إعلان

قصف الاحتلال منزلها بعد 4 أشهر من الزواج.. رسالة سيدة من غزة إلى العالم

04:05 م الثلاثاء 25 مايو 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

إعداد- محمد زكريا:

لكل فلسطيني في غزة الآن قصة مع القصف. بيسان حرب اختارت لقصتها سمت الرومانسية. الفتاة التي لم تبلغ من العمر 30 عاما، كانت على موعد مع خراب منزلها، جراء صاروخ غاشم ضربته الطائرات الحربية الإسرائيلية على منطقتها، بعد أقل من 4 أشهر على زواجها.

1

عش الزوجية أصابه الخراب، ولا تعرف بيسان ما يحمله المستقبل في قطاع محاصر باحتلال أسهل ما يقدم هو القتل.

2021_5_25_16_2_55_363

من قدمت على مدار سنوات خدمات إنسانية للنازحين الفلسطينيين، الآن صارت نازحة، لكنها اختارت الرومانسية. اختارت أن تروي قصتها عبر رسالة، لم يسعفها صوتها أن تكون مسموعة، فالتهابات الحلق تداهمها من يومها، لأن الدخان كان كثيفا ليلتها، فكتبتها وأرسلتها لـ"مصراوي".. الآن هي بين يديك:

"لقد انتهت الحرب بالنسبة لهم، وبدأت حرب جديدة بالنسبة لي مع كل شيء، أصغرها في استعادة فنجان القهوة الصباحي الذي كنت أحتسيه مع زوجي أمام حديقة البيت التي كنا نطل عليها كل صباح وكأنها طفلنا الصغير الذي لم يأتِ بعد. وللمصادفة الجميلة، كان كل شيء في الحديقة قد أزهر، الفلة، والجورية، والرمانة، ومعهم اتقد في قلبي أمل صغير بأنني سأعيش طويلا، رغم كل ما يحيط بنا من موت ودمار، لأقطف منهن جميعا وأهديهن لكل أحبائي.

منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، كان زوجي يقطف لي وردة عوضا عن كل ليلة سوداء نعيشها، ويعدني بأننا سنزرع المزيد بعد انتهاء الحرب.

لكنها لم تنته، وإن عُقدت لانتهائها هدنة، أو توقفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مؤقتا عن مزيد من جني الأرواح.

يومها كنت أنا وزوجي نخطط للكيفية التي علينا بها تأمين احتياجاتنا حتى انتهاء العدوان، وفجأة سمعنا صوت الجيران وهم يخلون منازلهم، هرعنا من منزلنا مرعوبين، وأخذت مفتاح المنزل بيدي أملا بأنني سأعود بعد ساعات، لكن عندما عدت وجدته دون باب أو شباك، قُتلت فيه الحياة.

الكثير من الليالي قضيناها لتأريخ رحلتنا سويا في بناء مسكننا. تجادلنا حول لون الجدران، وشكل الأثاث، الكثير من المشاوير التي كنا نطارد بعضنا فيها مثل المجانين لكي نصنع سكنا لقلبينا. كل زاوية في البيت أخذت من روحنا الكثير لكي نشيدها. لدي الكثير من الكلام، من الحزن الثقيل والفرح العارم. كل من رأى البيت كان يقول إن هذا البيت يشبه زوجي في حريته وجنونه ودافئ مثل قلبي.

لقد كانت رحلتنا معا منذ أول لحظة قررنا فيها بناء بيتنا طويلة، جادة وشغوفة، مرهقة ومجنونة، والحب والصبر أجمل ما فيها.

أفكر في كل شخص فتحت هذه الأيام جرحه القديم، ذكّرته ببيته الذي هُدم في حرب سابقة، ذكّرت أمًّا بابنها الذي استشهد منذ سنوات، وبرجل فقد مصدر رزقه، بطفل بُترت يده. أفكر بكل الدموع التي ذُرفت منذ سنوات وعلى مدار ثلاثة حروب سابقة، قاتلة.

في الـ7 سنوات التي تلت حرب 2014، عدت مجددا وبصعوبة بالغة لأرمم ثقتي بالحياة هنا في غزة، تخليت عن أحلام كثيرة كان أهمها السفر أملا في كرم الله، تصالحت مع الأزمات وصعوبات العيش، وبنيت حياة جديدة، مثلي مثل معظم أبناء جيلي. الآن، أشعر أنني أعود مجددا لنقطة الصفر وحلمي الوحيد هو النجاة.

أجلس الآن وقطار الذكريات يمر سريعا في رأسي منذ اللحظة التي صار لنا فيها باب ومفتاح وشباك كبير يطل على ليمونة ألذ من كل ليمون الأرض. منذ أن خرب بيتي تمنيت أن أستيقظ وأهدي الورد إلى كل من أحبهم، لكنني استيقظت ولم أجد لا بيتا ولا وردا.

لا شيء على الإطلاق يعوض اللحظة التي يشعر فيها الإنسان أنه قد فقد بيته، إلا وجود من نحب بجانبنا."

بيسان حرب

قطاع غزة

25 مايو 2021

تابع باقي موضوعات الملف:

فلسطيني يروي دقائق الرعب والفزع في قصف إسرائيل لبنايته بغزة

1L

جار القصف الإسرائيلي على بنايات غزة: نعيش الموت مرات

2-

بين نارين.. كيف تعيش مصورة فلسطينية في غزة وسط القصف الإسرائيلي؟ (صور)

3-

فلسطينية تروي ذكرياتها مع بناية قصفتها إسرائيل: انخلع قلبي لكنه لا يزال ينبض

5-

فلسطيني عن قصف إسرائيل لمحل عمله بغزة: ما عاد لي بيت في وطني

6-

كيف قصفت إسرائيل أسرة مكونة من 50 فردا في غزة؟ (فيديو)

7

في 11 يوما.. حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة (فيديوجراف)

8

فيديو قد يعجبك: