إعلان

صورة وحكاية (8) معسكر المنتخب أفريقيا 96.. تراويح وقرآن بعد التمرين

12:04 ص الأربعاء 29 أبريل 2020

معسكر المنتخب أفريقيا 96

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تصوير- حسام دياب:

كتبت- شروق غنيم:

مطلع عام 1996 القارة السمراء تتحدث بلغة كرة القدم، 16 منتخبًا يستعد لكأس الأمم الأفريقية، الحماس يملأ الأجواء، حينها استضافت جنوب أفريقيا أهم بطولة في القارة السمراء، وداخل فندق في العاصمة جوهانسبرج اتخذ المنتخب المصري مكانه في النسخة العشرين من البطولة بآمال كبير.

في حي هادئ داخل العاصمة استقرت البعثة المصرية فيما كان معهم المصور الصحفي حسام دياب، يوثق بعدسته رحلة الفراعنة مع البطولة القارية. كان كل شئ محسوب؛ لا أحد يغادر أبواب الفندق دون حراسة، ولا يُنصح بالخروج بعد الخامسة مساء لأسباب أمنية، الأوضاع مرتبة والفريق يكثف من تركيزه، غير أن شيئًا واحدًا قد حدث أربك كل الحسابات؛ بينما تستقبل مصر أول أيام شهر رمضان في يناير من عام 1996، قررت بعثة المنتخب الصيام بالتزامن مع الوطن في اليوم التالي.

لم يكن ذلك الحدث في حسبان المصور الصحفي حسام دياب، ارتبكت خططه لكنه تدبر أمره، تخلى عن وجبة السحور، وبينما دقات الساعة تشير إلى الثانية ونصف صباحًا، استيقظ على أصوات طرق شديدة على باب غرفته بالفندق "لقيت اللاعب أحمد الكاس وإسماعيل يوسف بييقولوا لي يالا عشان نتسحر".

في طابق واحد كانت إقامة أفراد المنتخب المصري، تغير حال المكان عن الصباح كثيرًا، بين الغرف افترش اللاعبون والإدارة الطعام "منهم اللي كان جايب أكل من مصر"، لم تختفِ أجواء رمضان عن الفراعنة؛ كانت الأكلات المصرية موجودة في وجبتهم الليلية "كان في فول وسحور مصري بجد" يتذكر المصور الصحفي.

كذلك الطقوس الرمضانية لم تغب عن حال المعسكر؛ في الصباح تبدأ التدريبات الرياضية وحين يفرغون منها يعودون إلى الفندق فتتبدل معالم الغرفة المخصصة للمحاضرات "كانت في الدور الأول وتعتبر غرفة سرية"، تُزال الكراسي المرصوصة والطاولات، يفترش اللاعبون والجهاز الإداري الأرض ويبدأون في وصلة لقراءة القرآن "المكان بقى أشبه بجامع، بليل كانوا بيصلوا فيها التراويح، وكان بييجي كمان مشايخ أزهريين هناك ويقضوا الوقت مع اللاعيبة".

صارت الغرفة المكان الرئيسي لالتقاء البعثة كلها، سواء في خططهم الكروية أو لمزاولة الطقوس الرمضانية، كذلك احتفظ اللاعبون بروح رمضان فيما بينهم، ولم تخلُ جلساتهم من المزاح الدائم، يتذكر المصور الصحفي لاعب المنتخب أحمد كشري حين أخبر اللاعب هادي خشبة بأنه أعد له مفاجأة "وكانت عبارة عن خشاف وتمر باللبن عشان عارف إنه بيحبه".

كانت بدايات البطولة مبشرة؛ تجاوز المنتخب المصري بقيادة المدرب الهولندي رود كرول الدور الأول، وقعت أنجولا أول ضحية بهدفين مقابل هدف، لكن الفرحة لم تكتمل كثيرًا، إذ نال هزيمة على يد الكاميران بنفس النتيجة، ضغط كبير يشعر به أبناء الفراعنة، توتر يسري في أركان المكان لاسيما أنه في المباراة التالية يواجهون صاحب الأرض جنوب أفريقيا، غير أن اللاعب أحمد الكاس كان له رأيًا آخر حين أحرز هدفًا دون رد، ليأخذ الفريق إلى الدور الثمانية.


لكن الأمر بعد ذلك زاد صعوبة، درجة الحرارة تشتد على رؤوس اللاعبين وترهق أجسادهم الصائمة ثم أخذت الأحداث تصاعد درامي، انتقل الفراعنة إلى مدينة بلومفونتين لمواجهة منتخب زامبيا، كان الطريق مشقة كبيرة عيلهم "قطعنا حوالي 8 ساعات بالعربية" يقول دياب، وفي السابع والعشرين من يناير 1996 كانت الأجواء مبشرة في الشوط الأول من المباراة، سجل اللاعب سمير كمونة هدفًا، لكن كل شيء تداعى في الشوط الثاني.

هطلت أمطار شديدة على المدينة، أحرز لاعبو منتخب زامبيا ثلاثة أهداف حطمت الآمال المصرية في البطولة، خرج المنتخب من أمم أفريقيا بينما استكمل المصور حسام دياب رحلته، وثق جميع المباريات التالية حتى توجت جنوب أفريقيا صاحبة الأرض بالكأس بعدما هزمت تونس بهدفين دون مقابل في المباراة النهائية، عاد إلى الوطن وفي جعبته صور لا حصر لها من أرض الملعب، لكن أيضًا حكايات ولقطات مختلفة للفراعنة خلال مغامرتهم مع شهر رمضان في البطولة.

اقرأ المزيد:

صورة وحكاية.. جولة عبر الزمن بعدسة المصور "حسام دياب"

صورة وحكاية (1)- خروج آخر جندي إسرائيلي من رفح

صورة وحكاية (2)-"البابا شنودة" داخل ملاذه الروحي ومستقره الأخير

صورة وحكاية (3).. "كوباية شاي".. الطلب الأخير لقاتل قبل إعدامه

صورة وحكاية (4) في الصعيد الجواني.. مغامرة الأطفال مع قطار القصب

صورة وحكاية (5).. الغرفة 441 وأيام "الحكيم" الأخيرة

صورة وحكاية (6).. ضحايا النزاع: طفل فلسطيني يحمل سلاحًا أكبر منه

صورة وحكاية (7)- من منزله .. جلسات الشيخ "الشعراوي" مع مريديه

فيديو قد يعجبك: