غزالة والسبع توائم.. "كارثة طبيعية" تتجسّد في بيت بسيط بالبحيرة (صور)
كتب : أحمد نصرة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
في مسلسل "كارثة طبيعية"، وجد أب وأم نفسيهما فجأة أمام قدر غير متوقَّع، حين تحوّل حملٌ ظنّاه عاديًا إلى سبعة توائم دفعة واحدة، لتبدأ رحلة قاسية من الخوف والمسؤولية والصراع مع الزمن. مشهد درامي شدّ المشاهدين، لكنه في محافظة البحيرة لم يكن تمثيلًا، بل واقعًا عاشته سيدة بسيطة تُدعى "غزالة"، كتبت قصتها بوجعٍ حقيقي وصبرٍ طويل.
- "كنت شايلة تسعة.. وربنا كتب يعيشوا سبعة"
تحكي "غزالة" أن رحلتها بدأت بحمل وصفه الأطباء في بدايته بغير الطبيعي، قبل أن تكتشف أنها حامل في 9 أطفال.
وتروي قائلة: "في الشهر الخامس فقدت طفلين، والدنيا ساعتها اسودّت في عيني، لكن ربنا عوّضني وكمّل الحمل على سبعة".
وتضيف أن الأشهر الأخيرة كانت الأصعب في حياتها، إذ اضطرت إلى النوم على ظهرها ثمانية أشهر كاملة دون حركة تقريبًا، حفاظًا على ما تبقى من الحمل، قبل أن تدخل المستشفى وتمكث فيها شهرين متواصلين حتى موعد الولادة.
- سبعة توائم.. ومعركة بقاء
لم تنتهِ المعاناة عند الولادة، إذ مكث التوائم السبعة شهرين داخل الحضّانات، في صراع يومي بين الحياة والخطر.
واليوم، وبعد مرور 17 عامًا، أصبحوا شبابًا وفتيات: محمد الأكبر، ثم حبيبة، بلال، ياسين، إسراء، دعاء، وكريم أصغرهم، يعيشون جميعًا في بيت واحد لا يتسع لأحلامهم ولا لواقعهم.
- شهادة الطب: "إعجاز بكل المقاييس"
وصف الدكتور محمود مليس، الطبيب المشرف على الحالة بمستشفى الشاطبي آنذاك، ما حدث بأنه حالة نادرة طبيًا، قائلًا: "أثناء العملية كنا نُخرج طفلًا تلو الآخر، وكان طبيب الأطفال يسأل: لسه في أولاد تاني جوه؟ لحد ما وصلنا للسابع. الإعجاز الحقيقي إن السيدة ما كانتش بتاخد أي رعاية طبية طوال فترة الحمل، وجت لنا وهي في ستة شهور ونص".
وأوضح الطبيب أن استمرار الحمل بهذا العدد ونجاة الأطفال دون متابعة طبية منتظمة يُعد من الحالات الاستثنائية.
- الأعباء وضيق السكن
إلى جانب ضيق السكن، تعاني الأسرة من أعباء صحية قاسية، إذ تحتاج إسراء، إحدى التوائم، إلى علاج دقيق بسبب ضمور في المخ وزيادة كهرباء المخ، مع توصية بإجراء عملية جراحية، بينما يعاني الأب من أمراض في الجهاز الهضمي تتطلب علاجًا مستمرًا.
وتؤكد الأم أن المساعدة المالية التي كانت تُصرف للتوائم توقفت منذ فترة، رغم استمرار المصاريف ومتطلبات الدراسة.
- الحقيقة تفوق الدراما
بين مشاهد مسلسل "كارثة طبيعية" وواقع مدام غزالة، مسافة واحدة فقط: الشاشة. وبينما تنتهي الدراما مع تترات النهاية، تظل الحكاية في الواقع مفتوحة، تنتظر بيتًا يضم سبعة توائم، وعلاجًا ينقذ طفلة، ودعمًا يُعيد للأسرة حدًّا أدنى من الأمان.
قصة تُثبت أن بعض "الكوارث الطبيعية" قد تُعرض لقطاتٍ مثيرة على الشاشة، لكنها في الواقع تُعاش كل يوم بصمت.