إعلان

صورة وحكاية (12).. أيام الضحك والبكاء في مسرح "الزعيم"

11:16 م السبت 02 مايو 2020

عادل إمام داخل مسرح الزعيم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تصوير: حسام دياب

كتب- محمد مهدي:

في التسعينيات، كان شارع الهرم هادئًا، ولم تُشيد بعد المولات التجارية، أو يتحول المكان إلى منطقة متكدسة بالسكان، وكان ثمة زحام شديد في منتصف الشارع حيث يقع مسر ح "الزعيم"- الهرم سابقا- الذي احتضن لسنوات طويلة أعمال النجم الكبير "عادل إمام" في كل ليلة تقف طوابير عريضة أمام شباك التذاكر، في انتظار اللحاق بتذكرة تمنح صاحبها موعد مع السعادة لأكثر من 3 ساعات، يُصبح فيها بطل العرض ملكا متوجًا على خشبة المسرح، كلما نطق بكلمة زادت موجات البهجة في الصالة، أيام لا تُنسى، حملت الكثير من الضحك والبكاء، وكواليس عديدة رصدها المصور الصحفي "حسام دياب" بعدسته.

قبل عرض مسرحية "بودي جارد" بعدة أشهر، تحديدًا في عام 1998، حصل "دياب" على موافقة من عادل إمام بحضور بروفات العمل الجديد "لازم موافقته شخصيًا عشان حد غير الفرقة يجي المكان" يعايش لأيام عدة كيف تختمر التجربة في مطبخ الكوميديان الأشهر بمصر "كان الاتفاق إنهم هيشتغلوا براحتهم، وأنا هصور بدون ما أشتت تفكيرهم عن الشغل" في الأيام الأولى حضر مؤلف النص "يوسف معاطي" بروفات "الترابيزة" التي ضمت "الزعيم" مع أبطال العمل وقتها "رغدة ومصطفى متولي وسعيد عبدالغني ومحمد أبوداوود" وغيرهم من النجوم، وبدا الحماس على الجميع.

الالتزام والجدية والدقة هما سمات عادل إمام في مسرحه، يصل يوميًا قبل بدء بروفات "بودي جاردي" في السادسة ليلا وتستمر حتى ساعة متأخرة من الليل، مخرج العمل "رامي إمام" يقود الدفة بثقة رغم سنه الصغير-حينها- لا يهتز في تجربته الأولى "شوفت إزاي رامي بيقدم نفسه بفكر جديد ومعاه زمايله، ومكنش هايب الموقف، وإزاي عادل كان بيحتويه بأستاذيه وأبويه في الوقت نفسه" وعند قراءة النص المسرحي تتدفق "الإفيهات" من النجم الكبير طوال الوقت "عنده قدرة على إضافة جُمل تهَلك من الضحك" يتشاور مع المؤلف والمخرج أولًا وفي حالة الموافقة عليها تُضاف إلى الدور.

يحترم عادل إمام المسرح كثيرًا، منذ اللحظة الأولى التي عرف فيها حلاوة الوقوف على خشبته بمسارح التلفزيون في بداية الستينيات، صار متيما بالتجربة رغم رفده لعدم استكمال مصوغات التعيين "الوقوف على خشبة المسرح شغلانة في روحي وقلبي وكياني من وأنا صغير" وفق تعبير الزعيم في تصريحات تلفزيونية، يهتم بكافة التفاصيل عند التحضير لعمل جديد "دايمًا مركز في كل حاجة مهما كانت صغيرة، وبيحتوي الممثلين اللي معاه خاصة الجُداد" يتعامل بحزم حين يستلزم الأمر، ويفُض أي اشتباك أو "تنشنة" حينما يرغب بإفيه "حدث ولا حرج في المسألة دي بعفوية جدًا يقدر يغير مود القعدة".

ذات ليلة طرأت فكرة على عقل "دياب" بأن يوثق تجربة عادل إمام مع المسرح من خلال صورة له وحيدًا على خشبته، لم ينتظر كثيرًا، عرض الأمر على "إمام" لكن الأخير طلب تأجيل الخطوة "بعد أيام لقيته بيسأل عليا، حسام جيه النهاردة؟ يلا بينا ننفذ الفكرة حالًا" طلب المصور الكبير مغادرة الجميع المكان، لا يتبقى سواه وبطل المسرحية وكرسي يجلس عليه الأخير "عمال الإضاءة نفذوا الطلبات اللي كنت عايزها" ثم عكف على التقاط العديد من الصور "للكادر اللي كنت بفكر بيه، وفعلًا النتيجة طلعت زي ما عايز" توضح كيف يتحول "إمام" على المسرح إلى زعيم حقا.

عادل إمام داخل مسرح الزعيم

كانت "بودي جارد" ذات طابع مختلف في مسيرة عادل إمام المسرحية، فهي الأخيرة له، شهدت تغيير عدد من نجوم العمل مثل "رغدة" ثم وفاة الفنان "مصطفى متولي" في تلك الليلة ذهب إلى المسرح كعادته، لم يُغلق الأبواب أمام الجماهير، قدم ليلة مليئة بالضحك، لكن قلبه كان غارقا في الحزن "فيه جملة مشهورة عندنا في الوسط.. المسرح لا يعوقه القبر، الجمهور ملوش دعوة مين مات ومين مماتش" كما ذكر إمام في تصريحات سابقة. غير أنه ظل يبكي في الكواليس فقده لصديقه وزميله، فعلها من قَبل حين توفى والده "يوميها كان عندي مسرحية، روحت وبعد ما خلصت شغلي، قولت للجمهور اليوم مات أبي.. وفضلت أحكي عنه، الناس في المسرح يبكوا وأنا دموعي معاهم".

استمرت مسرحية "بودي جارد" لأكثر من 10 سنوات، حققت خلالها نجاحات كبيرة وطفرة في شباك التذاكر، لكن العمل توقف في يونيو 2010 حينما أنهى المُنتج سمير خفاجي تعاقده مع أصحاب مسرح "الزعيم" لتنتهي من لحظتها علاقة عادل إمام بالمكان التي امتدت لعقود طويلة، فيما تبقى الذكريات والحكايات الطريفة والصورة التي التقطها "دياب" شاهدة على تلك التجربة الفريدة.

اقرأ أيضًا:

صورة وحكاية.. جولة عبر الزمن بعدسة المصور "حسام دياب"

صورة وحكاية (1)- خروج آخر جندي إسرائيلي من رفح

صورة وحكاية (2)-"البابا شنودة" داخل ملاذه الروحي ومستقره الأخير

صورة وحكاية (3).. "كوباية شاي".. الطلب الأخير لقاتل قبل إعدامه

صورة وحكاية (4) في الصعيد الجواني.. مغامرة الأطفال مع قطار القصب

صورة وحكاية (5).. الغرفة 441 وأيام "الحكيم" الأخيرة

صورة وحكاية (6).. ضحايا النزاع: طفل فلسطيني يحمل سلاحًا أكبر منه

صورة وحكاية (7)- من منزله .. جلسات الشيخ "الشعراوي" مع مريديه

صورة وحكاية (8) معسكر المنتخب أفريقيا 96.. تراويح وقرآن بعد التمرين

صورة وحكاية (9).. لأجل القدس أُصلي

صورة وحكاية (10)- هدف ببطولة إفريقية.. الأهلي لم يركع في "رادس"

صورة وحكاية (11)- في قلب الصحراء الغربية.. أسطورة واحة الجارة

فيديو قد يعجبك: