إعلان

في يومها العالمي.. أطباء يقدمون روشتة الاهتمام بالصحة النفسية

01:57 م الأربعاء 10 أكتوبر 2018

تعبيرية

كتبت- شروق غنيم:

في العاشر من أكتوبر من كل عام يحّل اليوم العالمي للصحة النفسية، تختار منظمة الصحة العالمية تيمة مختلفة سنويًا، تضعها في دائرة الاهتمام، فوقع اختيارها هذا العام على "الشباب والصحة النفسية في عالم آخذ في التغيّر".

مع بداية فترة المراهقة يبدأ الأمر؛ الاكتشافات الأولى لدواخلهم، الاهتمامات والآراء، تتشكّل النبتة الأولى من شخصيتهم، يحاولون خلق كيان لهم، قد يصيب ذلك البعض بالاضطراب والتوتر، كما تشرح دكتور ياسمين يحيى رسلان، أخصائي الطب النفسي للمراهقين بمستشفى العباسية.

بالنسبة للفترة الأولى من المراهقة فإنها الأكثر اضطرابًا، تخبط يصيب خُطاهم، وقد يوقع بعضهم في فّخ سوء الحالة النفسية، لذا ترى ياسمين أن الأهل هم حبل النجاة، التواصل الدائم وتكوين علاقة طيبة مع ابناؤهم هو الوتد الذي يحميهم من التعرض للاكتئاب أو الأذى النفسي.

لكن مع خبرتها الطبية في المجال النفسي فإنها تعلم أن بعض الأهالي ليس لديهم الوعي بكيفية الاهتمام بصغارهم "أحيانًا يشوفوا إنهم بيتدلعوا أو مكبرين الموضوع لحد ما بيتفاجئوا بإن ابنهم بيأذي نفسه، سواء بالانتحار أو الإدمان". لكن الطبيبة تنصح بأخذ حكي الابناء بجديّة؛ أن يحتضنوا مخاوفهم، يحتووا لحظات اضطراباتهم، ويبادروا بالمساعدة "بإنهم يسمعوهم كويس ويلجأو لطبيب نفسي متخصص لأعمار ولادهم".

تزحف الاعتلالات النفسية بين صفوف المراهقين، تبدأ نصفها حينما يتموا الأربعة عشر عامًا، كما يوضح موقع منظمة الصحة العالمية، بينما يأتي الانتحار بوصفه السبب الرئيسي الثاني للوفاة فيما بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا.

الحكي هو صمام الأمان، يقِي من انفراد الاكتئاب والأذى النفسي بالشاب، كما يقول الدكتور سامح حجاج أخصائي الطب النفسي "لازم الناس متتكسفش تروح لدكتور نفسي لو حسوا في لحظة إن في حاجة معطلاهم عن إنهم يعيشوا بسلام أو يستمتعوا بحياتهم"، فيما يؤكد على ضرورة تربية الأطفال بشكل سليم، وخصوصًا على أهمية اللجوء للأهل إذا تعرض لمشكلات نفسية.

لكن في ثقافة المجتمع فإن الطبيب النفسي بالنسبة للكبار "وصمة" قبل أن تتسلل الفكرة نفسها إلى الصغار "للأسف لحد دلوقتي ممكن تلاقي حد بيلجأ لمشعوذ أو غير مختصين على إنه يروح لدكتور نفسي". يقول حجاج بأسى.

قبل عامين اختبر حجاج حجم المعاناة، حين دشّن رفقة أصدقاؤه مبادرة إلكترونية تحت وسم "احكي عن الاكتئاب"، سيل من المشاركات اجتاح الهاشتاج، أخرج صغار وكبار ما يجثم على نفوسهم، وما يجعل حياتهم غير طبيعية، حاول الطبيب ورفاقه مساعدتهم، التدوين عن أهمية اللجوء للأطباء المختصين، عدم العزلة، والأماكن التي يمكن أن يلجأوا إليها لمساعدتهم.

بينما يُعدد الأخصائي النفسي قرابة 18 مستشفى للصحة النفسية مُوزعة على محافظات مصر، وتشرف عليهم الأمانة العامة للصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة، بينما يوجد خط ساخن مجاني للاتصال واستشارة طبيب نفسي.

تنصح منظمة الصحة العالمية بتقديم الدعم النفسي الاجتماعي في المدارس والمجتمعات المحلية، للكشف عن أي اعتلالات مبكرة ومن ثم التعامل معها والتمكن من مقاومتها، كما أنها توضح أن الإفصاح عما يمر به الشباب من مشكلات نفسية ومن ثم مساعدتهم في ذلك منذ الصغر يساعد في مواجهة الأمر.

"محدش آمن من الاكتئاب" يقولها حجاج، ليس من كفزاعة ولكن من أجل وعي أكثر لدى الصغار والكبار "عشان كدة بستغرب لما حد يتعامل مع الموضوع إنه حد بيتدلع أو مكبر الموضوع، لإن ده بني آدم حياته هو واللي حواليه بتقف بسبب المرض النفسي"، فيما يقول إن الاكتئاب يحتل المرتبة الثانية في اقتصاديات الصحة، بينما تتمنى رسلان أن تكثف وزارة الصحة من حملات التوعية بالصحة النفسيةفي أماكن مختلفة تستهدف الشباب بشكل أكبر.

فيديو قد يعجبك: