إعلان

مهرجان "ديوالي" الهندي يشعل جدلًا دينيًا وثقافيًا في عُمان.. ما القصة؟

كتب : محمود الطوخي

12:06 ص 29/10/2025

مهرجان ديوالي الهندي

تابعنا على

كتب- محمود الطوخي

على مدار 5 أيام يحتفل الهنود بمهرجان "ديوالي" أو "عيد الأنوار"، وهو مناسبة دينية تاريخية ترمز إلى انتصار النور على الظلام والخير على الشر، وفق المعتقدات الهندوسية، والذي يتزامن مع بداية السنة الهندية الجديدة في ولاية جوجارات في الفترة بين أكتوبر ونوفمبر.

تحتفل الجاليات الهندية حول العالم بالمهرجان الديني، لكن مظاهر الاحتفال في سلطنة عمان أثارت غضبا وجدلا كبيرين، بعد ظهور مجسم لبقرة خلال المهرجان.

الاحتفال الذي نظمه جناح "كيريلا" التابع للنادي الاجتماعي الهندي في سلطنة عمان، وافتتحه رئيس وزراء ولاية كيرالا الهندية بيناراي فيجايان في حديقة العامرات في العاصمة مسقط، اتسم بحضور واسع من قِبل أفراد الجالية الهندية في البلاد.

وشهد الاحتفال بـ"عيد الأنوار" إضاءة المصابيح والشموع، قبل أن تنطلق مسيرة تحمل مجسما لـ"بقرة" أو "ثور"، واللذان يحظيان بمكانة مقدسة لدى أتباع الديانة الهندوسية.

ورغم أن الفعالية الدينية أُقيمت بموافقة السلطات العمانية من أجل تعزيز التنوع الثقافي، إذ جاءت بعد دعوة رسمية من حاكم كيرالا الهندية، فإنها أثارت غضبا واسعا بين المواطنين.

وفي الساعات الاولى من الاحتفالات، تسبب الزحام الشديد في إغلاق الشوارع المحيطة بحديقة العامرات بسبب سوء التنظيم في حالة من الغضب، لكنها سرعان ما تحولت غضب ثقافي وديني مع انتشار صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي للفعالية الدينية.

ومن بين الصور والمقاطع التي تداولها النشطاء العمانيون صورا لمجسم "البقرة"، والتي انتشرت على نطاق واسع تحت مجموعة من الوسوم "هاشتاج" "#حديقة_العامرات" و"#جدل_الفعاليات_ الثقافية" والذي تخطى 50 ألف تغريدة في 48 ساعة فقط.

على منصة "إكس"، انقسمت الآراء بين منتقد ومدافع، إذ عبّر عديد من النشطاء عن صدمتهم مما عدّوه "غزوا ثقافيا"، إذ كتب حساب يُدعى سعود القاسمي: "ما حدث في حديقة العامرات مرفوض قطعاً وليس له أي مبرر . أين احترام النظام والقيم الإسلامية والمجتمع العماني؟ يجب فتح تحقيق ومراجعة تراخيص الفعاليات في الأماكن العامة".

في المقابل، اعتبر آخرون أن الفعالية لم تتخطّ مفهوم "المهرجان" وليست طقوسا دينية، إذ قالت فاطمة بنت ناصر على حسابها: "مهرجان الجالية الهندية برعاية وتنظيم رسمي وبحضور المعنيين وبوجود الشرطة لا يوجد ما يخالف القانون.. هذا مهرجان وليس طقوس تعبدية، بمشاركة فرق الفنون التقليدية العمانية والهندية".

إلى جانب، ذلك اعتبر كثيرون إقامة الفعالية الهندية في حديقة العامرات بمسقط إخلالا برمزيتها، إذ يرى نشطاء أنها نموذج للتوازن العماني حيث تضم قرية تراثية وحرفا تقليدية وأدوات قديمة تعود إلى ما قبل 3 آلاف عام.

لاحقا، علّقت بلدية مسقط في بيان رسمي، على الجدل الذي أُير حول الفعالية لطمأنة جميع الأطراف، مؤكدة أن الفعالية حصلت على كافة التراخيص اللازمة كجزء من برنامج "ليالي مسقط 2025" الذي يهدف إلى تعزيز السياحة.

وشددت البلدية في بيانها، على التزامها الكامل بالحفاظ على الهوية العمانية والقيم الإسلامية للسلطنة، مرحّبة في القوت نفسه بالتنوع الثقافي للجاليات المقيمة داخل البلاد التي تلتزم بالنظام العام.

كذلك، اعترفت البلدية ضمنيا بالمشاكل التي تخللت عملية تنظيم الفعالية، متعهدة بمراجعة آليات التنظيم لتجنب أي إحساس بالإقصاء.

في المقابل، أبدت وزارة السياحة والتراث في عمان دعمها الفعالية، موضحة أن "ليالي مسقط" تسهم في نمو الناتج المحلي بنسبة 5% سنويا، كما تؤدي إلى زيادة عدد زوار السلطنة إلى 20% سنويا.

"ديوالي: تحطيم لقيم الدين"

من جانبه، قال مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، إن "التسامح يجب ألا يخدش أي قيمة من قيم الدين الحنيف فضلا عن كونه تحطيما لقيم الدين كلها؛ لذلك أهيب بجميع المسؤولين في حكومتنا الرشيدة أن يقفوا وقفة صارمة تمنع كل دخيل أن ينفث بيننا سمومه".

وأضاف الخليلي في منشور على حسابه بمنصة "إكس" "نحن هنا في سلطنة عمان في قطر إسلامي عريق وهو جزء من جزيرة العرب التي جعلها الله تعالى حرما للإسلام، لأنها قاعدته التي انطلق منها إلى الآفاق، وعليه: فإن علينا أن نرعى هذه الحرمات وألا نسمح بأي شيء يمس ثوابت الدين فضلا عن كونه يزعزع عقيدة الإسلام من أساسها، ويغرس مبادئ الشرك بالله تعالى".

وأكد الخليلي، استنكاره الشديد "ما حدث في حديقة العامرات من حفل مهرجاني صاخب فيه تقديس للمعبودات التي تعظم من دون الله تعالى".

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان