إعلان

فرحة منقوصة.. كيف استقبل العاملون بقاعات الزفاف قرار عودتها؟

10:03 م الأحد 20 سبتمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

منذ 6 أشهر لا يعمل محمد عبد المنعم، سُرّح من عمله الصباحي بشركة المواد الغذائية، فيما فُض عمله الليلي تمامًا، أُغلقت قاعات الأفراح احترازًا من فيروس كورونا المستجد، ليجد نفسه دون أي مصدر للدخل، عاش معاناة، يتمنى الآن أن تَخف بإقرار الحكومة عودة مشروطة لقاعات الأفراح وحفلات الزفاف.

سمحت الحكومة، بدءًا من غدٍ الاثنين 21 سبتمبر الجاري، بإقامة الأفراح والمؤتمرات والمعارض وصلاة الجنازة بضوابط محددة في ظل جائحة كورونا.

كان يومًا شاقًا على عبد المنعم قبل ظهور "كورونا"، ذاك الذي يبدأ في الثامنة صباحًا وينتهي منتصف اليوم التالي، في مقابل 3350 جنيهًا فقط في الشهر. رغم ذلك يحسبه الآن نعمة لا تُجحد، بعدما ذاق العطلة في الشهور الماضية، حيث اشتدت جائحة كورونا في مصر، ليجبر على ترك عمله بشركة المواد الغذائية: "من بداية السنة الدنيا كانت نايمة، وجت كورونا موتتها خالص"، قبل أن تُغلق قاعات الأفراح ويلازم الرجل الحجر المنزلي مضطرًا: "كنت هتجنن.. الغلابة اللي في البيت هأكلهم منين؟".

بحث عبدالمنعم عن عمل ولم يجد: "في العادي البلد مفيهاش شغل، هتلاقي إزاي في أزمة زي دي؟"، ليُسلم مع اشتداد ألم ظهره بالواقع الصعب: "تعب الغضروف زاد عليا، مع الحالة النفسية الوحشة، رقدت في البيت مبتحركش".


عانى ابن حي فيصل بمحافظة الجيزة شظف العيش، لجأ إلى السلف في البداية، ليضطر مع ضعف قدرته على السداد إلى الاعتماد على التبرعات: "بقيت على باب الله.. حد معرفة ربنا موسع عليه شايلني أنا ومراتي والعيلين من قبل رمضان"، لكن صاحب الـ36 عامًا ليس وحده الذي اضطر إلى ذلك خلال أزمة كورونا، فدراسة أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تشير نتائجها إلى أن 50.3% من الأسر المصرية لجأت إلى الاستدانة لمواجهة نقص الدخل خلال تلك المرحلة، فيما اعتمد حوالي 17% على مساعدات أهل الخير.

منذ تفشي الأزمة، لم تعرف الفراخ أو اللحوم طريق منزل عبدالمنعم: "معتمدين على البطاطس بشكل أساسي دلوقتي"، كان هذا باعثًا على إحساس الأب بعجز لا ينقطع: "ببص لابني 6 سنين وبنتي 4 سنين، واقول لا حول ولا قوة إلا بالله، ملهمش ذنب يتبهدلوا كده، لكن هعمل إيه؟ ما باليد حيلة".

https://www.masrawy.com/files//Downloads/777444555522.png

كان قرار الحكومة إعادة الأفراح ولو بضوابط باعثًا على الأمل لدى عبدالمنعم، يتمنى أن يجد عملًا قريبًا: "بشتغل في كافتيريا قاعة أفراح محندقة في الجيزة، بس دي قاعة مقفولة مش هيطبق عليها قرار الرجوع وهتفضل واقفة، لكن أهي الدنيا بتفتح شوية بشوية وإن شاء الله ألاقي شغل"، فيما ينصب جلّ أحلامه على "إني أقدر أأكل مراتي وعيالي وامشي اليوم بيومه".

ضوابط محددة وضعتها الحكومة للعودة، فبحسب القرار يُسمح بإقامة الأفراح في الأماكن المكشوفة بالمنشآت الفندقية والسياحية الحاصلة على شهادة السلامة الصحية من وزارة السياحة والآثار، وغيرها من الأماكن المكشوفة المرخص لها بهذا النشاط من السلطات المختصة، على ألا يزيد عدد الحضور عن ٣٠٠ فرد، مع الالتزام بكافة التدابير الاحترازية والاحتياطات الصحية المقررة في هذا الشأن.

فيما ينتظر محمد السيد عودة عمل القاعات المغلقة على جمر.. تعرف على قصته من المحتوى الصوتي التالي:

تلك الضوابط دفعت إسلام الهادي لتغيير خطته تمامًا. صاحب الـ29 عامًا يملك قاعة أفراح بنادى الجيزة الرياضي، لكنها قاعة مغلقة، ما اضطره عقب القرار الأخير للتفاوض على استئجار واحدة مفتوحة، حتى يُسمح له باستقبال حفلات الزفاف، وتعويض خسائره.

قبل 7 سنوات، استأجر الهادي إحدى قاعات الأفراح، دفع ربع مليون جنيه في نوفمبر الماضي مقابل انتفاعه بها لعام جديد، قبل أن يزور "كورونا" العام الحالي، أضاع موسم الزواج على الشاب، ليغلق قاعته في 19 مارس الماضي، التزامًا بالقرار الحكومي في مواجهة الجائحة، فيما أعاد إليه قرار العودة بصيصًا من أمل.

قبل تفشي الأزمة، كان الهادي ملزمًا بحجوزات تصل قيمتها إلى 700 ألف جنيه: "اتصرف منهم كتير في توضيب القاعة وتطويرها"، لكن مع اشتعال الأزمة ووقف حفلات الزفاف: "بقيت مطالب أرد للناس فلوسها، استلفت ورديت اللي أقدر عليه، لحد ما بقى عليا النهارده حوالي 50 ألف جنيه"، ذلك الالتزام هو ما دفع الشاب إلى البحث عن بديل في ظل الوضع الجديد: "اضطريت بعد محاولات كتير مع نادي الجيزة، آخد موافقة لتأجير قاعة مفتوحة، وهبدأ أطلع الفرش اللي في القاعة وأجهزها"، رغم ذلك لا يعتقد أن يعود لدخله كامل لياقته خلال العام الحالي، لكنه حله الوحيد إلى أن تنقشع ما يعتبرها غمة.


تراجع كبير حدث في عدد عقود الزواج بمصر، بلغت نسبته 30.1%، تزامنًا مع إغلاق قاعات الأفراح والنوادي، ضمن إجراءات الحكومة الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، وفقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن مارس الماضي، حيث بلغت عقود الزواج خلال مارس الماضي 45 ألف عقد مقابل 64.4 ألف عقد خلال الشهر نفسه من العام السابق عليه.

يستعد عبدالله خالد للعودة إلى عمله يوم الخميس القادم، بعد أن عادت القاعة التي يقدم بها الطعام إلى العمل، فيما لم يكن يتمنى أن يعاود العمل لديهم ومبرره: "في الأزمة موقفوش جنبي أنا وزمايلي، فضلنا 6 شهور من غير ما ناخد ولا مليم"، لكن ابن حي المطرية اضطر إلى العودة في النهاية: "عشان ملتزم بمصاريف للبيت.. بساهم بـ800 جنيه في الشهر، لما اتقطعوا، أثر على أكلنا وشربنا"، فيما يأمل صاحب الـ22 عامًا أن يستقر على عمل يضمن له أمانًا مستقبليًا.

فيديو قد يعجبك: