إعلان

البكاء على "هوبكنز".. ما فعله "the father” بالمشاهدين في القاهرة السينمائي

02:36 م الإثنين 07 ديسمبر 2020

the father

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

منذ شهر يوليو الماضي تعمل منة على كتابة سيناريو فيلم قصير، يحكي عن علاقتها بوالدها، لذا قررت مشاهدة أية أفلام تتناول علاقة الآباء بالأبناء، "عشان كدا بشوف أي فيلم بيحكي عن العلاقة دي"، لذا كان من الطبيعي أن تشاهد فيلم "the father"، فيلم الافتتاح في مهرجان القاهرة السينمائي، في دورته الـ42.

في العاشرة صباحًا، يوم الخميس الماضي، وقفت منة صلاح أمام شباك التذاكر، تحجز تذكرة الفيلم، أصرّت على الحضور مُبكرًا كي تتمكن من الحصول على تذكرة لحضور الفيلم في عرضه الأول على جمهور المهرجان، على المسرح الكبير، مُوقنة أنها ستُشاهد فيلمًا لا يُنسى بسهولة.

كذلك شاهد الفيلم أيضًا عمر هشام وريم مصطفى، اثنان من مُحبي السينما، في عرضه الثاني يوم الجمعة الماضي، على مسرح we المكشوف بدار الأوبرا، مؤمنين هما أيضًا بأن فيلمًا من بطولة أنتوني هوبكنز لهو فيلم عبقري "كل مرة بيعمل شخصية بنسى إنه هو أنتوني هوبكنز".

لكن ما لم يتوقعه الثلاثة أن الفيلم سيلمس وترًا حساسًا بداخلهم، كلٌ على اختلاف شخصيته وتجاربه الحياتية.

وبالفعل قد بدأت منة في كتابة سيناريو فيلمها "كتبت القصة وطلعت الأفكار اللي عايزة أقولها والمشاعر"، لكنها لازالت في رحلة إكمال السيناريو، تُحاول مشاهدة كل الأفلام التي تحكي عن تلك العلاقة "عايزة أشوف نماذج كتير من العلاقة دي، وأشوف ازاي المخرجين والكُتّاب قدروا يوصلوا الأحاسيس الخاصة بعلاقة الأب بأولاده، ولحد دلوقت مشفتش علاقتي بأبويا في أي فيلم فيهم".

في التاسعة مساء الخميس جلست منة أمام شاشة السينما، في انتظار عرض الفيلم، لم تكن تعلم أن الفيلم سيكون له وقع ثقيل عليها "أنا اتفاجئت بنفسي".

ذلك ما حدث مع عمر ومنة أيضًا، يعشق الشاب العشريني الممثل هوبكنز، شاهد له عديد من الأفلام، وأحبّه كثيرًا في فيلم "the two pops"، الذي عرض العام الماضي على شبكة نتفليكس العالمية، لكن دوره في "the father" أذهل مشاعر عمر "أنا تخيّلت إنه أبويا فعلًا، وعنده ألزهايمر".

تحكي قصة الفيلم عن أب يعاني من مرض آلزهايمر، حيث تتدهور صحته العقلية ويرفض مساعدة ابنته، التي تقع تحت ثقل شعور المسئولية، خاصة أنه شخصية عنيدة، فيما يقوم بالتشكيك في تفاصيل حياته كلها.

أما منة فصُعقت من تفاصيل الفيلم، أخذتها القصة إلى مرحلة سابقة من حياتها، فيها كانت جدتها تعاني من ذات المرض، وتفعل مثلما فعل هوبكنز في الفيلم تمامًا، "كانت تصحى مش عارفانا، وتيجي تقولي وديني المدرسة، وتكلم أمي اللي هي بنتها وتقولها يا ماما".

كأن منة قد رأت جدّتها على الشاشة، هكذا جسّد هوبكنز الشخصية ذاتها، بتفاصيلها الثقيلة، واضعًا المُتفرّج داخل عقل مريض ألزهايمر، وشاعرًا بكل ما يمر به المريض من التوهة وشتات العقل "كانت جدتي تعيط لما نقولها إنها كبيرة ومخلّفة عيال، مبتبقاش عارفة ده ولا مصدقاه، وتفضل تعيط".

طيلة الفيلم ظلّ الثلاثة، منة وعمر وريم، يتساءلون ما هي الحقيقة فعلًا، هل ما يردده ويقوله هوبكنز على لسان شخصية بطله-واسمه أنتوني- صحيح وأن ابنته تتحايل وتكذب عليه، أم أنه يُخرّف فعلًا وينسى بفعل المرض "أنا فعلًا كنت بسأل نفسي هما بيضحكوا عليه ولا القصة مأساوية فعلًا".

وبسبب ثِقل المشاعر التي ينقلها الفيلم حاول عُمر مقاومة ذلك "كنت بقول لنفسي لا أنا مش هتأثر"، لكنّ ايقاع الفيلم أخذ في التصاعد رويدًا رويدًا "كل شوية كنت بحس بخنقة أكتر، لحد ما وصلت إني خايف على بابا وماما يوصلوا للحالة دي، وبعدين خايف على نفسي أوصل للحالة دي بردو".

كذلك شعرت منة "حسيت إني شخصيًا جالي زهايمر وطول الوقت قاعدة متلخبطة مش عارفة فين الحقيقة".

لم تتوقع ريم أنها ستبدأ في البكاء بعد أربعين دقيقة من بداية الفيلم "من أول لما أنتوني قال لابنته انتي مين؟ ومعرفهاش، هنا دمعت شوية"، ثم بكت ثانية حين وجه سؤالًا آخر لابنته حين أبلغته أنها ستسافر بعيدًا عنه "قالها انتي هتسبيني لوحدي، افتكرت أبويا ساعتها"، وفيما أخذت أحداث الفيلم في التصاعد، حتى انفجرت في البكاء إلى نهايته "مستحملتش".

انفجر عمر في البكاء أيضًا، ظلّ الشاب كاتمًا مشاعره طيلة أحداث الفيلم، لكن مع وصوله لنهايته "لقيتني بنفجر بشحتفة، والسينما كلها اتفرجت عليا"، فيما حاوطه أصدقائه مُحتضنين إياه لتهدئته.

انتهت علاقة منة بأبيها قبل 12 عامًا، كانت حينها في عمر العشر سنوات، رحل دون أن تراه في أيامه الأخيرة "مكناش سوا"، ترك ذلك في نفس منة أثرًا لا ينمحي، وبعد كل تلك السنوات قررت الكتابة عن علاقتها بأبيها التي لا تشبه أحد، فيما فجّر فيلم "the father" مشاعر عديدة لم تتوقعها منة "كنت فاكرة إني نسيت بس طلعت منسيتش خالص".

فيديو قد يعجبك: