إعلان

في المرقسية.. حين فرق الانفجار شمل 5 من عائلة "وديع"

03:33 م الأربعاء 12 أبريل 2017

تصوير- فريد قطب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

تصوير- فريد قطب:

تقليد عائلي ورثوه؛ للحفاظ على جذور الوصال فيما بينهم، التجمع بعد قداس أحد الشعانين في البيت الكبير، لتناول الفطور سويًا، والحديث عن صلاة اليوم، لكن هذا التقليد الذي اتبعه وديع صالح وعائلته "من يوم ما وعينا على الدنيا"، انقطع  الأحد الماضي بشكل مُفزع.

تصاريف القدر ذهبت بوديع  لكنيسة العذراء بسبب ظروف ما، لكن  10 من أفراد عائلته قرروا الصلاة في "المرقسية"، التي اعتادوا الذهاب لها منذ أكثر من 20 عامًا. كُل يحمل سعفته، عند المرقسية تفرقوا على وعد الالتقاء عندها مرة أخرى بعد القداس للذهاب لبيت العيلة في سيدي بشر.

خلال الصلاة، عرف وديع بالتفجير الذي أصاب كنيسة مارجرجس في طنطا، مرارة حّلت في قلبه، دعا الله أن يخفف من آلام هذا العيد، وهو لازال ينتظر موعد لقاء عائلته إلى أن سمع صوت "فرقعة كبيرة" ينبعث من المرقسية التي تبعد حوالي 3 كم عن كنيسة العذراء التي صلى بها. هرول وديع للمكان فهاله المشهد "ربنا ما يوّريه لحد"، انقبض قلبه، تملّك منه التوتر على أقاربه، فبدأ رحلة البحث عنهم حتى جاءه اتصال هاتفي "الحق ولاد خالك اتصابوا وراحوا على المستشفى الميري".  

بالمستشفى، تجوّل وديع وسط أشلاء الضحايا، يُمعِن النظر فيهم حتى يتعرّف على أفراد عائلته، إلا أن وقعت عيناه على قائمة الراحلين، ومن بينهم اسماء ثلاثة من أقاربه "بقوا رقم في ورقة"، فيما أصيب اثنين آخرين.  أسرة ابن خاله ميلاد نظيم لم تسلم من هذا الحادث، توفى رب الأسرة الستيني "ميلاد"، فيما أصيبت زوجته الأربعينية صباح رزيق، رفقة ابنته يوستينا، صاحبة الـ13 ربيعًا.

1_1

لا تزال صباح في المستشفى تتلقى العلاج، بينما خرجت صغيرتها يوستينا بعدما استقرت حالتها. آلام فوق الآلام تسكن نفوسهم وأجسادهم بعدما علموا بوفاة الأب، لا تقوى السيدة الأربعينية بفِعل الإصابة على الحديث لكن "الحزن اللي في عينيها بيتكلم".

حصدت الفاجعة  من أقارب وديع أيضًا روحي بيشوي عبد الملاك، وحنان لمعي. يتذكر كيف حمل بيشوي السعف في فرح خلال طريقه للمرقسية، وهو لايزال ابن الـ16 عامًا، وكيف رد على والدته حينما طلبت منه شراء ملابس العيد  "مش هجيب السنة دي، أنا عندي لبس هقضي بيه وخلاص"، يُردد وديع هذا الحديث الأخير  "كإنك كنت حاسس يا حبيبي".

2_1

بأسى؛ يتذكر وديع  الفطار الصيامي الذي أعدوه لتناوله بعد القداس، ولم يُمّس حتى الآن، لا يكاد يقول كلمة إلا ويتبعها بحمد الله "هما في مكان يتمناه أي حد، بس أنا حزين على فراقهم"، فيما يعلم أن المشهد الأخير لأقاربه سيظل ندبة في القلب لا تندمل، فيما سيطل الحادث باستمرار كضيف ثقيل على الذاكرة، لكن ما يُهوّن قليلًا من الأمر على نفسه  "إني وأنا بلبسهم الكفن كانوا بيبتسموا ووشهم منوّر، يا بختهم".

في عيد شم النسيم المُقبل، كان من المفترض أن يجتمع شمل العائلة في خطوبة ابنة عمهم، لكن الحادث الأليم تسبب في تأجيله، رغم ذلك اتفق الأقارب أن يحافظوا على عادة التجمُع الأصيلة "هنروح نقضي اليوم ده في الدير اللي اتدفنوا فيه، عشان ميغيبوش عن لقيانا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان