إعلان

رامي.. لا تتسع مدارس "المستقبل" لاستقبال صغاره

06:00 م الإثنين 25 سبتمبر 2017

رامي

كتبت - مها صلاح الدين:

كان قرار "رامي" هو البقاء بعد حوادث العنف التي طالت مسيحيي العريش في مطلع هذا العام، إلا أنه لم يغامر بحياة أبنائه الاثنين فأرسلهما مع زوجته إلى الإسماعيلية، ومكثوا كغيرهم داخل معسكر القرش لعدة أيام، حتى تلقى مكالمة هاتفية من أحد أصدقائه المسلمين، يخبره فيها أن 3 رجال من إحدى الفصائل المتطرفة بشمال سيناء، يترصدون سيارته الموجودة تحت منزله.

"خُفت فمشيت"، قالها رامي، وهي ويحاول أن يبعد عن مخيلته ذكريات العنف الذي مورس ضده، أثناء محاولة أحد المتطرفين خطفه وسرقة سيارته الأجرة التي حولها فيما بعد لسيارة ملاكي، ووضعها أمام منزل جيرانه المسلمين، بعد أن تلقى تهديدا بحرقها إذا تحركت في شوارع العريش.

على مدار 8 أشهر هي المدة التي مرت على أزمة مغادرة أقباط العريش إلى مدن القناة، تنقل "رامي" بين عدة وظائف في المصانع، لم يزد فيها راتبه عن 50 جنيها في اليوم، حتى انتقل للعمل كعامل بناء في فندق، ليسد رمق عائلته، إلا أنها وظيفة لم تدم بعد إتمام المشروع، ليعود إلى البطالة مرة أخرى.

توقف العمل، وتوقفت معه مسيرة أبناء "رامي" العلمية قبل أن تبدأ، فالصغار الذين بلغوا هذا العام سن الدراسة لم تقبلهم حضانات مدينة المستقبل، لتلتقط زوجته "هناء" أطراف الحديث قائلة: "قالولي خلاص استكفينا"، أما فكرة إلحاق الصغيرين "جومير وجرجس" بحضانة خاصة فقوبلت بالرفض من الوالدين لأسباب مادية واجتماعية، فمازال الخوف يسيطر على الأسرة التي لم تخرج من مدينة المستقبل منذ دخلتها.

طلبت الأسرة من الكنيسة الموجودة بمدينة المستقبل إنشاء حضانة صغيرة لأبناء الاقباط، وبدأ المشروع في التنفيذ حتى طالبت الكنيسة أسر الأطفال الأقباط الذين بلغ تعدادهم 150 طفلا بحسب الكنيسة، دفع مبلغ 120 جنيها لإتمام إنشاء الحضانة، إلا أن ظروف معظم الأسر لم تسمح.

وعلى الرغم من الوضع الأمني المستقر بين جدران مدينة المستقبل، ما زال أطفال رامي يرتجفون كلما اخترق سكون المدينة صوت سيارة في الليل، فيستيقظون فزعا، وتنطلق صرخاتهم التي طالما اعتادوا أن يطلقوها كلما انطلقت رصاصة من أو على الكمين الأمني الذي كان يجاور منزلهم في العريش.

ورغم هذا ما زال رامي وزوجته هناء يحملون آمال العودة إلى العريش، ويقول: "الواحد لما بيطلع برة التراب اللي اتولد فيه بيحس إنه في غربة حتى لو كان في الجنة".

 

فيديو قد يعجبك: