إعلان

سيول أسوان.. تفاصيل ليلة صعبة مرت على أهالي"غرب سهيل"

04:42 م السبت 13 نوفمبر 2021

مياه الأمطار فى شوارع أسوان

كتب- محمد مهدي:

ساعات طويلة مرت على هطول الأمطار بشدة على قرية غرب سهيل النوبية مساء أمس الجمعة، لكن أثر ما جرى في تلك الليلة الصعبة لا يزال واضحا في أنحاء المكان، لذلك ينهمك العشرات من الأهالي في التخفيف من وطأة الحدث وإصلاح المباني المتهالكة والمحلات الغارقة لاستعادة الحياة الطبيعية من جديد "عندنا خساير كتيرة، وبنحاول نعمل اللي في إيدينا بعد المطرة الصعبة بتاعت إمبارح" يقولها علاء الجامع، أحد أبناء القرية.

وأشارت محافظة أسوان في بيان رسمي إلى سوء الأحوال الجوية وتقلب الطقس نتيجة هبوب عاصفة ترابية وسقوط أمطار رعدية غزيرة ومتوسطة على مراكز ومدن أسوان مع مناشدة المواطنين ليلة أمس بضرورة الالتزام بمنازلهم وتجنب مواقع وجود الأشجار والهوائيات الكهربائية مع التأكيد على وجود تواصل مستمر مع غرف العمليات الفرعية بالوحدات المحلية والجهات الأخرى لمتابعة الموقف لحظة بلحظة.

كانت الأجواء هادئة بينما يجلس علاء في محله المُطل على نهر النيل بغرب سهيل قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب "على الساعة عشرة ونص بليل اتملى الهوا بالغار ثم ابتديت تمطر كتير" لنحو ساعة لم تتوقف الأمطار الرعدية، شعر الجميع بالفزع نظرا لعدم تعرضهم لهذه المشاهد من قَبل "أول مرة تحصل من سنين طويلة، اللي متعودين عليه شوية هوا على مطر خفيف" امتلأت الشوارع بالمياه وغرقت المحال وباتت البيوت الطينية التي تحوي أسقف من "الصاج" في مهب الخطر.

يعمل علاء منذ سنوات في مجال العطارة والهدايا الرمزية التي ينجذب إليها السائحين، صارت بضاعته تالفة في غمضة عين "المايه مع الهوا اللي نازلة من الجبل بهدلت الدنيا" خسارة كبيرة في توقيت غير مناسب "لأننا داخلين على موسم وبقالنا فترة بنستقبل سياح في المنطقة" الحال من بعضه في جميع المحلات المجاورة له سواء المتخصصة في بيع العطارة أو الملابس "دول أكتر ناس اتضرروا لأن الملابس المعروضة اتبهدلت".

لم يكن هناك أية حلول يلجأ إليها الأهالي وأصحاب المحلات "هنعمل إيه؟ حتى لو قفلنا المايه هتدخل من كل مكان" وبعد فترة وجيزة من هطول الأمطار انقطعت الكهرباء والمياه عن القرية "لسه مرجعتش لحد دلوقتي، يمكن خايفين لا يكون فيه أسلاك غرقانة" فيما ينهمك أبناء القرية في رتق الشوارع ومساعدة المتضررين بصورة أكبر من الأزمة في انتظار زيارة المسؤولين للمنطقة للوقوف على الآثار السلبية لما جرى.

من جانبه أكد اللواء أشرف عطية، محافظة أسوان، في بيان رسمي، اليوم السبت، أنه جاري العمل على إعادة التيار الكهربائي تدريجيا بعد خروج عدد من محطات التغذية الكهربائية من الخدمة، منوها إلى أن غرفة العمليات الرئيسية بإشراف من اللواء حازم عزت السكرتير العام للمحافظة تتابع أولا بأول أعمال شفط وكسح المياه من الشوارع والمناطق السكنية مع رفع الأشجار التي سقطت بسبب قوة الرياح، علاوة على إصلاح أعمدة الإنارة والهوائيات الكهربائية.

وفيما يتعلق بانقطاع المياه أشار المهندس يحيى عبدالمنعم أبوزيد، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان، بأنه جاري تشغيل محطات مياه الشرب الكبرى بالمدينة خلال الساعات القليلة وضخ المياه للمواطنين بينما يتم الانتهاء من معظم أماكن تجمعات برك المياه مشددا على أن جميع الفرق الفنية بالشركة في حالة طوارئ ومتواجدة بكامل أطقمها في مواقع العمل وتؤدي عملها بكفاءة.

لم يحضر الحسين علي لحظة سقوط الأمطار الرعدية على منزله في غرب سهيل "كنت في شغلي، أنا غفير بحرس حديقة في وردية لحد الصحب" لذلك قضى ساعات الليل في قلق شديد لشعوره بأن الأمور لن تمر بسلام، وبعد إتمام مهمته هرول إلى بيته ليجد مفاجأة غير سارة "البيت اتملى بالمايه والطين والسقف وقع في أوضتين" صدمة انتابت الرجل الأربعيني، لم يصدق ما جرى لوهلة قبل أن يفيق من غفلته ويحاول إنقاذ الوضع.

"حمدت ربنا إن مراتي وولادي مش موجودين، كان الوضع هيكون أصعب" حيث انطلقوا في زيارة عائلية خارج أسوان منذ أيام قليلة، طلب الرجل المساعدة من جيرانه وأقاربه "بطلع الطين من كل مكان في البيت، وشلت المواسير اللي وقعت من شدة المطر" ينظر بحسرة إلى أركان البيت "مش عارف هاقعد فين، الحاجة محتاجة شهرين تلاتة عشان ترجع زي الأول" فيما يوضح أن منازل أخرى بجواره تعاني الأمر ذاته.

فيديو قد يعجبك: