"بحيرة مفتوحة" تبتلع الأراضي.. الصرف الزراعي يهدد 5 آلاف فدان في بني سويف
كتب : حمدي سليمان
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
تعيش محافظة بني سويف أزمة زراعية متفاقمة تهدد مستقبل آلاف المزارعين، بعدما غمرت مياه الصرف الزراعي المالحة مساحات واسعة من الأراضي الخصبة، وحولتها إلى برك من المياه الراكدة، في مشهد وصفه الأهالي بأنه "بحيرة مفتوحة" تتآكل حولها الرقعة الزراعية يومًا بعد آخر.
تعود تفاصيل الكارثة إلى استصلاح آلاف الأفدنة من الأراضي الصحراوية الواقعة على مستوى أعلى من الأراضي الزراعية القديمة، ضمن خطط التوسع الأفقي لزيادة الرقعة المزروعة، وتوصيل مياه الري إليها عبر محطات رفع حديثة، غير أن الخلل الكبير كما يؤكد المزارعون تمثل في غياب شبكة صرف زراعي متكاملة لتصريف المياه الزائدة، ما تسبب في تسربها نحو الأراضي المنخفضة.
هذا الإغفال الفني أدى إلى تسرب مياه الصرف من الأراضي الصحراوية المرتفعة نحو القرى المجاورة، محملةً بالأملاح التي بدأت تدريجيًا في إفساد التربة وتلف المحاصيل، حتى وصلت إلى ترعة الريغة التي تروي آلاف الأفدنة في المنطقة.
يقول الحاج سيد عبادة، أحد المزارعين المتضررين من عزبة نصر التابعة لمركز سمسطا: "قام البعض باستصلاح آلاف الأفدنة من الأراضي الصحراوية الواقعة أعلى من أراضينا الزراعية، و تحويل مياه الري إليها دون إنشاء شبكة صرف، فبدأت تلك الأراضي تنزف مياه الصرف المالحة داخل حقولنا، لتتحول الأرض إلى برك ضحلة تعلوها الحشائش وتستوطنها الحشرات والحيوانات."
ويضيف السعدي سالم من قرية نور الدين: "الوضع يزداد سوءًا كل يوم، فالمياه تنحدر من الأراضي الجديدة كالسيل، لتغمر الحقول المنخفضة وتحولها من أرضٍ كانت من أجود الأراضي إلى مستنقعات لا تصلح للزراعة أو حتى السير فيها."
أما علاء كامل، أحد الملاك المتضررين، فيوضح، أن تسرب مياه الصرف الزراعي كوّن بحيرة مفتوحة من المياه المالحة التهمت الأراضي وأفسدت المحاصيل، مضيفًا: "الأزمة امتدت إلى ترعة الريغة التي تروي أكثر من 5000 فدان في قرى قفطان الغربية، والصعايدة، وصالح، ونور الدين، ونصر جمعة، وعفيفي، وعرفان، والريغة، تقدمنا بعشرات الشكاوى إلى وزارة الري ولكن دون جدوى."
من جانبه، يقول حسن عرفات، الأمين العام لاتحاد روابط مستخدمي المياه، إن استمرار الوضع الحالي دون تدخل عاجل سيؤدي إلى تدمير التربة بالكامل، موضحًا أن ارتفاع منسوب المياه المالحة يؤدي إلى تصلب الأرض وفقدانها خصوبتها الطبيعية، ما يجعلها غير صالحة للزراعة بمرور الوقت.
وأضاف: "نطالب وزارة الري بسرعة تنفيذ مصارف فرعية أو صرف مغطى للمنطقة، قبل أن تضيع آلاف الأفدنة نهائيًا."
في المقابل، أعلن الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، أن الوحدة المحلية قامت بأعمال ردم وتدعيم وإغلاق الفتحات الناتجة عن تآكل الجسر الترابي، فضلًا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف تدفق المياه إلى الترعة.
وأشار المحافظ إلى أن هيئة التعمير بدأت إعداد دراسة هندسية متكاملة لإنشاء شبكة صرف زراعي تخدم المنطقة بالكامل، بما يضمن تجميع مياه الري الزائدة وتصريفها بطريقة آمنة وفق المعايير البيئية والهندسية.