إعلان

"فضة زمان".. نساء يصنعن حُليًا من "ريحة فلسطين"

03:48 م الأحد 15 ديسمبر 2019

السوق الخيري الفلسطيني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

العلاقة مع الوطن يُمكن أن تُلخصها قطعة حُلي، ولأن تلك الأرض عزيزة المنال، فإن قطعة حُلي من تراث فلسطين ستكفي؛ لأن يسكن ذلك الوطن أبد الدهر داخل القلب.

داخل السوق الخيري الفلسطيني، الذي أقيم أمس، كانت مؤسسة الرواة للدراسات والأبحاث تُعلن عن تواجدها عبر قطع الحُلي المصنوعة من الفضة، وعند الطاولة الخاصة بهم استقرت لوحة مكتوب عليها اسم المشروع وهو "فضة زمان".

1

إذا مررت بجوار الطاولة سيسترعي نظرك قطع حُلي غاية في الجمال، لكن لن تعرف إلا إذا سألت، أن تلك القطع لها حكاية.

مع كل سؤال يُلقيه أحد زوار السوق على هالة الخُفّش، الباحثة من مؤسسة الرواة، تكتمل الرؤية الخاصة بذلك النشاط، فإن الباحثة تعيد إنتاج الحُلي القديمة التي جلبتها نساء فلسطين معهن خلال التهجير عام 1948.

1

منذ خمس سنوات بدأت مؤسسة الرواة للدراسات والأبحاث نشاطها داخل مصر، والتي يكمن دورها الأساسي في جمع التاريخ الشفوي الخاص بفلسطين، وتُعني المؤسسة اهتمامًا أكبر للسيدات ورواياتهن عن التهجير، كما أنهم يهتمون بمقتنيات المهجرين، من بينها الحُلي التي أخذوها معهم، هكذا تحكي هالة الحكاية.

2

على الطاولة استقرت قطع حُلي عديدة، بين السلاسل والأقراط الفضية والأساور وغيرها من المجوهرات، تلمع أعين السيدات الزائرات، يُثير فضولهن تلك القطع، ومعرفة من أين جاءت كل قطعة، تذكر هالة لهن أن كل منطقة بفلسطين لها طابعها الخاص، فذاك العقد على هيئة سمكة ينتمي لأحد المُدن الساحلية.

كما أن ذلك الكف هو لبدو فلسطين وتُضيف للزائرة "الكف ده مشترك بين البدو العرب لكن الكف بالشكل ده من فلسطين؛ لأن كل بلد بتعمل حتى شكل الكف مُختلف"، بعدها تُشير إلى خاتم مميز الشكل وتُعلّق "ودا على هيئة التطريز اللي على التوب الفلطسيني"، هناك عقد أيضًا على هيئة اللوزة "اللوز بيحبه أهل فلسطين بياكلوه أخضر من على الشجر".

4

لا تقوم هالة باستنساخ شكل الحلي القديمة فحسب، بل إنها تُعيد إنتاجها حتى تُصبح أكثر عصرية، وجذابة للذوق العام "زمان كان شكل الحلية مليانة بكثير من القطع"، لكن عمل هالة يعتمد على صناعة جزء مقتطع فقط ضمن القطعة الواحدة الأصلية.

5

كل قطعة تشتريها زائرة تُسجّل هالة علامة الصح على ورقة، تسجل الحلي الموجودة على الطاولة، هُنا تسجل علامة صح جوار قطعة حلي من الخليل أو من يافا أو من الناصرة أو من صفورية، أو أي من المدن الأربعة وثلاثين بفلسطين.

6

لم تكتفْ هالة بصناعة تلك الحُلي فقط، بل صنعت أيضًا خواتم فضية، كل خاتم عليه مدينة من مدن فلسطين، حتى إذا سألتها إحدى الفلسطينيات من زوار المعرض عن خاتم عليه مدينتها؛ "لأن الشعب الفلسطيني مصر على العودة، ومش العودة لأي بلد بفلسطين وخلاص، لا العودة لمكاني اللي جيت منه".

فيديو قد يعجبك: