعليم الأزهري إلى المدارس العامة. حتى نهاية أغسطس الذي شهد غلق باب التحويل بين مراحل التعليم الأساسي بوزارة "التربية والتعليم" و"الأزهر"، بحسب بيانات مركز معلومات الأزهر الشريف.

هذا الفارق بين من التحقوا وغادروا المعاهد الأزهرية، يعتبره الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق، غير مسبوق خلال العقدين الأخيرين، مرجعا ذلك لأسباب عديدة، منها ما يتعلق بالمناهج التعليمية وأخرى لها علاقة بالانتشار والجغرافيا.

شهدت السنوات الماضية، تراجع عدد الطلاب بالأزهر الشريف، وخاصة ما قبل عام 2016؛ حيث سحب أكثر من 87 ألفا من طلاب المعاهد الأزهرية ملفاتهم منها؛ من أجل الالتحاق بمدارس التعليم العام، وفقا لتصريحات صحفية للشيخ جعفر عبدالله رئيس قطاع المعاهد الأزهرية آنذاك، وانخفض طلاب التعليم الأزهري قبل الجامعي أكثر من 114 ألف طالب عام 2016؛ ليصل عدد طلاب المعاهد الأزهرية إلى مليون و816 ألفًا و689 تلميذا، مقابل مليون و931 ألفًا و21 تلميذا في عام 2015، وفقا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

https://www.masrawy.com/files//Downloads/aaaaaa.png

وتقلصت أعداد المحولين من المعاهد الأزهرية إلى مدارس التربية والتعليم بشكل ملحوظ في عام 2020، قدرها بيان صحفي صادر عن مشيخة الأزهر، في ديسمبر الماضي بأكثر من 11 ألف طالب، مقارنة بأعداد الطلاب عام 2019.

المناهج الدراسية الأزهرية، كانت عبئا على الطلاب؛ مقارنة بالمواد التي يدرسها أقرانهم بالتربية والتعليم، ويعتبرها الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق أحد أسباب عزوف الطلاب عن الدراسة بالأزهر، لذلك أخضعنا هذه المناهج لعملية تطوير شاملة، خلال السنوات الخمس الماضية، حيث عكفت لجنة متخصصة على تطويرها وربطها بالواقع المعاصر.

وتسبب ذلك، في زيادة نسبة تحويلات الطلاب من مدارس التعليم الأساسي بالمدارس العامة إلى المعاهد الأزهرية خلال عامي 2020 و2021، كما يرى "شومان".

يتفق معه الدكتور أيمن عبدالغني وكيل قطاع المعاهد الأزهرية، الذي يرى أن وضع استراتيجيات تتفق مع مستجدات العصر وتتماشى مع طبيعة الوقت الراهن، حققت نقلة نوعية في زيادة الإقبال للالتحاق بالتعلم بالأزهر الشريف مقارنة بالأعوام الماضية.

https://www.masrawy.com/files//Downloads/bbbb.png

لكن السبب الذي دفع سامي على، ولي أمر الطالبة بسمة لإلحاقها بالصف الأول الإعدادي، بالأزهر بدلا من التربية والتعليم؛ "التعليم في العام مصاريفه كتير، والدروس في كل المواد، ومحتاجة تركيز أكثر في الإعدادية عشان تعرف تدخل ثانوي".

هذه الخطوة التي اتخذها رب الأسرة المكونة من 3 أبناء، كانت بهدف خفض نفقات تعليم أبنائه الـ3 في ظل ارتفاع مصاريف المعيشة، "كنا نبدأ دروس السنة الدراسية الجديدة من أول شهر أغسطس"، لكن الدروس الخصوصية في الأزهر تكون مع بداية الدراسة وليست في كل المواد، بـالشهر مش بالحصة زي العام".

ينفق "سامي" الذي يعمل فني كهربائي، ويعيش بإحدى قرى محافظة المنوفية، ما يقارب من 600 جنيه شهريًا نظير عدة دروس خصوصية لابنته "بسمة" بجانب شراء الكتب الخارجية التي ارتفع سعرها بالفترة الأخيرة أكثر من الضعف وفقا لتقديره: "أقل كتاب خارجي بـ 55 جنيه"، لذا فضل تحويل ابنته للأزهر الشريف، بسبب انخفاض تكلفة التعلم به على حد قوله: "ابني وبنتي الأكبر في الأزهر ومصاريفهم مش زي بنتي اللي في التربية والتعليم".

فهدفه من التقديم لابنته الصغرى بالتربية والتعليم في البداية، كان لتجنب اغترابها خلال دراستها الجامعة: "كليات الأزهر محدودة هنا، بعكس كليات العام متواجدة كلها في المنوفية".

الصورة الثالثة

أواخر أغسطس الماضي، استقبل المعهد الأزهري النموذجي بشبين الكوم، بمحافظة المنوفية 850 طلبا للالتحاق بالمعهد، كان من بينهم 350 طلب تحويل من المدارس العامة، وفقا لتقديرات مختار كمال الذي تولى إدارة المعهد منذ 5 أعوام.

خلال إدارة الشيخ مختار كمال للمعهد وقبلها عمله وكيلا لإدارته لسنوات، اعتاد خلالها على التصديق لأولياء الأمور على طلبات تحويل أبنائهم من المعهد الأزهري، الذي يعتبر أحد معهدين نموذجين بالمحافظة، إلى مدارس التربية والتعليم، لكن هذا الوضع اختلف العام الماضي وتتطور هذا الاختلاف خلال العام الحالي.

يقول شيخ المعهد الأزهري، الذي يدرس فيه 1700طالب، أول مرة المعهد يستقبل طلاب بالشكل ده، فهذا العدد مرتفع جدا مقارنة بالأعوام الماضية التي كان لا يزيد فيها عدد المحولين من التعليم العام إلى الأزهري عن 15 تلميذا، كما حدث العام الماضي، وفي المقابل سحب 50 تلميذا ملفاتهم من المعهد للالتحاق بمدارس التربية والتعليم.

قبل يومين من غلق باب التحويل لطلاب الابتدائية؛ بنهاية شهر أغسطس، كانت الطالبة بالصف السادس الابتدائي زهراء حمدي، تجري اختبارات القبول بالمعهد الأزهري النموذجي بشبين الكوم، ضمن عشرات الطلاب، الذين جاء أغلبهم برفقة ذويهم، هو المشهد الذي لم يكن معتاد أن يراه مدير المعهد في هذا التوقيت من كل عام على حد قوله.

الصورة-الرابعة_1

بينما يرى حمدي جاد، والد الطالبة زهراء، أن قرار التحويل لابنته الصغرى من العام إلى الأزهر اتخذته الأسرة قبل شهرين، بسبب صعوبة الامتحانات وتعدد الأنظمة التي تعلن عنها وزارة التربية والتعليم من وقت لآخر، ما يجعل الطلاب في حيرة وقلق، وفقا لتجربته مع أبنائه الأكبر: "التربية والتعليم كويسة بس تغير نظام التعليم المتكرر بها، يؤثر على الحالة النفسية للطلاب".

يتذكر "حمدي" الحالة النفسية التي حلت على ابنته الأكبر، بعدما فشلت بالالتحاق بالثانوية العامة، كبقية أقرانها، وكانت مجبرة على الالتحاق بالثانوي التجاري، وبالتالي أصبح من الصعب دخولها كلية بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، لكن دخول كلية من الأزهري، يعتبره حمدي وابنته فرصة مضمونة مقارنة بالتعليم العام، "بنتي الكبيرة بعد تعب ومذاكرة معرفتش تدخل ثانوية عامة، الأزهر بأقل مجموع تلتحق بكلية".

"هنعرف الأعداد قبل أسبوعين من بدء الدراسة"، يقول مصدر بوزارة التربية والتعليم، ردا على تساؤل حول أعداد الطلاب الذين سحبوا ملفاتهم من التربية والتعليم من أجل الالتحاق بالمعاهد الأزهرية، إن "الأعداد سيتم معرفتها قبل أسبوعين من بدء الدراسة".

في الوقت الحالي نجهز لاستقبال الراغبين من الحاصلين على الشهادة الإعدادية في الالتحاق بالمعاهد الثانوية الأزهرية، يقول الدكتور محمود كامل، مدير مكتب رئيس قطاع المعاهد الأزهرية.

بينما ينتظر سعيد مصطفي تطبيق قرار قطاع المعاهد الأزهرية، بقبول طلاب الشهادة الإعدادية للالتحاق بالثانوية الأزهرية لتحويل لابنته، التي حصلت على مجموع في الشهادة الإعدادية لم يتجاوز 230 درجة، بما يعادل 80%، ولم تمكنها هذه النسبة من الالتحاق بالثانوية العامة هذا العام.

"سعيد" الذي رفض التحاق ابنته بالتعليم الصناعي أو التجاري، وفضل التقديم لها بالثانوية العامة منازل، لكي يكون أمامها فرصة أفضل للالتحاق بإحدى الكليات، يعتبره الأب مجازفة، وفضل إلحاق ابنته بالثانوية الأزهرية بعد معرفته بالقرار الجديد.

فيديو قد يعجبك: