إعلان

"قرارات مش في وقتها".. كيف استقبل المواطنون رفع أسعار البنزين؟

02:48 م السبت 16 يونيو 2018

أرشيفية

كتبت - دعاء الفولي:

30 جنيها تدفعها سميرة إبراهيم يوميا لتقضي مشاويرها رفقة ابنها حسام. تحاول السيدة الاقتصاد قدر المستطاع، لا تدفع أجرة لابنها الكفيف صاحب العشرة أعوام "وباخده على حجري"، لذا لا تعلم كيف سيكون حالها بعد زيادة أسعار البنزين صباح اليوم.

أعلنت وزارة البترول، صباح اليوم السبت، زيادة أسعار المحروقات، وارتفع بنزين 80 والسولار إلى 5.50 جنيه، وبنزين 92 لـ 6.75، وبنزين 95 لـ7.75، وسعر أنبوبة البوتاجاز المنزلي 50 جنيها.

كانت سميرة في إحدى قرى العياط رفقة أسرتها "بنقضي العيد هناك"، قالتها السيدة الثلاثينية ساخرة، قبل أن تقول "سمعت الناس الصبح بيقولوا كل حاجة غليت"، تتعجب أم حسام من توقيت القرار، لا تعرف نسبة زيادة الأجرة إلى الآن "أصل انا بحسب كل مشوار بالمليم".

لا تعمل أم الثلاثة أبناء، وما يحصده زوجها من عمله يكفي للمنزل بالكاد "ساعات مش بيبقى معانا فلوس فبمنزلش، حتى ولادي مبقدرش أوديهم المدرسة"، كل ما يجول بخاطر الأم الآن هو كيف سيدبر زوجها الأمور؟ إذ أحيانا ما يقترح عليها أن ينقلها وأولاده للعيش في القرية، وحتى إخراجهم من التعليم توفيرا للنفقات "ربنا يستر الفترة الجاية، وجوزي ميضطرش يعمل دا".

صباح اليوم، انتهت إجازة العيد بالنسبة لرفعت حسن، سائق الميكروباص، نزل السائق الخمسيني للعمل قبل التاسعة صباحا، وما إن جاءت التاسعة والنصف حتى علم بغلاء البنزين "لميت نفسي وروحت على البيت".

لم يتحمل حسن ما حدث "مفيش خلق في العيد نناهد مع الزباين.. كانوا استنوا طيب أما الناس ترجع من الأجازات"، قالها السائق منفعلا، فيما يقول إن الأجرة ستزيد نصف جنيه على الأرجح "بدل اتنين ونص هتبقى تلاتة جنيه للسيدة زينب"، مازال يتذكر غضب الناس بعد الزيادة الماضية، متمنيا ألا يزداد الأمر سوءًا تلك المرة، معلقا "الحكومة بتعيّد علينا الظاهر".

"الناس مش ملاحقة على الغلا في رمضان ولا العيد ولا المدارس..هيعملوا ايه؟".. قالها منصور سمير، الذي يقطن في منطقة "ميت نما" بشبرا الخيمة.

يعمل الأب الأربعيني لولدين في بيع لمبات الجاز، اعتاد استخدام الدراجة في عمله "ولما الدنيا غليت بقيت أخرج بيها"، لكن ذلك لا يمنع معاناته مع المواصلات اليومية بسبب المشاوير التي يقضيها مع أسرته، قائلا "الله يكون في عون اللي عنده خمس عيال، لا هيتبسط بالعيد ولا غيره".

للحظ الجيد، يقضي ياسر مرزوق العيد في منزله. علم سائق التوكتوك بقرار الزيادة من أحد الجيران "انا بستخدم بنزين 92 ودة زاد اتنين جنيه"، يُفكر والد الطفلتين في ما سيفعل "مش هغلّي المشاوير القريبة.. إنما البعيدة هضطر أزود كام جنيه عشان أوفّي المسئوليات".

رغم عمله بمنطقة السيدة زينب، يركب ياسر المواصلات يوميا من وإلى إمبابة حيث يقطن "بركب المترو وبعدين مواصلات.. يعني الغلا عليا من كل اتجاه"، وفيما ينتظر ما سيحدث الأيام القادمة، لا يجد سببا وجيها لتوقيت القرار.

فيديو قد يعجبك: