إعلان

بيوتنا مفتوحة.. مبادرة لانتزاع متضرري انفجار بيروت من رحم الأحزان

04:51 م الأربعاء 05 أغسطس 2020

انفجار لبنان

كتبت- شروق غنيم:

دوى انفجار بيروت في قلب علي حسين؛ 80 كم تفصله عن العاصمة اللبنانية حيث يعيش في قرية الحميري بالجنوب، غير أن وقائع الأمس مّست كل لبناني، لم يكن مصاب مدينة واحدة "اللبنانيين في المحن بيكونوا وطن واحد، بيت واحد". لازال يذكر ما جرى في حرب تموز 2006 حين التأم الشعب "في العدوان كانت بيوت بيروت مفتوحة إلنا جميعًا وأيضًا محافظة جبل لبنان، تمت استضافتي أنا وأقاربي بالمكانين"، لذا لم يتردد في رد الجميل بعد 14 عامًا "فورًا عرضت منزلي لأي متضرر أيًا كانت جنسيته".

ووقع انفجار في مستودعات ميناء بيروت بالقرب من وسط المدينة، أمس الثلاثاء، وأسفر عن مقتل 100 شخص على الأقل وإصابة قرابة أربعة آلاف، حسب آخر حصيلة رسمية أعلنتها السلطات اللبنانية، فيما أعلن مروان عبود محافظ بيروت، عاصمة لبنان كمدينة منكوبة.

لايزال يحفظ حسين سيرة الماضي حين حدث العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، لم تُشفَ جراح الحرب حتى الآن، لكن ما هوّنها التكاتف الذي عاشه خلال تلك الفترة العصيبة "وقف معانا أهل بيروت بشكل لن ننساه، ليس فقط بمنازلهم التي فُتحت أيضًا للاجئين، ولكن بتأمين طعام وجميع المستلزمات التي كنا نحتاج لها، قُدمت لنا مساعدات من كل جانب حتى أننا شعرنا بهم وكأنهم أهل نعرفهم من زمن، ولازال تجمعنا صداقات وعلاقات وطيدة".

رغم الوضع السياسي الممُزق إلا أن حسين يعلم من صميم قلبه أنه في وقت الكروب والمصائب تنفرط أي اختلافات ويتوّحد الجميع. بعدما أعلن عن استعداده لاستضافة المتضررين تلقى مكالمات هاتفية تستغيث، فيما استقبل صباح اليوم أسرة فقدت منزلها جراء الانفجار "لدي منزل فارغ سوف يقيمون به، لكني أيضًا على استعداد إفراغ بيتي إذا تواصلت أسرة جديدة معي".

عقب ساعة من الحادث، انتشرت عدة مبادرات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدة المتضررين؛ من بينها بيوتنا مفتوحة، لم يكن ثمة ترتيب لأن تُصبح مبادرة متماسكة "كل شخص بدأ يقترح لحاله" كما يحكي ربيع درج، الذي تطوع لاستقبال الأسر، فيما بعد خُصصت صفحة للفكرة على منصة انستجرام، وخلال يوم واحد نشرت 142 مكانًا مقترحًا للاستضافة، فيما يتابعها حاليًا 8 آلاف شخص.

من مواقع التواصل الاجتماعي عرف دحرج عما جرى، في ضيعة البازورية بجنوب لبنان يعيش الشاب "كان بدي أساعد بأي طريقة، قريت عن أن ناس خسرت منازلها وقاعدة لحالها في الشارع، دوغري كتبت على الفايسبوك إن بيتي مفتوح لأي حدا".

كذلك فعل دكتور أدهم الخطار من منطقة شوف بالجنوب، لا يملك منزلًا إضافيًا، إلا أنه عرض منزله الخاص الذي يقطن به لاستقبال الأسر "هاد أقل واجب نقدمه، نحنا شوفنا كتير مصايب سوا كشعب لبناني، وما راح نمرق من اللي بيحصل غير ونحنا سوا، الوضع لا يحتمل أي سياسة ولا طوائف، بيتي مفتوح لأي لبناني".

فيديو قد يعجبك: