إعلان

''عبد الرسول'' بائع الفخار.. ''الحلم بشقة تلمه من البرد''

03:25 م الإثنين 19 يناير 2015

عبد الرسول توفيق بائع الفخار

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- نيرة الشريف:

لم يجد عبد الرسول توفيق ترف أن يجلس في بيته في أيام البرد القارس متدثرا بكثير من البطاطين ممسكا كوب شيء دافئ يستعين به علي برودة الجو، كل ما يمكنه فعله لمواجهة البرد هو أن يشعل النار في بعض الأخشاب ويجلس إلي جوارها في الشارع الذي يقيم فيه ليلا ونهارا، مرتديا جلبابه المهترئ الذي تعمد أن يرتدي تحته كثير من الملابس محاولا أن يحظى بقليل من الدفء.

لا يسعف عبد الرسول في الشقاء سنوات عمره التي تجاوزت 60 عاما، والتي قضي منهم نحو خمسة وثلاثين عاما في الشارع، من مهنة لأخرى كبائع سريح من شارع لحارة ومن حي لحي، إلي أن استقر به الحال علي الطريق في حي لم يؤهل بالسكان بعد في مدينة السادس من أكتوبر، علي الرصيف في هذا المكان قرر عبد الرسول أن يبيع بعض المنتجات الفخارية التي قد لا يفكر أحد أبدا في شرائها الساعة الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل، حيث يصر أن يبقي عبد الرسول إلي جوار بضاعته لهذا الوقت ''أنا ساعات ببات الليل كله جنب البضاعة، وساعات بلضم الليل بالصبح، يمكن يعدي حد بعربية في وقت متأخر ويشتري مني حاجة''.

استطاع عبد الرسول أن يحصل علي فرصة عمل أخري في هذا الحي كغفير علي احدي البنايات التي لم يقطنها أحد بعد ''صاحب العمارة سايب لنا البدروم، مراتي وولادي قاعدين فيه، وأنا بخرج اقعد ف الشارع زي ما انتي شايفة كده، وببات في الشارع، وربنا بيحمي''.

تزوج عبد الرسول من ثلاث سيدات، ولديه 11 طفلا، اثنتين منهن توفين وبقيت الثالثة الفتاة العشرينية التي لم يتجاوز عمرها السبعة والعشرين عاما، والتي جاءت من بلدتها لتطرق أبواب حياة العاصمة، وأنجبت من عبد الرسول أربعة أبناء أصغرهم عمرها ثلاثة أعوام، يتاجر عبد الرسول في رأس مال قدره نحو ثلاثة آلاف جنيها من الفخار، يذهب لشرائهم من طنطا ويبعهم في المكان الذي اختار أن يقف به، ورزقه الشهري تحدده فقط يد القدر، حيث يصل دخله إلى نحو 500 جنيها شهريا من تجارة الفخار.. ''ساعات بييجوا وساعات ما بيجوش، بس ربنا مابينساش حد، وأهو هو اللي حامينا من الحرامية وقطاع الطرق في الحتة المهجورة اللي أحنا فيها دي؟ لا ضابط ولا رئيس جمهورية ممكن يحمونا، تكالنا علي ربنا هو اللي قادر يحمينا وبس، حكومة ايه اللي هتحمينا.. وإحنا بنجري من البلدية وبيتكسر من شوية الفخار اللي بنقعد جانبهم ليل ونهار، واللي هما كل رزقنا''.

كل ما يتمناه عبد الرسول هو أن يتمكن من الحصول علي شقة يجمع فيها أبنائه الإحدى عشر ''تمكنت من تزويج ابنتين فقط، والباقي لازال في رقبتي.. انتم ممكن تساعدونا يبقي عندنا شقة نتلم فيها من البرد ووجع العظم''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: