إعلان

من غزة.. حكاية مسيحي يصطحب صديقه "الكفيف" إلى الصلاة

11:22 ص الثلاثاء 05 يونيو 2018

كمال ترزي وحاتم خريس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

على أبواب أحد مساجد غزّة، يجلس كمال ترزي، يتفقّد الوقت، ينتظر حتى أن يفرغ المسلمون من الصلاة، تحديدًا صديقه حاتم خريس، وحين يتلو المصلون السلام، يعرف أن اللحظة قد حانت لاصطحاب صديقه الكفيف برفق، كمشكاةٍ للطريق يُرافقه، بينما الأعين تتابعهم بدهشة.

أول مرّة كانت عفويّة؛ آذان المغرب ينبعث من مسجد بقرب صيدلية خريس في غزّة، بينما يجلس ترزي معه، فاجأه الأخير "شو رأيك باخدك تروح تصلي في الجامع؟"، لمست الدعوة قلب خريس وهو اعتاد على الصلاة بالمسجد قبل أن يفقد بصره، اتكإ على صديقه، اتجه إلى المسجد، ومن هنا بدأت حكايتهما.

قبل أن يفقد خريس البصر، منذ خمسة عشر عامًا، تشكّلت معرفته بترزي، مواقف عّدة مروا بها كانت سببًا في حياكة صداقة بهذا الشكل، في أبسط التفاصيل وأكثرها تعقيدًا، كانا سويًا حين أُسِر خريس، وحين سقط شقيقه شهيدًا، وحين جُرِح ترزي وحين هتفوا سويًا من أجل الأقصى؛ طريق طويل من الآمال والآلام قطعاه سويًا، وزاد من عُمق صداقتهما.

حين تكشّفت الحكاية، لم تكف الأعين عن النظر إلى الصديقين، تطور إلى عدسات وسائل الإعلام "بيستغربوا لإني مسيحي وبساعد صديقي على الصلاة، لكن نحنا كمجتمع مسيحي شُركاء في النضال من أجل القدس وفلسطين"، يحكي ترزي لمصراوي.

يقضي الصديقان اليوم سويًا، يربت خريس على أيادي صديقه أينما ذهبا، في مشوارهما إلى السوق، العمل، المسجد، لا يُفوّت طقوسه المحببة كما كان منذ خمسة عشر عامًا، وكأن الحادث الذي أفقده بصره لم يحدث، لأن ترزي بجانبه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان