مسؤول عراقي يفجر أزمة كبرى بعد اعتذاره عن الاستعاذة من الشيطان
كتب : مصراوي
محافظ نينوى العراقية، عبد القادر الدخيل
وكالات
أثار محافظ نينوى العراقية، عبد القادر الدخيل، عاصفة من الانتقادات والجدل في الأوساط الدينية والسياسية، بعد أن اعتذر للمكوّن الإيزيدي عن عبارة "الاستعاذة من الشيطان الرجيم"، التي استُهلت بها تلاوة القرآن في حفل إعادة افتتاح الجامع النوري بمدينة الموصل.
وخلال الحفل الذي حضره رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قال الدخيل في كلمته: "بداية نعتذر من كل إخواننا الأيزيديين لما ذكر في بداية قراءة القرآن... علينا أن نكون عند حسن الظن بمشاعر الإخوة المسيحيين والأيزيديين، فنحن محافظة المكونات".
هذا التصريح، الذي ألمح فيه المحافظ إلى ربط الاستعاذة بالإيزيديين، اعتبره كثيرون مساساً بالقرآن الكريم و"تجاوزاً للخطوط الحمراء". وانتشر مقطع الفيديو على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتنهال التعليقات المهاجمة والمنددة بالموقف.
أمام الغضب المتصاعد، أصدر الدخيل بياناً توضيحياً قال فيه إن ما صدر عنه لم يكن سوى "زلة لسان غير مقصودة"، ناتجة عن الارتجال وحسن النية، مضيفاً "ما جرى لا يعدو أن يكون موقفاً عابراً يجب أن يُفهم في سياقه الصحيح، ولا يقلل من الثوابت أو العقيدة، بل يعزز جوهرها القائم على التسامح والوحدة".
وأضاف المحافظ، أنه يتمسك بعقيدته الإسلامية وثوابتها "غير القابلة للمساومة"، معبراً في الوقت ذاته عن اعتزازه بجميع مكونات نينوى واحترامه لها، ومؤكداً أن الأولوية تبقى في ترسيخ التعايش المشترك وخدمة أبناء المحافظة.
كما ثمّن الدخيل الملاحظات والانتقادات التي وُجهت إليه، واعتبرها "معونة صادقة لتقويم أي خطأ قد يبدر".
الموقف أثار حساسية بالغة بالنظر إلى أن بعض الخطابات الشعبية والسياسية تربط خطأً الديانة الإيزيدية بعبادة الشيطان، وهو ما ينفيه الإيزيديون الذين يؤكدون أن ديانتهم تقوم على التوحيد وأنهم ضحايا سوء الفهم والتمييز التاريخي.
وبينما يرى مراقبون أن اعتذار المحافظ كان يهدف لاحتواء التنوع الديني في نينوى، اعتبره آخرون إهانة غير مسبوقة للنص القرآني، ما جعل الأزمة تتجاوز حدود المحافظة لتتحول إلى قضية رأي عام عراقي.