نهاية ديسمبر.. هل تشعل معركة جديدة بمشاركة تركية في سوريا؟
كتب : محمود الطوخي
الجيش السوري
رغم محاولات الإدارة السورية الانتقالية إلى توحيد ودمج الفصائل المسلحة في المؤسسة العسكرية، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، تبدو الأمور متجهة نحو تصعيد عسكري جديد.
وفي 10 مارس الماضي، وقّعت الحكومة السورية وقسد اتفاقا ينص على دمج الأخيرة في الجيش السوري بحلول نهاية سبتمبر الجاري، غير أن تحركات ميدانية للجيشين التركي والسوري على خطوط التماس مع مناطق سيطرتها ، توحي بالاستعداد لشن عملية عسكرية بحلول نهاية ديسمبر الجاري ما لم تلتزم قسد بتنفيذ الاتفاق.
وخال اليومين الماضيين، نشرت وسائل إعلام تركية مقاطع فيديو تبيّن توجّه أرتال عسكرية إلى منبج شمال شرقي حلب، بالتزامن مع دفع الجيش السوري بتعزيزات إلى دير الزور.
وجاءت التحركات الميدانية الأخيرة، متزامنة مع زيارة رئيس الأركان التركي سلجوق بيرقدار أوغلو ونائبه، إلى العاصمة دمشق، يومي الجمعة والسبت الماضيين، للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الأركان علي نور الدين النعسان.
وخلال تواجده في دمشق، زار بيرقدار أوغلو مركز العمليات المشتركة التركي السوري.
تفيد تقارير بأن الأرتال العسكرية التركية، دخلت إلى سوريا عبر 3 محاور وهي عفرين ورأس العين وشمال حلب، فيما أظهرت لقطات نشرتها وسائل الإعلام التركية القوافل العسكرية وهي تتقدم نحو معبر منبج الحدودي.
وذكرت مصادر تركية، أن قافلة عسكرية تابعة للجيش التركي دخلت إلى حلب عبر معبر البلوط الحدودي، فيما دخلت قافلة أخرى ليل الأحد الاثنين، من معبر العدوانية، مشيرة إلى أن الحشد العسكري تركز في شمال حلب ومحيط منبج.
في الوقت نفسه، دفع الجيش السوري بتعزيزات جديدة إلى دير الزور، بما في ذلك أنظمة مدفعية وطائرات مسيرة.
وفقا للتقارير التركية، تتألف التعزيزات التي تم توجيهها إلى مواقع متفرقة من دير الزور الغربي، بشكل أساسي من عناصر الفرقة 86.
وأوضحت صحيفة "تركيا" المقربة من الحكومة التركية نقلا عن مصادر، أمس الثلاثاء، أنه تم نشر قوات تركية في 3 نقاط مختلفة على طول الحدود، مؤكدة اتخاذ تدابير مشددة في منبج والقامشلي ورأس العين وعين العرب وتل أبيض وطريق حلب اللاذقية الدولي.
وأشارت المصادر، إلى أن الجيش السوري نشر طائرات مراقبة واستطلاع ومسيرات ومعدات تقنية على جبهات دير الزور وسد تشرين والطبقة وحلسة وجسر قرة قوزاق والرقة وعين عيسى.
وأكدت مصادر لم تسمّها الصحيفة التركية، أن الجيش السوري يستعد لشن عملية عسكرية واسعة النطاق مع قرب نهاية الموعد النهائي لإعاد هيكلة قيد، موضحة أنه سيتم نشر 80 ألف جندي و7 فرق.
ونوّهت المصادر، إلى أنه سيتم زيادة أعداد القوات وفقا للأوضاع الميدانية والتطورات، فيما ستوفر المقاتلات والمروحيات والمسيرات باقي الأسلحة في الجيش وتوفر الغطاء الجوي للقوات على الأرض.
وفي حين تخضع لسيطرة الزور لسيطرة "قسد"، وتقودها وحدات "حماية الشعب" التي تعتبرها أنقرة أحد أفرع "حزب العمال الكردستاني" في سوريا، تشير التقارير إلى أن القبائل العربية في المنطقة ستوفر الدعم اللازم للجيش في هذه المنطقة للتخلص من هيمنة قسد.
وصرّح مضر حماد الأسعد، رئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، بأن ما يقرب من 2 ألف مقاتل عربي في قسد سنضمون إلى صفوف الجيش "مع أول رصاصة تُطلق في المنطقة"، وأن قيداة قوات سوريا الديمقراطية تعلم ذلك جيدا.
ونفى الأسعد ادّعاءات قائد "قسد" مظلوم عبدي، بأن لديهم 100 ألف مقاتل، مؤكدا أنه غير صحيح، مشيرا إلى أن "قسد" منعت احتفالات 8 ديسمبر في مناطق نفوذها خوفا من تحولها إلى انتفاضة ضدها.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي في تكيا، أنباء عن إنشاء مستشفيات ميدانية في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد "قسد" ما لم تعلن تنفيذ الاتفاق.
واعتُبرت هذه التحركات عملية تحضيرية من أجل الضغط على "قسد" بموازاة اتصالات دبلوماسية لدفعها إلى حل نفسها والاندماج في الجيش السوري.
رغم ذلك، أصرت مصادر في وزارة الدفاع التركية، على أن التحركات الأخيرة ليست سوى "نشاط روتيني لا أكثر"، وفق صحيفة "جمهوريت".
في مقابل ذلك، كشفت تقارير عن أن وزارة الدفاع السورية أرسلت إلى قسد مقترحا جديدا يوم السبت، يطالبها بالاندماج في الجيش بشكل كامل.
وتصر أنقرة على ضرورة حل قسد بشكل كامل، وكذا خروج المقاتلين الأجانب في صفوفها من سوريا.
من جانبه، قال قائد الشمال في قسد أبو عمر الإدلبي، إنه لم يتم تسجيل أي تطورات تشير إلى وجود خطر على الأرض حتى الآن، معتبرا أن معظم ما تم تداوله ليس سوى حرب إعلامية ومحاولة لبث الرعب، مضيفا "نؤكد أن الواقع الميداني لا يعكس تلك المبالغات"، وفق وسائل إعلام كردية.