"قيدوهم بسلك كهرباء".. قصة عصابة خطفت أسرة كاملة وابتزوهم بالمال في قنا
كتب - مختار صالح:
محكمة جنايات قنا
في مشهد يُعيد إلى الأذهان جرائم السينما، أسدلت محكمة جنايات نجع حمادي الستار على واحدة من أبشع قضايا الخطف والابتزاز التي شهدتها محافظة قنا خلال العام الماضي، بعدما عاقبت 4 متهمين بالسجن المؤبد، ومتهمًا خامسًا بالسجن المشدد 15 عامًا، بتهمة خطف أسرة كاملة وابتزازها تحت تهديد السلاح.
- تفاصيل الواقعة
ترجع تفاصيل الواقعة إلى يوليو من عام 2024، حينما دوّت أنباء اختفاء أسرة مكونة من رجل وزوجته وطفلته الصغيرة، بالإضافة إلى شخصين آخرين، في إحدى قرى مركز نجع حمادي شمالي قنا، وسط حالة من الذعر بين الأهالي الذين لم يصدقوا أن مثل هذه الجريمة يمكن أن تقع في وضح النهار.
التحريات كشفت عن خيوط الجريمة المروعة، حيث تبين أن المتهمين - بدري. ع. ع، وسعيد. م. س، وشقيقيه أيمن وسعد، وأحمد. ب. ع - خططوا بدقة لاختطاف المجني عليهم ربيع. ح. م، وشقيقه رجب، وبكر. ع. م، وسامية. م. ع، وطفلة صغيرة، بعد أن استدرجوهم بحيلة ماكرة، ليتم احتجازهم في مكانٍ ناءٍ بعيد عن أعين الناس.
لم يكتفِ الجناة بالاختطاف فقط، بل سرقوا سيارة وهواتف المجني عليهم، وأجبروهم تحت التهديد على التوقيع على إيصالات أمانة بقيمة 600 ألف جنيه، في محاولة لابتزازهم ماليًا مقابل إطلاق سراحهم.
كما عُثر بحوزتهم على أسلاك كهربائية استخدمت في تقييد الضحايا وتعذيبهم نفسيًا، في واقعة أثارت استياءً واسعًا بين أبناء الصعيد.
وبعد تحريات مكثفة وجهود أمنية استمرت لأيام، نجحت قوات الأمن في تتبّع الجناة والقبض عليهم، ليحالوا إلى النيابة العامة التي نسبت إليهم تهم الخطف المقترن بالسرقة والإكراه والابتزاز، في القضية رقم 21601 لسنة 2024 جنايات مركز نجع حمادي، والمقيدة برقم 4400 لسنة 2024 كلي قنا.
وبعد جلسات امتدت لأشهر، استمعت خلالها المحكمة إلى أقوال الشهود وتحريات المباحث واعترافات بعض المتهمين، أصدرت هيئة المحكمة برئاسة المستشار محمد الرفاعي، وعضوية المستشارين مصطفى محمود وهشام يحيى، وسكرتارية أبو المعارف عبد الشافي، ومحمد كحلاوي، وأسامة الأمير، حكمها النهائي بمعاقبة المتهمين الأربعة الأوائل بالسجن المؤبد، والخامس بالسجن المشدد 15 عامًا.
وبصدور الحكم، تكون المحكمة قد أسدلت الستار على واحدة من القضايا التي شغلت الرأي العام في نجع حمادي خلال الأشهر الماضية، بعد أن انتهت التحقيقات والمحاكمة إلى معاقبة المتهمين بأحكام رادعة وفقًا لما ثبت في أوراق القضية.
وتؤكد الواقعة أهمية استمرار جهود الأجهزة الأمنية والقضائية في مواجهة جرائم الخطف والابتزاز، حفاظًا على استقرار المجتمع وردع كل من تسوّل له نفسه مخالفة القانون.