إعلان

في ساحات الصعيد.. الأقصر تحتفل بـ"المولد النبوي" بالمرماح والابتهالات

10:04 م الخميس 29 أكتوبر 2020

الاحتفال بالمولد النبوي في الأقصر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

لم يعتد آل الألفة على هذا الوضع؛ كانت ذكرى المولد النبوي الشريف حدثًا رئيسًا للعائلة، يطل عليهم كل عام ليحتفلوا به على طريقتهم في مدينة دندرة في محافظة قنا بصعيد مصر؛ يُجهزون الخيول استعدادًا للمشاركة في حلقات المرماح، غير أن هذا العام كانت الأجواء ساكنة.

على مدار حياته شارك هشام الألفة في الاحتفالات بذكرى المصطفى عليه الصلاة والسلام على جواده في حلقات المرماح، غير أن الرجل السبعيني بات في الفترة الأخيرة يحضر كناقدًا يوجه الشباب لكيفية امتطاء الخيول جيدًا، فيما بات ابنه ورثيًا للفروسية في العائلة "وعيت من صُغري على المرماح والاحتفال بالمولد النبوي بالنسبة لنا عيد"، توقفت الاحتفالات منذ مارس الماضي بسبب انتشار فيروس كورونا، فيما لاتزال تُفرض الإجراءات نفسها في المكان "وكأن البلد في مأتم جماعي".

يعُد المرماح من التراث الثقافي في مُدن صعيد مصر، وهي عبارة عن حلقات يشارك فيها الخيّالة ويستعرضون فروسيتهم، وتُعد من وسائل الترفيه في مدن الجنوب، ووسيلة لجمع شمل البلاد المجاورة والاحتفاء بمناسبة دينية بعينها، مثل ذكرى المولد النبوي الشريف.

حاول عُمر أن يروي شوقه للمشاركة بالمرماح، بحث عن إقامته في المحافظات المجاورة "الأقصر عملته السنة دي"، فشّد الشاب العشريني هو ورفاقه الرحال إلى الأقصر بحثًا عن إحياء تراثهم الموقوف، وفي منطقة منشأة العماري نظم أهالي الأقصر احتفالات المولد النبوي الشريف من خلال موكب يعرف باسم دورة المولد "يعتبر مونديال الاحتفالات في الأقصر" يصفه ابن دندرة.

1

من خلال المدائح النبوية والابنتهالات، احتفل أهالي الأقصر في ساحة المنطقة، كان ينتظر أحمد طه ذلك الحدث منذ مارس الماضي، ويقول ابن الأقصر إنه كان يتلهّف لعودة إقامة المرماح مُجددًا لذا لم يتوانَ في الترحيب بالضيوف الوافدين من محافظات مختلفة للمشاركة في الاحتفال الذي يستمر حتى الاثنين المُقبل.

بسبب عدم إقامة المرماح والاحتفالات الدينية خلال الفترة الماضية، بسبب الإغلاق للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "في ناس جت من بلاد مختلفة لينا السنة دي، قنا، سوهاج وحتى من القاهرة والشرقية.. كله عشان خاطر سيدنا النبي"، ويُعد الاحتفال بذكرى المولد النبوي أول حدث منذ مارس الماضي يُنظم في المدينة "الواحد كان على أعصابه، ولا في أفراح ولا مآتم، ولا حتى ليلة تجمعنا على الذكر أو المرماح زي زمان".

شعر أسامة كمال وكأن قلبه ينخلع من مكانه، حين أُبلغ أول مرة عن عدم إقامة المرماح في مارس المنصرف بسبب الإجراءات الاحترازية "اتفجعنا كلنا من الخبر.. لأن ده تراث قديم اتربينا عليه من جدودنا وعمره ما وقف".

2

خلال العام كله ينهمك كمال في إعداد الخيول الخاصة به للمشاركة في الحدث، يُدربها ويوّلي كل اهتمامه بها "كنت روّضت اثنين من خيولي عشان الموالد لكن كله اتلغى.. كنت حاسس إن الحصان نفسه زعلان إننا مش رايحين"، فيما يعتبر ابن الأقصر المرماح مناسبة للاحتفاء بمناسبة دينية وفُرصة للالتقاء مع أصدقاء من محافظات مختلفة "بالنسبة لنا بيبقى عيد ولّمة.. عشان كدة حسيت روحي اتردت لي إننا احتفلنا بذكرى مولد سيدنا النبي".

ثمة احتفالات مختلفة تشهدها الأقصر لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، من حلقات ذكر ومرماح فضلًا عن بيع الحلوى وألعاب الأطفال كما يحكي طه صاحب الـ28 ربيعًا بينما يقبض على زمام خيله بعدما انتهى من المشاركة في حلقة المرماح، فيما ينتظر الاثنين المُقبل "لأنه هيبقى يوم جامع المنشدين والخيّالة "كلنا موجودين فيه على حُب سيدنا النبي".

فيديو قد يعجبك: