إعلان

العلاج الروحاني.. دجل واستغلال للبسطاء في غياب الرقابة الطبية والدينية (تحقيق)

12:30 م الأربعاء 16 ديسمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تحقيق- نور عبدالقادر وعلياء أبوشهبة :

"حياة" السيدة التي تعاني من هلاوس سمعية وبصرية والتي لجأت أسرتها إلى معالج روحاني لعلاج ما أصاب نفسها من تعب؛ فكانت النتيجة تطور حالتها لتقرر الانتحار وقتل أسرتها الصغيرة بوضع السم في إناء الطعام، هذه هي الشخصية التي جسدتها الفنانة دنيا ماهر في مسلسل "سجن النساء"، والتي عبرت معاناة الألاف ربما يكون الملايين من المرضى النفسيين الذين يدخلون داخل دوامة العلاج الروحاني نظرا للوصم المرتبط بالعلاج النفسي؛ وسط غياب لتطبيق القانون، وهو ما يرصده "مصراوي" في هذا التحقيق.

لا يوجد إحصاء دقيق يرصد عدد من يتعاملون مع المعالجين الروحانيين؛ لكن الواقع من خلال ما رصده أطباء الأمراض النفسية يشير إلى أن الوصم الذي يسببه المرض النفسي يدفع بالألاف إلى اللجوء للمعالجين الروحانيين وهو ما يزيد من حالتهم سوء ويجرمه القانون.

وصم المريض النفسي

"اللي شافته في حياتها مش شوية" بنبرة منكسرة تحدث "مرزوق"، وهو اسم مستعار لرجل خمسيني تتعالج شقيقته الصغرى "نجاة" في مستشفى العباسية للصحة النفسية؛ وهي المحطة الأخيرة في رحلة معاناتها التي بدأت منذ طفولتها، "كانت لها طبيعة خاصة لم تكن تلعب مثل باقي الأطفال وكان والدينا يعاملوها بقسوة شديدة لأنها كانت شاردة دائما وكل محاولات تعليمها فشلت إلى أن تزوجت قبل أن تكمل 13 عاما".

زيجة "نجاة" المبكرة برجل يكبرها بعشر سنوات زادت حالتها سوء وفقا لرواية شقيقها، لأن الزوج تعامل معها بعنف وخاصة مع تقسيرها في أداء واجباتها المنزلية والزوجية؛ ومن هنا بدأ مشوار طرق أبواب الشيوخ والمعالجين الروحانيين الذين تفننوا في تقديم الوصفات لها بالبخور وبالأعشاب فضلا عن قراءة الآيات القرآنية، ولقناعة زوجها بالمعالجين الروحانيين ظل يتردد على أكثر من معالج في عدة محافظات لدرجة أنه ذهب إلى أسوان ونحن نقيم في إحدى قرى محافظة الشرقية.

زادت الهلاوس السمعية والبصرية لدى "نجاة" نتيجة العلاجات الوهمية وفقا لرواية شقيقها نقلا عن الطبيب المعالج لها حاليا، وكانت النتيجة هروب الزوج وضياع ابنها الأكبر، ولجأت والدة نجاة إلى أحد الشيوخ المعروفين بنفحاتهم من أجل "جلب الزوج" وهو سحر كلفهم الكثير وظلت حالة نجاة تسوء.
وهنا قرر مرزوق اصطحاب أخته للعلاج في مستشفى العباسية للصحة النفسية بعيدا عن أعين أهالي قريتهم الصغيرة، وأخبرهم أنه سوف يتركها تقيم لدى قريبة لهم تسكن في حي السيدة زينب لعلها تتأثر بنفحات أم هاشم.

وأوضح مرزوق أن الطبيب المعالج لأخته أفاد أن التأخر في اللجوء للعلاج النفسي زاد حالتها سوء، ورغم قناعته بتحسن حالتها بعد حجزها في المستشفى إلا أنه يشعر بالرعب من اكتشاف أمره لأنه وحده صاحب قرار علاجها نفسيا بدون علم أسرتهم؛ التي تعتبر المرض النفسي عار.

معالج روحاني في القليوبية

"متخصص فى الجلب العام للعرسان وجلب الرزق والحظ ويوجد طلاسم مجربة وخواتم سحرية مطلسمة"، هكذا يعلن "مصطفى روحانى"، أحد أبرز المعالجين الروحانيين في محافظة القليوبية.

"مصراوي" تواصل مع مصطفى روحاني، الذي عدد لنا قدراته على علاج الحسد والمس، وكافة أنواع السحر، وقال إن المقابل المادي للجلسة الأولى لا يتعد مبلغ 100 جنيها، أما تكلفة باقي الجلسات تختلف حسب الحالة ونوع العلاج ومدته.

وقال أيضا:" نعانى من ما يسمى بـ"السحر السفلي المنجس"، وهو ما قد يكون مدفونا فى المقابر أو معلق فى الهواء أو سابح فى الماء"، وأكد على إنه ينصح المترددين عليه للعلاج بضرورة الانتظام في الحضور؛ لكي تكون الجلسات العلاجية فاعلة، مشيرا إلى قدرته على إبطال السحر الذي يؤدي إلى تأخر الزواج وهو ما أثبت فعاليته عدة مرات.

معاناة مادية

الاستنزاف المادي الذي تعرضت له أسرة المريضة "نجاة" نتيجة الجلسات المتكررة لمن لجأت إليهم من المعالجين الروحانيين فضلا عن مصروفات السفر، وإختلاف توصيف كل منهم لحالتها، وتفسير ما تسمعه من أصوات، ويقول مرزوق شقيقها:" أنفقنا ما يقرب من 2000 جنيها من أجل فك السحر الذي تسبب في هروب زوجها رغم أننا نعرف أن مرضها هو سبب هروبه وأيضا الديون التي غرق فيها".
معالج روحاني في المنوفية

تواصلنا مع معالج روحاني أخر، من المشهورين في محافظة المنوفية، واسمه "محمود الزيني"، ولديه موقع إلكتروني يعرض فيه قدراته المتعددة على فك جميع أنواع السحر، وحل مشكلة العنوسة والتفريق بين الزوجين، وكذلك رد الحقوق وعلاج السكر والكبد والقولون.

محررة "مصراوي" تواصلت مع محمود الزيني عبر موقعه الإلكتروني وادعت أنها تشكو من تأخر الزواج وهي في الحقيقة متزوجة، وجاء رد الزيني أنها تعاني من سحر تعطيل الزواج، وهو سحر أصبح منتشرا بين الفتيات، ووفقا لما قال يتسبب هذا السحر في رؤية الفتاة في منامها حيوانات وأنها تسقط من مكان مرتفع، وفي اليقظة يصاحبها الصداع الدائم إضافة إلى الآلام الظهر، ونصح المحررة بالعلاج المؤقت لحين الذهاب إليه وهو قراءة الرقية الشرعية لمدة 7 أيام، إضافة إلى استعمال المسك والزعفران للدهان.
جلسات للعلاج عن بُعد

رصد تحقيق "مصراوي" ابتكار المعالجون الروحانيين طرقا جديدة للتواصل وجذب الزبائن بعيدا عن الرقابة، وذلك عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

طلب محمود الزيني، المعالج الروحاني، من محررة "مصراوي" التواصل معه بإرسال رسالة عن طريق البريد الإلكتروني أو واتساب أو فيسبوك، ومن خلالها يتم إرسال اسم نوع محدد من البخور يتم شراءه وتبخير الجسد به لمدة أسبوع، إلى جانب قراءة آيات قرآنية محددة يتم إرسالها أيضا، وفي اليوم الأخير من الأسبوع يتم عمل جلسة روحانية علاجية عن بعد.

وأوضح الزيني آلية هذه الجلسات العلاجية لمحررة "مصراوي": "وأنت في منزلك أقوم بسحب العوارض أو الأسحار من جسدك بالقوة التي أعطانا الله إياها بواسطة خدام القرآن وببركة سورة يس المكرمة، ويتم عمل الجلسة ليلا وفي اليوم الأخير أعطيكي حجاب روحاني وتحصين خاص، يتم إرساله إلكترونيا".
وأضاف في رسالته :"في بعض الأحيان قد تكون الحالة المرضية مستعصية؛ وقد تطول مدة العلاج حوالي أسبوعين، والتكلفة يتم تحديدها طبقا لكل حالة ويتم إرسال الأتعاب مقدما".

معالج روحاني من الشرقية

"الشيخ مجدي" معالج روحاني يمارس نشاطه في محافظة الشرقية، ويقول عن نفسه إنه "أشهر شيخ في المنطقة"، قال لـ"مصراوي" إنه بارع فى علاج المس والصرع الروحي، وتحدث عن علاماته قائلا:" لا يطيق المريض سماع القرآن ولا الآذان ولا يتحمل الرقية المكثفة وتظهر حالته أول مره من الرقية السريعة".

ويستكمل حديثه، بأن أغلب المقبلين عليه يكونوا لجأوا مسبقا للأطباء، لكن تظل معاناتهم من الاستيقاظ المفاجئ من النوم وسماع أصوات غريبة وغير مفهومه والإحساس بأنهم مراقبين دائما، وأعراض أخرى كلها أمراض روحانية لا يمكن علاجها سوى من خلال المعالجين الروحانيين.

وأضاف :" من المشاكل والأعراض التي نعالجها أيضا فك النحس وتأخر الحمل والإجهاض المتكرر، وتزويج البنات وتسهيل الرزق، وهى أمور لا يعالجها الأطباء".

"في القرى لا يعترفون بالعلاج النفسي"

مجدي، المعالج الروحاني، تحدث عن إحدى الحالات التي نجح في علاجها، وهي لسيدة تم فك سحر عقد الأرحام عنها، وكانت تعاني من النفور من الزوج إلى جانب الإجهاض المتكرر، وتم فك السحر.

وتحدث أيضا عن المرضى النفسيين المصابين بأمراض عديدة منها الاكتئاب والذين نجح في علاجهم، موضحا أن زبائنه من مختلف المحافظات، وخاصة أن :"المرضى في الأرياف لا يعترفون بما يسمى بالعلاج النفسي؛ والقرآن الكريم والشيوخ هم وسيلتهم للعلاج".

sdf

مأساة قناة الرحمة

معاناة "علاء البحيري" لم تقتصر على إعاقة طفليه وأعمارهم 10 سنوات و6 سنوات، ولكنه منذ ولادتهما دخل في دوامة من الاستغلال بدأت بمراكز وجمعيات تأهيل المعاقين غير المؤهلة، مرورا بالأطباء الذين لم يشخصوا حالة أبناءه بدقة، فهو لا يعرف هل يعانون من التوحد أم فرط الحركة أم تأخر النطق أم كل هذه الإعاقات.

الصدمة الأكبر كانت عندما لجأ "علاء البحيري" إلى إرضاء إلحاح زوجته وتواصل مع قناة "الرحمة" للتواصل مع الشيخ "أحمد عوض" وكلفته الاتصالات ما يقرب من ألف جنيها، حتى نجح في التواصل معهم وحصل على موعد لعلاج الطفل.

وفي فيلا كبيرة لها حديقة وأسوار عالية في مدينة 6 أكتوبر دخل علاء البحيري برفقة ابنه لانتظار تلقي العلاج ومرت أسبوع بدون أدنى تقدم في حالة ابنه الذي قرأ له الشيخ أذكار وآيات قرآنية وأعطاه جرعات من زيت الزعتر والزيتون، ليدفع الأب 5 ألاف جنيها بدون أي مقابل على صحة ابنه رغم تأكيد الشيخ "أحمد عوض" قدرته على علاج الطفل.

الصحة العالمية تنتقد ضعف الخدمات

وفقا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية هناك عدد من التحديات في مجال الصحة النفسية والخدمات الطبية النفسية في مصر؛ تتمثل في تخصيص أغلب الموارد لعدد قليل من مستشفيات الطب النفسي المركزية الكبيرة.

وأفاد التقرير أن عدد الأسرة المتوفرة للمرضى النفسيين لايزال غير كاف لتقديم الرعاية الإسعافية داخل المستشفى، وخاصة لأن 60% من الأسرة يشغلها مرضى لمدد طويلة، كما أن عدد الساعات المخصصة للتدريب في كليات الطب ومعاهد التدريب الصحي محدودة، وهو ما يتنافى مع أهمية هذا المجال.

النقص في أعداد الأطباء النفسيين فضلا عن ضعف الأجور التي يحصلون عليها وقلة الجهات المقدمة للخدمة العلاجية النفسية في المحافظات؛ هذه هي أهم الأسباب التي تحدثت عنها دكتورة شيرين خليل، أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس، مضيفة أن غالبية الأطباء النفسيين يعملون في القاهرة والإسكندرية، ويمكن أن تتوفر في مراكز المحافظات.

وأوضحت أنه لا صحة لوجود قدرات لدى هؤلاء الروحانيين تمكنهم من علاج الأمراض النفسية؛ لأنه علم كبير وله طرق خاصة وعقاقير.

وفقا للقانون الصادر عام 2009 تم إنشاء المجلس القومي للصحة النفسية، ويتفرع منه 4 مجالس إقليمية على مستوى الجمهورية تتولى الرقابة والإشراف على كافة المستشفيات والمراكز الحكومية والخاصة التي تحتجز مرضى نفسيين، وليس لها رقابة على العيادات الخاصة فهي مسؤولية إدارة العلاج الحر ونقابة الأطباء، والمجلس لا يملك السلطة للتدخل في التحقيق في تلك الشكاوى.
تعديل قانون الصحة النفسية

تضع أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس تصورها لحل هذه المشكلة ويتمثل في تفعيل دور الإعلام في توعية المواطنين بالمرض النفسي، إضافة إلى توفير مستشفيات للصحة النفسية توفر العلاج.

وطالب دكتورة شيرين خليل، بتعديل قانون رعاية المريض النفسي، للتخلص من ثغراته؛ وذلك بوضع العيادات النفسية على مستوى الجمهورية تحت رقابة وإشراف المجلس القومي للصحة النفسية.

وأوضحت أن الرقابة المفترض حدوثها على العيادات تتمثل في مراقبة طرق العلاج ونوعية الأدوية، ومدى ملائمتها لحالة المرضى، كذلك التأكد من عدم خروج الطبيب على آداب المهنة، لأن إدارة العلاج الحر في وزارة الصحة تهتم بمراقبة الإجراءات الإدارية.

أعربت أستاذ الطب النفسي عن أسفها من وجود انتهاكات تحدث على مستوى المحافظات في مراكز تدعي قدرتها على العلاج وهى عبارة عن شقق سكنية لا تحمل لافتة، وتمارس نشاطها في غياب لتنفيذ القانون؛ وهو ما يدفع للمطالبة بمنح الضبطية القضائية لأطباء المجلس القومي للصحة النفسية.

الرقابة على تقديم الخدمة

وحول دور المجلس القومي للصحة النفسية، أوضحت الدكتورة دلال عبد الوهاب، رئيس الأمانة الفنية للمجلس القومي للصحة النفسية، أن دور المجلس هو تنفيذ قانون الصحة النفسية لعام 2009، والرقابة على المستشفيات الحكومية والخاصة.

كانت دكتورة دلال عبدالوهاب، في وقت سابق، طالبت بحصول مفتشي المجلس القومي للصحة النفسية على الضبطية القضائية مثل إدارة العلاج الحر.
وتؤكد دكتورة راجية شوقي، مسؤول برنامج الصحة في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، على خطورة التعامل الشكلي مع تطبيق القانون؛ ما يؤدي إلى صعوبة اتخاذ إجراء مع الانتهاكات التي تحدث على مستوى المحافظات، لأن المجلس القومي للصحة النفسية يتجاهلها طالما أن أوراق تلك المنشآت المخالفة سليمة دفتريا.

وأضافت دكتورة راجية شوقي أن الثغرات لا تقتصر على انعدام الرقابة على العيادات الخاصة، لكن تشمل حماية المريض في مكان احتجازه.

من أبرز الانتهاكات ضد المرضى الإصرار على توقيعهم على أوراق تفيد برضاهم عن طريقة العلاج والاحتجاز حتى يتمكنوا من الخروج؛ لهذا لابد من زيادة المخصصات المالية الحكومية للصحة النفسية، والتي لا تتجاوز نسبتها حالياً 2% من إجمالي الإنفاق الحكومي على الصحة.

رقابة وزارة الصحة

دكتور صابر غنيم، مدير إدارة العلاج الحر في وزارة الصحة، قال لـ"مصراوي" إنه وفقاً لقانون 153لسنة 2004 لا يحق لأي مفتش بالعلاج الحر من حاملي الضبطية القضائية دخول أي مكان إلا إذا كان يحمل لافتة تدل على أنه منشأة طبية؛ وأن مراكز العلاج الوهمية بالمحافظات عادة ما تكون مستترة وغير معلنة.

وأضاف غنيم قائلا: " عند الإبلاغ عن المراكز العلاجية المخالفة يتم نقل مقرها إلى مكان آخر"، مضيفًا أن أهالي المرضى يشاركون في هذه الجريمة بإيداع ذويهم في أماكن غير مرخصة.

وقال مدير إدارة العلاج الحر في وزارة الصحة إنه في حالة تلقي شكوى يتم مداهمة المكان والتحفظ على من فيه؛ وإذا ثبت أن المركز العلاجي غير المرخص يدار من خلال طبيب يتم إحالته إلى التحقيق وتباشر النقابة دورها، وإذا لم يكن طبيبا يتم تحويله إلى النيابة العامة.

قانون غير مُفعَل

وفقا للقانون رقم 415 لسنة 1954 :" أي مساس بجسم المجني عليه يجرمه قانون العقوبات وقانون مزاولة مهنة الطب، ويبيح القانون فعل الطبيب بسبب حصوله على إجازة علمية طبقا للقواعد واللوائح"، وينص القانون رقم 127 لسنة 1955 بشأن مزاولة مهنة الصيدلة :" يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين وبغرامة لا تزيد على مائتي جنية أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من زاول مهنة الصيدلة بدون ترخيص، ويحكم بإغلاق المؤسسة موضوع المخالفة وإلغاء الترخيص الممنوح لها".

دكتور أحمد عبيد، عضو مجلس نقابة الصيادلة، قال ل"مصراوي" إن النصوص القانونية موجودة منذ الخمسينات من القرن الماضي لكن ينقصها التطبيق والإرادة الفاعلة لتفعيل تطبيق القانون، مضيفا أنه حتى في حالة تعديل القانون بتغليظ العقوبة من حيث زيادة مدة الحبس أو زيادة قيمة الغرامة كل هذا لن يكون له أي قيمة إلا في حالة التطبيق الفعلي للتشريع.

وأضاف عبيد قائلا:" للأسف لدينا مراكز طبية كاملة تبيع الدواء ولا يوجد من يعرف ما هو مصدر هذا الدواء".

محاسبة المشعوذين

وقال دكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء، ومسئول التخطيط والتطوير بمستشفيات الصحة النفسية، لا يمكن اعتبار هؤلاء الدجالين والمشعوذين مخالفين للقانون ولكنهم متعدين عليه، وهو تعدٍ على المهنة من غير ذوي المهنة، ويعتبر الطب النفسي من أكثر التخصصات المعتدى عليهم، وتتدهور حالة المرضى بسبب تأخر اللجوء للعلاج الطبي.

يرى الأسباب في الوصم المجتمعي للمرض النفسي ما يدفعهم إلى اللجوء للدجالين الذين يستغلون الدين.

الحلول التي يقترحها دكتور أحمد حسين تتمثل في تفعيل تطبيق القانون لردع المشعوذين ثم يأتي دور الأزهر الشريف في توعية رجال الدين ومنهم نماذج إيجابية ينصحوا الحالات بمراجعة طبيب نفسي لأن كثير من حالات الهلاوس السمعية والبصرية يفسرها البعض على أنها مس من الجن.

أضاف قائلا: والجانب المهم أيضا يتعلق بدور الإعلام والدراما في تصحيح الصورة الخاطئة عن المريض النفسي، ومن النماذج الإيجابية فيلم "أسف على الإزعاج".

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج