إعلان

بالفيديو والصور: مصراوي مع بطلات من غزة يروين لحظات الدمار والدم

09:45 ص الأحد 24 أغسطس 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - يسرا سلامة:

بأرواح أنهكتها الحرب، وأجساد تهوى إلى راحة وطن ممزق، وقلب أم لم يبرح يومًا دون ألم فراق الأطفال، تحدثن، أربعة سيدات من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، كانوا في زيارة للوطن ''فلسطين''، لم تكن الحرب إبان زيارتهم في الأيام الأولى اشتدت بعد، ليذهبوا للتضامن والاطمئنان، ولإيصال ما أمكن من الدعم في الأيام الأولى، ليعودوا بذكرى لا تذهب، وحنين لهدنة لا تنكسر، واستفاقة عربية لا تلوح في الأفق.

احتفاء بالنجاة يقدمه الاتحاد لـلنساء العائدات من أرض الحرب، ''وجدان'' و''قدسية'' و''أمنة'' و''وسام''.. جميعهن يدافعن عن الوطن في دروب السياسة، أينما استطاعوا إليها سبيلًا، لحظات الموت التي رأوها تجري على ألسنتهم، لحظات المشقة خلف معبر رفح، لتبدأ جلسة الحكي بلسان ''وجدان مبروك'' سيدة فلسطينية سمراء لا تزال تحتفظ بلكنة بلدها رغم اقامتها طوال حياتها خارجه، وتحفظ عن ظهر قلب عدد الشهداء والضحايا، 2595 شهيد وحوالي عشرة آلاف جريح، لتلحقه بدعوى فاتحة الكتاب من القرآن الكريم للشهداء.

استهداف للنساء والأطفال رأته ''وجدان''، تحملت السيدة وطأة الخوف وقالت ''لم أصرخ صرخة واحدة طوال الحرب''، صمود خلفته لأجيال أصغر منها، ''المرأة الفلسطينية طول عمرها صامدة'' تتابع السيدة ''المواطن الفلسطيني يعيش عربيًا ويموت شهيدًا''، لتقول إن المرأة الفلسطينية ولادة، لكي تقدم المزيد من الشهداء للوطن.

تروي ''وجدان'' إن ثقافة المقاومة متواجدة لدى الطفل الفلسطيني، لتقول أن طفلًا فلسطينيًا صغيرًا سمع صوت لصاروخ، لتعبر والدتها عن الفزع ليذكر لها ''هذا يا أمي صاروخ المقاومة''، لتتابع ''وجدان'' أن هذا الطفل الفلسطيني ما يخشاه العدو؛ لانه لا يخشى الموت، لتتابع أن العدو دمر كل البنية التحتية من مصانع ومؤسسات تعرضت للدمار.

بدموع الألم تذكر ''وجدان'' أن مشاهد الجثث لا تذهب من ذاكرتها، صواريخ القصف لا تبقي ولا تذر، ''الناس تخرج حفاة عراة باحثين عن الحياة''، تتكرر أمام عينيها ما تسميه ''التغريبة الفلسطينية''، لم يمنع تواجد أطفال من القصف، تمامًا كما حدث في قصف مدارس الأونروا، دمار طال الشجاعية ومنطقة الأنصاري، وغيرها تحدثت عنه السيدة كأنما رأته بالأمس.

تروي السيدة أن ضيق العيش وقت الحرب وصل لحدود قاسية، استخدم الأهالي زيوت الطعام القديمة كوقود بدلًا من البنزين، تكاتف بين الأهالي بعضهم وبعض ليلًا ونهارًا تذكره ''وجدان''، وعندما يأتي الليل، تجتمع الأسرة كلها بمكان واحد، ''حتى إن ماتت تموت كلها ولا يبقى أحد يتألم''.

لا تنسى ''وجدان'' جارتها الأم حين تم إبلاغها باستشهاد ابنها ''يا أماه''.. صرخة أطلقتها الأم المكلومة، لتدوي بداخل ''وجدان''، وتذكرها مرةً أخرى في الجلسة بمقر اتحاد المرأة الفلسطينية، لتنتقل السيدة من دوائر الحرب إلى دوائر السياسة، لتعبر عن أن ''أبو مازن'' هو المفاوض الأول، ويجب أن تتحد المقاومة والفصائل الفلسطينية مع السلطة من أجل الضغط السياسي لوقف الحرب، وأن تسير المقاومة والسياسية معًا في ذات الدرب، لتقول ''ما إلنا مطلب إلا وقف الدمار''.

''كنا كل يوم نتمزع من الداخل'' .. تذكرها ''آمنة'' الملقبة بـ''أم اليسار'' في الاتحاد، لتقول إنها شاهدت حروب جمة من لبنان لطرابلس لغزة، لكنها لم تشهد أكثر فزاعة من تلك الجولة من الحرب على القطاع المكلوم، الأرض تتزلزل تحت أقدام الأهالي، أدخنة الحرب التي تزكم الأنوف، الدم المراق على أرض الشهداء، اجتياح بري لمنطقة الأنصاري مكان إقامة ''آمنة''، لم يمنع السيدة من الاتصال للاطمئنان على زملائها في الزيارة.

''الضرب من الشمال للجنوب'' تذكرها ''أم اليسار'' صواريخ F16 مرت أمام أعينها، لحظات الهدنة كانت الحلم الذي يتوق له الجيران، مراكز تدريب الجيش الوطني والمعسكرات من الخلف، والميناء من الأمام، لا مفر من الشهادة أو الجرح أو الإفلات بأعجوبة من فكيهما.

تلتقط الناجية الثالثة ''قدسية بسيسيو'' طرف الحديث وتذكر ''مكالمات الموت''، والتي تأتي للأهالي قبيل القصف من جديد، العدو يعرف جميع أرقام الهواتف والأسماء، أوامر بالرحيل والإخلاء بدلًا من الموت، أربع دقائق تذكرها ''بسيسو'' بين المكالمة والقصف، حتى تنطلق الصواريخ فوق رؤوسهم، ويرحل معها من الأهالي من لم تصله الهتافات.

تذكر ''بسيسيو'' أن منزلها كان بجوار قناة ''الأقصى'' الفلسطينية، والتي تم قصفها خلال تلك الحرب، لكي يهتز منزلها أكثر من مرة، لتذكر أن روائح السموم المنتشرة كانت كثيرة، لم تفلح نصائح غلق الزجاج لآنه متهدم، ولم يفلح خليط الخميرة والخل، كان لابد من أن ترحل في أقرب فرصة إلى مصر.

يتوافق السيدات الأربعة على ما ذكرته ''وسام الرئيس'' رابعتهم في الزيارة، ومسؤول مركز الإعلام بالاتحاد، إن ما يبدو للعالم أن الحرب بين حماس وفلسطين، لكن في حقيقة الأمر هي بين الشعب الفلسطيني والعدو، ليذكروا أن حركة المقاومة الفلسطينية تحارب ''من تحت الأرض'' أما ما تدكه إسرائيل هو شعب غزة المنكسر، ليثمن السيدات جهود التوافق بين حماس والسلطة الفلسطينية، حتى لا يظل الشعب وحده يدفع الثمن.

أحاديث الذكرى لم تُبعد التساؤلات من الحضور للنساء عن إعدام حركة ''حماس'' لـ18 من الخونة والعملاء، ليذكر النساء أنه تقريبًا لا يوجد أي غارة أو هجوم على القطاع إلا وساعد فيه أطراف من الخونة، لتذكر السيدات واقعة هدم منزل فلسطيني وصل إليه إنذار بالهاتف، لترفض احدى السيدات العجائز الخروج من المنزل، ليعود العدو بالاتصال ومطالبة الأهالي بخروج السيدة، لتقول إنهم عرفوا من الخونة بحسب قولها، لتذكر إن بعض من هؤلاء العملاء يدلون اسرائيل على موقع عناصر المقاومة.

أحاديث الأرض الضائعة لم تمنع سيدات فلسطينيات من الاتحاد يعشن في مصر من الحديث عن مشكلاتهن، ''فدوى'' السيدة الفلسطينية تشكو من مصاريف الدراسة لأولادها، لا تجد أي بديل إلا المدارس الخاصة، فهي لا تملك الجنسية المصرية ولا أولادها، أحاديث عن انقطاع الكهرباء تذكرها ''صباح القفش''، مع أزمة معبر رفح للعائدين، والتي يذكرها الجميع مرورًا من وإلى مصر، ليحكمه التأخير في الأيام الأخيرة.

لمشاهدة الفيديوإضغط هنا

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان