إعلان

مانديلا ''الملك''.. خادم الإنسانية (صور)

01:43 ص الجمعة 06 ديسمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير – هند بشندي:

''الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم، والشجاع لا يذوق الموت إلا مرة واحدة''..وذاق نيلسون مانديلا الموت بعد 95 عامًا قضاها في تاريخ من الكفاح والنضال الإنساني.

هو ''الرمز الكبير للإنسانية، والقوة والإلهام والنموذج الاستثنائي في الشجاعة والطيبة والتواضع'' كما وصفه الرئيس الأمريكي بارك أوباما، وهو ''الرجل الأعظم بين الرجال'' بحسب وصف الملاكم الأمريكي محمد علي كلاي.

منذ 8 يونيو الماضي، ومانديلا يخوض معركة شجاعة من على ''فراش الموت''، بقوة وصبر، كما قالت ابنته ماكازيوى، بعد إصابته بعدوى متكررة في الرئة، فقد أصيب مانديلا بمرض السل خلال فترة سجنه في ظروف سيئة.

مانديلا.. الملك

ولد روليهلاهلا مانديلا في قرية صغيره تدعي مفيزو تبعد 600 ميل عن جوهانسبرج، كان والده زعيم قومه كان يطلق عليه ''الملك''، لكن بعد ضم القرية لاتحاد جنوب إفريقيا فقدت حياتها القبلية، وفقدت معها زعمائها وملوكها لكن مانديلا كان يشعر منذ طفولته بانه ''ملك''.
''نيلسون'' هو الاسم الذي اختاره له معلمه في المدرسة التبشيرية تيمنا باسم أحد الأبطال الإنجليز ليصبح اسمه ''نيلسون مانديلا''.

أنهي مانديلا دراسته العليا في جامعة جنوب أفريقيا الأهلية الخاصة بالسود، وقد اعطته الحياه الجامعية تجربة قيادية من خلال النشاط الطلابي ذو البعد السياسي، ليبدأ بعدها العمل ككاتب لدى محامي يهودي اسمه سايدلسكي وصفه مانديلا بقوله ''انه أول رجل أبيض عاملني معاملة البشر''.

سنوات من الكفاح السياسي قضاها مانديلا أدت لاعتقاله وسجنه بتهمه التآمر للإطاحة نظام الحكم، وفي المحكمة عام 1964، قال عبارته الشهيرة ''كرست حياتي لكفاح الشعب الإفريقي، وحاربت هيمنة البيض بقدر ما حاربت فكرة هيمنة السود، كنت دائما أرفع نموذج المجتمع الديمقراطي الحر حيث الجميع يعطون فرصا متعادلة، واذا اقتضي الأمر سأموت من أجل هذا الهدف''.

27عاما قضاها مانديلا يحمل الرقم 466/64 في سجن في جزيرة روبن، لكن مانديلا لم يقف عند هذا الرقم واستطاع ان تتسبب رحلة كفاحه بعدد مهول من الأرقام، فرقم 695 يمثل عدد الجوائز العالمية التي حصل عليها، بما في ذلك جائزة نوبل للسلام وميدالية الكونجرس الأمريكي، بالإضافة إلى 115 درجة فخرية حصل عليها، بينما رقم 85 هو عدد الشوارع والكباري التي أطلق اسمه عليها، كما ان هناك نحو 95 نصب تذكاري تمجيدا له.

درس في الغفران

أصبح مانديلا في 10 مايو 1994 أول رئيس أسود لجمهورية جنوب إفريقيا وذلك بعد فوز حزبه المؤتمر الوطني الافريقي بأكثرية ساحقة في أول انتخابات متعددة الأعراق، ليتحدث عقب انتخابه ويقول ''اليوم نتحدث ليس كمنتصرين بل نحن نتكلم كمواطنين''.

دائما ما يقول إن المهاتما غاندي كان المصدر الأكبر لإلهامه في حياته فقد شكلت فلسفته حول نبذ العنف والمقاومة السلمية ومواجهة المصائب فكر مانديلا، وهو ما فعله فقد ادرك أن السلام المستقبلي لجنوب أفريقيا سيعتمد على الصفح.

''أدونيا تمام'' هكذا كان مانديلا قبل السجن .. لكن مانديلا بعد السجن هو الرجل الذي صفح عن الأعداء الذين سجنوه، والدليل على ذلك ''دي كليرك''.

و''دي كليرك''هو الرجل الأبيض الذي تقاسم مع منديلا جائزة نوبل للسلام عام 1993، وفي الكتاب الذي أصدرته منظمة اليونسكو تحت اسم ''سلام إلى الأصدقاء وإلى السجانين''، أوضح أن مانديلا حكم جنبًا مع نائبه دي كليرك الذي كان في وقت سابق على رأس النظام العنصري وفي مقام الجلاد.

ويشيد الكتاب بهذه الخطوه، ويقول عنها إنَّها جنبت البلاد مصير سيء عرفته شعوب العالم الثالث بعد الاستقلال حين تحول أبطالها إلى حكام انتقاميين يؤسسون حروبًا أهلية أو أزمات حادة تطحن الدول فتجعلها تحن أحيانا إلى عهد الاستعمار.

فرغم نضاله المرير وسجنه المديد لم يخلط بين آلامه الشخصية ومتطلبات الوضع السياسي لشعب جنوب افريقيا.

ورغم المعاناة لم يفكر مانديلا ولو لمرة واحدة بعد خروجه من السجن في الانتقام، بل على العكس خرج الزعيم المناضل ليعطي درسا مذهلا في الغفران، ليؤكد دائما على ذلك بمقولته ''إن جنوب إفريقيا للجميع، وإذا كنا قد استعدنا السلطة؛ فالواجب أن نحافظ على حق الأقليات بما فيهم البيض''.

لست ملاكاً

''أنا لست ملاكاً''، هكذا يؤكد مانديلا لأنطوني سامبسون الذي وثق حياته في كتاب ''مانديلا السيرة الموثقة''، وترجمته للعربية هالة النابلسي وغادة الشهابي، وهو نفس ما أشار له مانديلا في أول خطاب له عقب خروجه من السجن عندما قال ''أقف أمامكم ليس كنبي بل كخادم متواضع لكم أنتم الشعب''.

عندما أصبح رئيسًا لجنوب إفريقيا رأى العالم في ذلك نهاية القصة الخرافية، لكن في الحقيقة كان ذلك بداية لقصة مختلفة تماما، وقال عقب توليه للحكم ''لقد جيء بنا من العمل السري ومن السجون لنتولى الأمور لقد ألقينا فجأة وسط تلك المسئولية الهائلة في حكم بلاد نامية جدًا''.

تقول السيرة التي وثقها سامبسون إن مانديلا عندما وصل إلى مكتبه في أول يوم له كرئيس في بريتوريا لم يجد أي موظف؛ فطلب تجميع موظفي المكتب في صباح اليوم التالي وصافحهم يد بيدا وطمأنهم أن أحد منهم لن يُلقى في الشارع.

في الشهور الأولى له كرئيس استمتع بشهر عسل رائع لاسيما مع الجنوب أفريقيين البيض الذين شعروا مع هذا الرجل المسن المتسامح براحة مدهشة، فلقد ولّد جوا من الاستقرار، وفي نهاية المئة اليوم الأولى من رئاسته لم يكن بمقدور صحيفة الفيناينشال تايمز إيجاد بيض يتكلمون عنه بسوء في تقرير لها.

رحل مانديلا لكن العالم سيظل يتذكره، ويخلد مجهوداته في 18 يوليو من كل عام في ''يوم مانديلا العالمي''، وهو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة ودعت فيه لتخصيص 67 دقيقة لمساعدة الآخرين، وهي دقائق ترمز إلى السنوات الـ67 التي أمضاها الرئيس الجنوب أفريقي الأسبق في الخدمة الإنسانية.

 

 

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك  …  اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان