إعلان

"خبطتين في الراس توجع".. حال راسبي الثانوية العامة في "زمن كورونا"

09:53 م الأربعاء 14 أكتوبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

تصوير- علاء أحمد:

انخفاض دخل عائل الأسرة، التي تسكن حي المطرية في القاهرة، لم يسعف عُمر هندي للالتحاق بالدروس الخصوصية منذ بداية العام الدراسي، كأقرانه من الطلاب. والمدارس الحكومية لا تقدم ما يسد حاجة تلك المرحلة التعليمية والمصيرية في عرف الأهل والمجتمع. بينما لم يهتم الشاب الصغير بالمذاكرة الجادة على مدار العام الدراسي المنصرف، عقد العزم على الالتحاق بمركز خاص وقتما تبدأ المراجعات في شهوره الأخيرة. لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن؛ حضر العام الحالي وفي يده ضيف ثقيل قاتل أحيانًا، واصل فيروس كورونا المستجد انتشاره في مصر بداية من مارس الماضي، فُضت التجمعات، أُغلقت المدارس والمراكز الخاصة؛ ليواجه الفتى الثانوية العامة وجهًا لوجه وحيدًا، رفقة الخوف، الإحباط، الحزن وأخيرًا الرسوب في الامتحان.

مطلع مارس الماضي، التحق عُمر بأحد المراكز الخاصة، قبل أن يغتال فيروس كورونا المستجد مخططه بالكامل: "بعد أول محاضرة ليا في مادة الألماني، قفلوا المراكز عشان كورونا.. قعدت في البيت"، حاول ابن المطرية الاعتماد على المذاكرة الرقمية، الاستفادة من محاضرات المدرسين على يوتيوب: "لكن لقيت المشوار ده مش نافع معايا، ما إحنا متعودناش على المذاكرة بالشكل ده.. مكنتش بعرف أذاكر نهائي.. أزهق وأشغل فيلم.. سقطت".

المذاكرة الرقمية على منصة التعلم وبنك المعرفة المصري.. للتصفح اضغط هنا:

على مشارف عام دراسي آخر، يستعد عُمر للثانوية العامة من جديد، لكن بـ3 مواد فقط تلك المرة: "الكيميا والفيزيا والرياضة 2"، فيما هو ملتزم بعمل وراتب شهري إلى الآن، ينوي مفارقتهما مضطرًا رغم مسيس الحاجة نهاية الشهر الجاري، والاعتماد على نفسه في المذاكرة، حتى لا يعيش نسخة جديدة من المأساة.

صورة 1

لم يرسب زياد طارق العام الفائت، لكنه على موعد مع الثانوية العامة من جديد، فالشاب كان قد اتخذ قراره بتأجيل الامتحانات لعام مقبل، قبل أسبوع واحد من انطلاق ماراثون الامتحانات في يونيو الماضي، وفي ذلك يقص علينا طالب شعبة العلمي رياضة حكاية: "كنت بذاكر كويس جدا طول السنة، اتعودت من ساعة ما دخلت ثانوية عامة أذاكر دروسي أول بأول، وجايب في 2 ثانوي 90%.. لكن لما جت كورونا قعدت 3 شهور مبنزلش من البيت، وكل يوم تسمع عن إصابات وناس بتموت حواليك، ولا كان ليا نفس أفتح كتاب أو أعمل أي حاجة، كانت فترة صعبة جدًا، والدي قلق عليا أنزل وأحضر الامتحانات في الظروف دي، لكن الحقيقة مأجبرنيش على قرار، وسابلي حرية الاختيار.. فأجلت".

أتاحت وزارة التربية والتعليم للطالب أن يختار حضور الامتحان في موعده أو التأجيل للعام المقبل، كاستثناء قانوني في ظل الظروف التي عاشتها البلاد في مواجهة فيروس كورونا المستجد.

الشاب الذي يسكن شارع العشرين في حي فيصل بالجيزة، بدأ مشوار الدروس الخصوصية مبكرًا: "رغم أن الثانوية العامة تقيلة نفسيًا، لكن أنا مهيأ نفسي ليها من تاني، ومؤمن أن ربنا كتبلي الخير، والحقيقة أصحابي بيدعموني جدا"، لكن غير استراتيجية المذاكرة في العام الدراسي الحالي: "بما إني خدت المواد دي قبل كده فالموضوع أسهل كتير، فمركز أكتر على حل تمارين وامتحانات، بحيث أبقى مستعد جدًا لأي امتحان مهما كان صعب"، وخصص لها في تلك الشهور الأولى ما متوسطه 4 ساعات يوميًا.

وسام حسام غيرت خطتها تمامًا، بعد أن رسبت في امتحانات الثانوية العامة 2020. اختارت الفتاة الانقطاع عن المدرسة، والالتحاق بنظام المنازل، ولهذا القرار ما يبرره: "أنا في مدرسة خاصة، مصاريفها غالية، فقلت بدل ما أدفع مصاريف المدرسة واخد دروس، أوفر فلوس المدرسة وأعتمد بس على الدروس السنة دي".

لم تتمنَ وسام أن تعيد الثانوية العامة، لكن هذا ما حدث.. تعرف على قصة ابنة حي المقطم من المحتوى الصوتي التالي:

وسام على موعد مع العربي والإنجليزي والتاريخ والجغرافيا من جديد، لكنها تجهل مصير العام بعد القرارات الوزارية التي غيرت من نظام الثانوية العامة، وهي على أعتاب الخروج منها، بالأحرى تتخوف منه، حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بأن الامتحانات في العام الدراسي المقبل ستكون إلكترونية للطلاب المستجدين وسيتم توزيع تابلت عليهم، أما الباقون للإعادة يؤدون الامتحانات ورقيًا بنظام التقييم الجديد، لافتًا الوزير طارق شوقي إلى أن "التعلم هدفه الفهم وليس الدرجات".

تلك الملامح مشوشة داخل عقل شهد مازن، لا تعرف البنت مصيرها في العام الدراسي الجديد: "مش عارفة هنتحاسب إزاي بناءً على التقييم الجديد ده؟"، تحزن ابنة محافظة الجيزة كونها في موقف كهذا، لم تتوقع ليوم أن تكون واحدة من الراسبين في الثانوية العامة، تقول إنها لم تُقصر لأمنياتها بالنجاح والالتحاق بكلية مرموقة، لكن ليت كل ما نتمناه ندركه، حاصرها ثالوث قاسٍ في الشهور التي سبقت انطلاق الامتحانات: "في الوقت اللي أي طالب ثانوية عامة بيكون محاصر بالضغط والتوتر، والبلد كلها مرعوبة من الإصابات والوفيات بكورونا اللي بقينا نسمع عنها كل يوم، بابا كان مريض بالسرطان وفضلنا نجري بيه على المستشفيات لحد ما اتحجز في مستشفى وبقيت مرافقة له".. لم تكن في حلّ من وضع المذاكرة على آخر سلم أولوياتها، ولا مالكة لناصية انتباهها حتى ولو في ساعة امتحان.

لا تنسى رضوى خالد تلك الأسابيع التي سبقت اختبارات الثانوية العامة. تقول إنها عاشت أيامًا عصيبة وضاغطة، شعارها الخوف من المرض والامتحان. حملت همّ مستقبل بعيد، تعتقد أن إجابة في امتحان تُصيره. ومستقبل قريب، بدا لها أن "كورونا" يقبض مصيره. على كل حال نجت الشابة من براثن المرض، بينما لم يفلتها الامتحان.

الآن، تواظب رضوى على دروسها، تذاكر الإنجليزي والإيطالي وعلم النفس والجغرافيا والتاريخ، تقول إنها خلفت الماضي وراء ظهرها، فيما تنظر إلى الأمام بثقة، متمنية النجاح في امتحانات السنة الدراسية الجديدة، بعيدًا عن الخوف وبطش "كورونا".

تابع باقي موضوعات الملف:

موسم دراسي مضطرب.. التلامذة في مفترق كورونا (ملف خاص)

أحمال زائدة.. كيف يواجه أولياء أمور تقليص الأيام الدراسية في "كورونا"؟

إجازة إجبارية.. أُسر تؤجل عودة أبنائها للمدارس خوفًا من "كورونا"

ليلة المدارس في "الفجالة".. كورونا يُعكر صفو البيع وفرحة التلاميذ

كورونا+ أول سنة تابلت.. كيف يستقبل طلاب الثانوية العامة العام الدراسي الجديد؟

"خلصنا من الإرهاب دخلنا في كورونا".. طلاب شمال سيناء يستقبلون العام الجديد

حراس نظافة المدارس.. "الدادات" تستعد لمواجهة "كورونا"

"افتح الراوتر واقفله تاني".. أزمات الدراسة في زمن الأونلاين

طوارئ كورونا.. كيف تستقبل ممرضات المدارس العام الجديد؟

عودة الجامعات|باقٍ من الزمن 3 أيام.. وافد سوري لم تظهر نتيجته للتنسيق بعد

فيديو قد يعجبك: