إعلان

بالصور- من ينقذ صناعة الألومنيوم؟

04:52 م الثلاثاء 22 مارس 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي وكريم أحمد:
تصوير-كريم أحمد:

فضي اللون، لامعٌ يلفت الناظرين، يُشكل لأدوات عدة، لم يخلُ منها بيت مصري في الماضي، حتى أن البعض كانوا يتباهون بوجوده في بيت العروسة، وكلما أصبح العريس أكثر اقتدارا، كلما قدم للزوجة مستلزمات مصنوعة من الألومنيوم، كان لا يضاهيه شيء، غير أن الزمن نثر عليه الأتربة، أصبح "موضة قديمة"، كادت صناعته أن تندثر، واجه العاملون به مشاكل لم تنته بعد، عانوا الأمرّين؛ بين الحفاظ على مهنة الجدود، وانصراف الدولة عن دعم صناعتهم.

صناعة الألومنيوم

حوالي 85% من صناعة الألومنيوم بمصر تتم بمحافظة الدقهلية، تحديدا بمدينة ميت غمر، حيث يعمل بالمهنة ما يقارب 70 ألف شخص، بعضهم ترك المجال لأن المهنة على شفا الانقراض، على حد قول، محمود راغب، رئيس نقابة الألومنيوم.

صناعة الألومنيوم

كان النحاس هو الصناعة الرئيسية بمدينة ميت غمر، إلا أن الألومنيوم حل محله منذ عام 1950، ازدهرت الصناعة، اتسعت قنوات التصدير إلى الدول العربية، بسبب الانفتاح وقتها، استمر نجم الصناعة في الصعود حتى اوائل السبعينات، ثم بدأت تضمر تدريجيا "عشان الماكينات قديمة ومبتتغيرش ومفيش ابتكار"، فيما كانت الصين تغزو الأسواق الإفريقية بأشياء أفضل وذات احترافية أعلى.

صناعة الألومنيوم

تحديث المعدات هو مطلب العاملين بالمهنة، دعتهم الدولة، حسب قول رئيس النقابة، إلى الحصول على قروض بنكية لتجديد المعدات، غير أن الشروط كانت تعجيزية "تعمل دراسة جدوى وممكن يرهنوا المصنع"، لذا يخشى كثيرون المغامرة برأس المال الوحيد مقابل التحديث.

صناعة الألومنيوم

خطوة ترك المهنة كانت واردة، غير أن عبد العظيم كمال، أحد أصحاب المصانع لم يلجأ لها "لو قفلت المصنع انا مش هتعب بس العمالة اللي تحت إيدي هتتشرد"، كانت له أمنياته أيضا "إننا نبقى موجودين في المنطقة الصناعية زي غيرنا"، وعدهم أكثر من محافظ أن ينظر في الأمر دون نتيجة.

صناعة الألومنيوم

يقوم مصنع "كمال" على إذابة الألومنيوم وإعادة تصنيعه من جديد، ثم بيعه للورش الصغيرة. العمل بالمهنة يحمل مخاطر جمّة، ليس الإصابة من أحد الماكينات أسوأها؛ فهناك تسرب الغاز الذي يتكرر بميت غمر على حد قول صاحب المصنع "لسة من أيام ميت كام واحد عشان الغاز اللي بنشتغل بيه جاي من أنابيب"، اعتاد آل المهنة استخدام المازوت كوقود لإذابة الألومنيوم، ثم السولار والجاز، إلا أن نسبة التلوث كانت مرتفعة، فحصلوا على حصة من الغاز "بس الحلو ميكملش.. محتاجين خطوط غاز لأن لو الأنبوبة فيها عيب أو خطأ هتبهدل الدنيا".

صناعة الألومنيوم

في مقابل الإصابة لا يحصل عُمال الصناعة على مبالغ كثيرة "متوسط الدخل أسبوعيا حوالي 150 جنيه".. يقول "جمال"، أحد العاملين بميت الغمر، بينما أكثر ما يزعجه عدم وجود تأمين صناعي على الأشخاص، فقد عايش آخرين توقفوا عن المهنة عقب إصابتهم بعجز دائم؛ كما حدث مع "محمد".

صناعة الألومنيوم

52 عاما هو عُمر العامل بالمهنة منذ صغره، اُصيب جراء ماكينة متهالكة بعجز نسبته 70% في يده اليمنى "لما اتعورت اتعالجت على حساب المصنع اللي كنت شغال فيه"، لكنه لم يجد فيما بعد دخل ثابت ليسد فاقة المعيشة، صارت رغباته محدودة في الحصول على كشك يمتلكه، عوضا عن المهنة التي أكلت يده.

صناعة الألومنيوم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان