إعلان

"المستعربون".. عيون الاحتلال في قلب الانتفاضة

08:42 م السبت 10 أكتوبر 2015

المستعربون.. عيون الاحتلال في قلب الانتفاضة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير - محمود سليم:

مرتديًا شال الانتفاضة، يواجه جنود الاحتلال الإسرائيلي بحجارته وسط الفلسطينيين، يزداد الحماس وتتناثر حجارة الانتفاضة فوق رؤوس القوات.. رصاص حي ومطاطي وقنابل مسيلة للدموع ترد بها الوحدات الإسرائيلية في اللحظة التي يتجمع فيها المستعربون حول من كانوا معهم في المظاهرة ويقبضون عليه.

وحدات "المستعربون" عيون الاحتلال في قلب الانتفاضة، التي بدأها كان صموئيل موريا الشهير باسم "سامي موريا"، مؤسس وحدة المستعربين الأوائل، وهو من رعى عام 1953 فكرة الاستقرار في قرى عربية فلسطينية بهدف التجسس.

picture 2

تجدهم يجوبون الشوارع مرتدين اللباس الفلسطيني، ويتحدثون لكنه أهل البلد، ملثمين لا يُمكن التعرف عليهم، تُنفذ عمليات سرية داخل الأراضي الفلسطينية، ويعتقد البعض أمداد عملياتها خارج البلاد.

يخضع أفراد الوحدة لتعليمات مشدّدة تقضي بالحفاظ على سريّة عملهم، إذ قال قائد وحدة المستعربين الخاصة "الدوفدوفان" لموقع "ويلا" العبري، (الذي حجب اسمه)، أن أفراد هذه الوحدة يلتزمون بتعليماتٍ صارمة، موضحًا "يُمنع الفيسبوك، ولا يُسمح بنشر أي صورة من داخل الوحدة أو من خارجها، حتى أن عائلة المستعرب لا تعلم عن طبيعة عمله شيئًا".

نفذت وحدات المستعربين 54 عملية اغتيال خلال أربع سنوات من الانتفاضة الأولى، و74 عملية اغتيال أخرى خلال الانتفاضة الثانية، بحسب دراسة فلسطينية لم تُنشر كمادة بحثية وأشارت إليها عدة مواقع فلسطينية.

واستهدفت هذه العمليات مطلوبين فلسطينيين من مختلف مناطق الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، وراح ضحيتها مدنيين آخرين اشتبه بكونهم مطلوبين، أو تعرضوا للضرب، أو أصيبوا خلال عملية ملاحقة المطلوبين.

يتحول المستعربون خلال لحظات من مدنيين فلسطينين إلى أفراد الشرطة إسرائيلية، يمسكون مسدسات صغيرة أخفوها تحت ملابسهم الفضفاضة، ويردتون قبعات كُتب عليها بالعبرية "شرطة"، وينفذون عملياتهم تحت غطاء عسكري إسرائيلي.

picture 3

تخصص دولة الاحتلال ميزانيات ضخمة لهذه الوحدات التي تُنفذ عمليات نوعية للجيش، أبرز هذه الوحدات: وحدة ريمون التي أسسها أرييل شارون قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في القطاع، وتعد الأساس الذي انطلقت منه الوحدات الأخرى منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، برئاسة النقيب مئير داغان ورئيس الموساد فيما بعد (2002-2010) ضد المقاومة الشعبية في غزة.

ووحدة "دوفدوفان" والتي تعتبر من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي وتتبع سلاح المشاه، وهدفها تنفيذ الاعتقالات الخطيرة داخل البلدان الفلسطينية، و"ياماس" التابعة لقوات حرس الحدود، ووحدة "ماتساد" التابعة لمصلحة السجون، حيث ينتشر التابعون لها داخل السجون بين الأسرى، لمحاولة الإيقاع بهم وسحب الاعترافات.

بينما تختص وحدة "جدعونيم" بالمتظاهرين داخل الخط الأخضر، وتتبع جهاز الشرطة والشاباك (جهاز الأمن الداخلي)، وتعتبر من الصفوة لانتشارهم داخل التجمعات العربية، دون أن يعرفهم أحد.

لا تتوافر أرقام دقيقة حول ضحايا وحدات المستعربين، لكن بحسب كتاب "المستعربون فرق الموت الصهيونية" لمؤلفه غسان دوعر فقد قتلت أفراد تلك الوحدات 422 فلسطينيًا بين عامي 1988 و2004.

وباعترافات مئير داغان، في شهادة له بحجم الدماء الفلسطينية التي سفكتها هذه الوحدة، قال "عندما وصلت إلى غزة، كانت لدينا قائمة تتضمن ثلاثمائة مطلوب، وحين غادرتها (أي بعد ثلاث سنوات) كانت القائمة تضم القائمة عشرة أسماء فقط".

من هذه الخديعة تنشأ أسر بزوجات فلسطينيات، يكتشفن بعد سنوات إن أزواجهن ليسوا فلسطينين، ويتم تخيرهن بعد ذلك بين الذهاب إلى إسرائيل أو أي دولة عربية أخرى تتكفل بهم فيها دولة الاحتلال، وأخروات تغيبهن الصدمة.

picture 4

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج