إعلان

من سيارة إسعاف.. حكايات عن أبطال يواجهون المرض والموت يوميا

03:48 م الثلاثاء 26 يناير 2021

غلاف كتاب حكايات من سيارة إسعاف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:
صاحب الموهبة يحملها معه أينما ذهب، لذلك لم يترك أحمد هيبة حلمه الخاص بالكتابة رغم عمله في هيئة الإسعاف المصرية منذ عام 2009، التجارب الصعبة والأحداث المثيرة التي يخوضها يوميا في مجال عمله لم تدفعه إلى إفلات طريق الأدب لكنها صارت مساحة لاستعادة هوايته المفضلة بتدوين حكاياته في سيارة الإسعاف "في البداية كانت مجرد يوميات لكن مع الوقت حسيت إنها فرصة الناس تتعرف أكتر على حياة العاملين في الإسعاف" يذكرها الشاب الثلاثيني في حواره مع مصراوي.

الانضمام إلى هيئة الإسعاف جاء بالصدفة، أثناء بحث هيبة، خريج كلية التجارة بجامعة بنها، عن فُرصة عمل، عثر رفقة صديقه المقرب على إعلان من الهيئة تشجع أصحاب الشهادات على التقدم للوظيفة، ذهب خلف الفضول ولم يعد من وقتها، خلال شهور قليلة كان جالسا في سيارة الإسعاف تشق الطريق بسرعة كبيرة من أجل إنقاذ أرواح الناس "لقيت نفسي بكتب عن المواقف اللي بقابلها على منتدى أدبى، وأول قصة كانت عن شابة عشرينية وزنها 20 كيلو بسبب المرض".

وبحسب الموقع الرسمي لهيئة الإسعاف المصرية فهي هيئة عامة مستقل تم إنشاؤها بالقرار الجمهورى رقم 139 لسنة 2009 والصادر برئاسة الجمهورية فى 3 مايو 2009 ، وتعد واحدة من الهيئات الخدمية التي تسعى لتقديم أفضل خدمة إسعافية طبقا للمقاييس العالمية و تتبع وزير الصحة ويكون مقرها القاهرة الكبرى ويجوز أن تنشئ لها فروعا بالأقاليم .
بات لدى هيبة عدد كبير من الحكايات التي جرت على مدار 11 عاما، نصحه صديق عزيز بأهمية اتخاذ خطوة نشرها في كتاب خاصة لقدرته على صياغتها بطريقة مميزة "كنت متخوف في البداية لكن صديقي كانت وظيفته تحطيم كل العقبات، عشان كدا كتبت له إهداء في أول الكتاب" قبل الطبع عاد المسعف الشاب إلى القصص مرة ثانية وأعاد صياغة بعضها "الأحداث كلها حقيقية، عدا نسبة قليلة راعيت إنها متغيرش من سير الأحداث، وإضافتها كانت لسد فراغات في السياق مش أكتر".

1

لم يكن الغرض من نشر الكتاب هو تسلية القراء بقصص مثيرة "بعتبره تعبير عن المعاناة اللي بنلاقيها في شغلنا، احنا بنصطدم بناس متعرفش حاجة عن مجهودنا وبعضهم في القطاع الطبي نفسه" لذلك وجد الدعم من زملائه في هيئة الإسعاف بعد إقدامه على التجربة "اتبسطوا إن لأول مرة حد ينشر كتاب عنهم" تهافت الجميع على اقتناص نسخ من العمل الأدبي، شعر لحظتها بالفخر وضرورة الاستمرار في هذا الطريق.

يحتوي الكتاب على العديد من الأحداث التي تدور عن سيارة الإسعاف والحالات الصحية المتدهورة دون المساس بخصوصية المصابين أو التعريف بهويتهم، يحرص هيبة على اختيار نماذج تمنح القراء دلالة ما "أقرب قصة لقلبي في الكتاب عن شخص توفي بعد الوضوء لصلاة فجر يوم العيد، لما روحنا نلحقه وعرفت القصة حسيت إنها كرامة من ربنا" فيما يذكر أصعب المواقف التي تعرض لها خلال عمله "كان الجو شتا، وانتظرت حالة بالمستشفى أكتر من 10 ساعات، فاضطريت إني أنام داخل الكيس المخصص للجثث بسبب البرد" تجربة مؤلمة تركت أثر كبير على نفسه.

2

لم يكن هيبة يتوقع هذا الكم من الإشادة والدعم من أسرته وزملائه والقراء، تلقى الكثير من التشجيع بعد نشر الكتاب "زميل ليا في الإسعاف قالي: قدر بقى إنك تتكلم عننا" فيما استشعر السعادة على زوجته التي وقفت إلى جواره حتى يخرج العمل إلى النور، تلك الحالة منحته إحساس بأهمية كتابة أجزاء جديدة عن عالم الإسعاف "فيه جزء تاني عن شهامة وبطولة زمايلي خلال شغلهم، وعن موضوع الساعة (كوفيد-19)".

فيديو قد يعجبك: