إعلان

عودة "أزبكية" المعرض.. قِبلة الباحثين عن "كتب حنينة"

12:44 م الإثنين 03 فبراير 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

عاد سامح راشد لزيارة معرض الكتاب من جديد بعدما انقطع العام الماضي؛ داخل المكان الفسيح لم تته خُطاه، أبصر بدهشة التغيرات التي حّلت به بعدما عرفت أقدامه زيارات المعرض منذ 14 عامًا، لم يأخذ وقتًا طويلًا للوصول لمبتغاه، داخل قاعة 4 دلف إلى سور الأزبكية "أنا بروح المعرض عشانه".

العام الماضي كان عدم مشاركة سور الأزبكية في معرض الكتاب سببًا كافيًا بالنسبة لصاحب الواحد وثلاثين ربيعًا لعدم المجئ، وهو الذي اعتاد زيارة المكان بسببه "لإن دي الكتب اللي أقدر على تمنها".

1

2

كان القرار صعبًا لكن خاضه 108 بائعًا من سور الأزبكية حينما رفضوا اشتراطات الهيئة العامة للكتاب العام الماضي، وتقدموا بمذكرة جماعية للاعتذار عن المشاركة العام الماضي في معرض الكتاب مع اليوبيل الذهبي، لكن هذا العام عادوا مجددًا بعد تسهيل الشروط لهم بحسب تصريحات صحفية للدكتور شوكت المصري المدير التنفيذي لأنشطة معرض القاهرة الدولي للكتاب، وبات لهم 44 مكتبة داخل المعرض بشكله الجديد.

في الرُكن المخصص للسور داخل قاعة 4، كان الزحام شديدًا، أهالي يبحثون عن كتب تُرضي أذواق أطفالهم لاسيما أنها عالية التكاليف داخل دور النشر، وفي زمرة الأعداد الكبيرة، قرروا حمل أطفالهم على أكتافهم خوفًا عليهم من التيه، أما إحدى الأمهات فقررت أن تأخذ قسطًا من الراحة على أعتبار السور لتفتح لصغيرتها كتابًا.

3

4

داخل المساحة الضيقة لم يكن مُتسعًا لكل زائري سور الأزبكية، البعض انتظر على حافة الرُكن حتى يخف الزحام، لم يتأفأف أحمد السيد من الوضع، كونه قارئًا نهمًا يعرف جيدًا "الكُتب في السور مُغرية، بتبقى داخل تجيب كتاب فجأة تلاقيك خارج بدستة، خصوصًا إن سعرها كويس بالنسبة لنا"، يحكي الطالب الجامعي.

تنّفس حسين أحمد الصعداء حينما أُعلن عن قبول مكتبته هذا العام داخل أرض المعرض، كان العام الماضي قاسيًا بالنسبة له "خسرت كتير جدًا"، فالكتب التي جمّعها طوال عام كامل لم تجد مشتريًا، لذا سعد ابن الإسكندرية كونه موجودًا هذا العام "خصوصًا إن جمهور المعرض من كل حتة سواء في مصر أو أجانب"، فيما عدد محدود فقط يزور مكتبته داخل شارع النبي دانيال الشهير بالكتب في الإسكندرية.

5

6

منذ كان في الخامسة من عمره وبدأ الشاب العشريني في بيع الكتب داخل شارع النبي دانيال، تشرّب المهنة من والده "بعتبر نفسي متربي هناك"، صارت الكتب هويته خاصة وأن جده كان يعمل أيضًا بائعًا بالشارع نفسه.

ركن محدود المساحة خُصص لأحمد غير أنه يحمل الكثير من الكتب والمجلات القديمة سواء باللغة العربية أو الإنجليزية "أنا بلف كتير عشان أشتري كتب قديمة من كل الناس". اعتادت أعين الشاب العشريني على شكل المكان الجديد، وأحبه كونه مختلفًا ويتسم بالحداثة والتنظيم، فيما استنفر راشد منه كونه "مش لايق على فكرة السور اللي بيبع حاجات قديمة، مش حاسس بروح المعرض جوة المكان ده".

7

8

عكس الشاب العشريني، كان والده يشعر بالمحاصرة داخل المكان الجديد "كل حاجة مخنوقة هنا"، يعبر أحمد حسين عن ضيقه من حاله في معرض الكتاب، بعد غياب عام استعد الرجل الخمسيني بقوة، غمره الحماس كونه يشارك في الحدث منذ 22 عامًا "أنا معايا 200 عنوان مختلف وفي الآخر أكون في المساحة دي؟ الأزبكية عاوزة وَسعة".بعدما تحمّس أحمد حسين لعودته داخل المعرض "كل ده انطفى جوايا لدرجة بفكر مشاركش المرة الجاية".

على امتداد الصف الذي يضم مكتبات سور الأزبكية، اتخذ صابر عبده مكانًا مميزًا، فالرجل الستيني كان الوحيد من أهل السور الذي شارك العام الماضي حينما وافق على الاشتراطات المطلوبة "لإني عارف إن أي حد بيجي المعرض لازم يييجي للسور". يعلم عم صابر كما يناديه زبائنه أن "في مكان واحد تقدر تلاقي كل اللي عاوزه، أدب، علوم، كتب مترجمة، كل اللي بتدور عليه هتلاقيه عندنا هنا وبأسعار مُخفضة عن أي دار نشر".

9

10

بفخر يحكي عم صابر عن مشاركته في معرض الكتاب منذ عام 1986، لكنه لأول مرة العام الماضي كان وحيدًا دون رِفاقه "بس الونس بقى بالزباين"، فيما انتابته السعادة لعودة السور مجددًا، ورغم كونه راضيًا عن الشكل الجديد إلا أنه يرى أسعار التأجير مرتفعة التكلفة "ياريت يراعونا شوية، إحنا مش بنبيع سلعة، إحنا بنبيع ثقافة".

فيديو قد يعجبك: