تفاصيل اشتباك بين حماس وعشيرة المجايدة بخان يونس.. وإسرائيل تتدخل
كتب : سهر عبد الرحيم
أرشيفية
شهدت منطقة المجايدة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، صباح الجمعة، اشتباكات عنيفة بين عناصر تابعة لحركة حماس، وآخرين من عشيرة المجايدة المعروفة بانتماء غالبيتها لحركة "فتح".
وأسفر الهجوم المفاجئ الذي نفذته قوة تُنسب لوحدة "سهم" التابعة لحماس بمشاركة ما لا يقل عن 250 مسلحًا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين، بينهم مدنيين.
كما قُتِل أحد أبناء عشيرة المجايدة متأثرًا بإصابته بطلق ناري، عقب نقله لتلقي العلاج في مجمع ناصر الطبي.
ومن جانبها، أعلنت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، الجمعة، أنها نفذت عملية أمنية في محافظة خان يونس (جنوب قطاع غزة) استهدفت ما أسماها ب"عصابة المجايدة الإجرامية المسلحة".
وزعمت الأجهزة الأمنية، أنها هاجمت جماعة المجايدة بعدما "ثبت تورطها في سلسلة جرائم خطيرة وخاصة خلال الحرب على قطاع غزة، شملت سرقة المساعدات الإنسانية المخصصة للجوعى والنازحين زادت عن 15 مليون دولار، والمتاجرة بها لشراء السلاح ونشر الفوضى الأمنية، والانخراط في ميليشيات يقودها العميل المطلوب ياسر أبو شباب، فضلاً عن تنفيذ اعتداءات آثمة كثيرة أسفرت آخرها عن قتل اثنين من رجال المقاومة بدم بارد"، بحسب ما نقله المركز الفلسطيني للإعلام.
وبحسب ما أفادت به مصادر لصحيفة "الشرق الأوسط"، تعود جذور القصة إلى قبل حوالي شهرين، حين هاجم عناصر من حماس عددًا من أفراد عشيرة المجايدة في منطقة الكويتي بمواصي خان يونس، ما أدى إلى إصابة أحدهم الذي توفي لاحقًا متأثرًا بجراحه.
وقالت المصادر، إن أفرادًا من العشيرة أقدموا بعد يومين من الحادثة على اختطاف اثنين من عناصر حماس، أحدهما كان يعمل مرافقًا ليحيى السنوار، الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة، وقد تعرض للطعن قبل أن يُفرج عنه وعن الآخر لاحقًا.
وأضافت المصادر، أن أبناء العشيرة اعتدوا أيضًا على عناصر أخرى من حماس، من بينهم أفراد ينشطون في وحدة "سهم" التي شُكلت خلال الأشهر الماضية لملاحقة اللصوص والمتعاونين مع إسرائيل وغيرهم، وتمت مصادرة أسلحتهم ومعداتهم.
وعقب الحادث، طالبت حركة حماس وجهاء عشيرة المجايدة بتسليم القائمين على تلك الأحداث، وكذلك إعادة الأسلحة.
ولكن بعد نحو 3 أسابيع على الحادثة الأولى، شن أفراد من عشيرة المجايدة هجومًا استهدف اثنين من عناصر النخبة في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وقتلوهما بإطلاق النار تجاههما والاستيلاء على أسلحتهما، وفق المصادر ذاتها.
غير أن مصادر أخرى ذكرت لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن العنصرين كانا يخططان لاغتيال بعض أفراد العشيرة، وهو ما لم يتأكد وسط تضارب الروايات حول الواقعة.
من جانبها، رفضت عشيرة المجايدة تسليم أي من أبنائها لحركة حماس، ما أبقى الأجواء مشحونة حتى وقع الهجوم في ساعات الصباح الباكر.
وأسفر الهجوم، الذي نُفذ عبر مداهمة منزلين من قِبل العشرات من مقاتلي حماس، عن مقتل اثنين من أبناء العشيرة المتهمين بقتل عناصر من القسام، فيما كان شقيقهما هو المتسبب في الشرارة الأولى للأحداث. كما قُتل عدد آخر من أفراد العشيرة، في حين سقط أيضًا قتيلان من عناصر حماس، وفق "الشرق الأوسط".
إسرائيل تتدخل
تدخلت الطائرات الإسرائيلية وهاجمت مقاتلي حماس، بعد نحو ساعة من هجوم الحركة على المجايدة، وتبادلت الحركة والعشيرة إطلاق النار.
وتُعرف عشيرة المجايدة بامتلاكها للسلاح، إذ ينتمي عدد كبير من أبنائها إلى حركة "فتح" إضافة إلى تجنيد بعضهم في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وفق ما أفادت الصحيفة ذاتها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، استهداف 20 مقاتلًا في كتائب القسام في هجوم شنه عليها بخان يونس، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
جيش الاحتلال يُقِر رسميًا بتدخله لصالح عائلة المجايدة بخانيونس، واستهدافه عبر الطائرات المسيّرة مجموعة من عناصر أمن المقاومة ما أدى لاستشهاد عددٍ منهم.
— صالح الجعفراوي | Saleh Aljafarawi (@S_Aljafarawi) October 3, 2025
🔴 أمن المقاومة بغزة:
- خلال عملية أمنية لملاحقة متورطين بجرائم قتل وإسناد لمرتزقة الاحتلال في مدينة خان يونس، استهدف الاحتلال… pic.twitter.com/fPmIX5e0i8
وذكرت مصادر في حركة حماس، أن أحد القتلى التابعين لها هو قائد ميداني في كتائب القسام شارك في الهجوم على أفراد العشيرة.
ويُرجح أن عناصر حماس تمكنوا من اعتقال عدد من أبناء عشيرة المجايدة، في حين أقدم أفراد العشيرة على احتجاز عناصر من حماس، وفق "الشرق الأوسط".
وأفادت بعض المصادر، بأنه جرى التوصل إلى اتفاق بوساطة عدد من العشائر وجهات أخرى، قضى بتبادل بعض الجثامين، ويبدو أن التبادل شمل أيضًا عددًا من المحتجزين الأحياء. كما تُبذل جهود حاليًا لمنع تجدد المواجهات، في ظل المخاوف من تدهور الوضع الأمني مع استمرار الحرب الإسرائيلية.