عضو النضال الشعبي الفلسطيني لمصراوي: لا نعول على ضمان أمريكي لوقف الحرب بل على ضغط عربي
كتب-عبدالله محمود:
وقف إطلاق النار في غزة
قال عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني محمد علوش، إن الأوضاع في غزة تقف على حافة انفجار والتهدئة الحالية تبدو هشة، في ظل الخروقات المتكررة والتحركات الاستطلاعية والضربات المتقطعة التي تشكل تهديداً مباشراً بانزلاق سريع نحو مواجهة جديدة، لافتًا إلى أن عودة الحرب تبقى واردة في أي لحظة إذا استمر التعنت الإسرائيلي وغاب أي إطار فعّال يضمن الالتزامات الإنسانية والسياسية المتفق عليها.
وأكد علوش في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن الردع الحقيقي للاحتلال لا يتحقق بالبيانات الدولية أو الإدانات اللفظية، بل بوحدة الشعب الفلسطيني وقواه، وفعالية الموقف الوطني الموحد ولقد أثبتت إسرائيل قدرتها على تجاوز الضغوط الدولية متى رأت في الحرب مصلحة سياسية أو انتخابية داخلية، ولذلك فإنّ ما يردعها عملياً هو كلفة الحرب الطويلة والمفتوحة التي تفقدها السيطرة على نتائجها، لا التنديد الإعلامي.

وعن إمكانية تدخل عسكري لحماية سكان غزة بعد خرق إسرائيل لإتفاق ترامب للسلام وشن جيش الاحتلال أكثر من 130 غارة جوية داخل غزة، قال علوش أنه لا يتوقع تدخلاً عسكرياً من أيّ دولة موقّعة على اتفاقيات السلام في شرم الشيخ لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأوضح عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أن مواقف الدول الخارجية تتركز حاليا على الدعوات للتهدئة والوساطات وتقديم المساعدات الإنسانية، وعليه فإن الدفاع عن غزة سيبقى مسؤولية وطنية فلسطينية خالصة، داعيًا القوى الوطنية والإقليمية الفلسطينية أن تتضامن سياسياً ودبلوماسياً مع هذه المسؤولية.
وعن الضمانات الأمريكية التي وعدت بها إدارة ترامب لإنهاء الحرب على غزة، أكد علوش أن الولايات المتحدة تظل الطرف الأكثر تأثيراً في مسار الصراع تديره بما يتوافق مع مصالحها، لافتًا إلى أنها تسعى إلى ضبط الإيقاع لا إلى إنهاء المشكلة.
وأضاف: "لا نعول على ضمان أمريكي لوقف دائم للحرب بل على ضغط عربي ودولي حقيقي وموثوق يربط أي تهدئة بأفق سياسي واضح يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة".
وبشأن مطالبات أمريكا وإسرائيل بتسليم حماس سلاحها في المرحلة الثانية من اتفاق ترامب، يرى علوش أن حركة حماس لم تفكك بنيتها القتالية بالكامل وما زالت تحتفظ بقدرات ميدانية وتنظيمية ملموسة وقد تفضل في المرحلة الراهنة الحفاظ على التهدئة لتحسين شروطها، لكنها ليست في موقع التخلي عن موقعها وتدرك أن الاحتلال قد يجرّها إلى مواجهة جديدة.
وتابع عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني: "وتقديرنا أن الموقف الحاسم يجب أن يكون وطنياً جامعاً، يساند تطلعات شعبنا المشروعة ويوازن بين المقاومة المشروعة وحماية المدنيين".
ورفض علوش العودة إلى منطق الصفقات التي تقدم فيها الحقوق الفلسطينية ثمناً لتجميد مؤقت للصراع، قائلاً: "أي ترتيبات تعرض يجب أن تلتزم بالمبادئ الوطنية وخاصة بتنفيذ بنود مبادرة السلام العربية لعام 2002 كحد أدنى ما يعني انسحاب إسرائيلي كامل إلى خطوط الرابع من حزيران 1967، وحل عادل لقضية اللاجئين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".
وذكر علوش "نرصد في السياسات الإقليمية والدولية ميلاً واضحاً إلى إدارة الأزمات بدل حلها واستثمار الصراعات كورقة ضغط، وهذا النهج لا ينتج سلاماً، بل يكرّس حالة اللاحرب واللاسلم التي تبقي المنطقة في دوامة دائمة"، مشددًأ أن الحل العادل والدائم لا يكون بإدارة الصراع بل بإنهائه من جذوره، عبر عملية سياسية حقيقية تضع إنهاء الاحتلال في مركزها.
ودعا الدول العربية والمجتمع الدولي بتحويل بيانات التضامن إلى إجراءات عملية ملموسة كضغط دبلوماسي مستمر، ومقاطعة لخطوات الاحتلال الأحادية، ودعم للتحركات الفلسطينية في المحافل الدولية لإلزام إسرائيل بالتزاماتها القانونية والانسانية.
وتابع "كما نؤكد أن أي تطبيع أو علاقة عادية مع الاحتلال يجب أن تكون مشروطة بتنفيذ فعلي وواضح لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
ولتفادي كارثة إنسانية جديدة، قال أنه يجب أن تكون هناك موقف فلسطيني موحد تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، إلى جانب موقف عربي ودولي فاعل يربط أي تهدئة بأفق سياسي واضح لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.