اشتباكات مسلحة بين حماس وعائلات مسلحة.. ماذا حدث في غزة أمس؟ (فيديو)
كتب : أسماء البتاكوشي
حركة حماس
شهدت مدينة غزة، أمس الأحد، تطورات أمنية وميدانية متسارعة تمثلت في اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت في حي الصبرة جنوب المدينة بين عناصر من حركة حماس وأفراد من عشيرة دغمش، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وعدد من الجرحى، وفق ما أفادت به مصادر فلسطينية.
وقالت المصادر إن الاشتباكات، التي استمرت لأكثر من 5 ساعات متواصلة، جاءت على خلفية اتهامات وجهتها الحركة لعناصر من عشيرة دغمش بـ"التعاون مع إسرائيل والسطو على شاحنات المساعدات الإنسانية"، وهي اتهامات نفتها العشيرة بشدة.
منذ ظهر اليوم، قامت عناصر تابعة لوحدة «السهم» الخاصة بحماس بالهجوم على عائلة دغمش بسبب خلاف حل في المستشفى الأردني في حي الصبرة، نتج عنه إطلاق نار سبب «جروح مهلكة».
— ArabOSINT (@Arabosint) October 12, 2025
المزيد عن الحادثة من الناشط حمزة المصري :https://t.co/IaR4y80Jjy pic.twitter.com/wbgwIEWrSw
وأعلن مستشفى المعمداني في مدينة غزة وصول جثمان الصحافي والناشط الإعلامي صالح الجعفراوي، الذي استشهد متأثرًا بإصابته بعدة رصاصات أثناء تغطيته الاشتباكات في الحي.
كما ذكرت تقارير فلسطينية أن من بين المصابين نعيم نعيم، نجل القيادي في حركة حماس باسم نعيم، وأن حالته الصحية وُصفت بـ"الحرجة".
من جهته، قال مصدر أمني في حماس إن أجهزة الشرطة والأمن الداخلي بدأت خطة ميدانية لمعالجة حالة الانفلات الأمني وضبط الخارجين عن القانون في حي الصبرة، مضيفًا أن العملية تهدف إلى إعادة السيطرة الكاملة على المنطقة واستعادة النظام بعد أيام من التوتر.
وفي السياق نفسه، نقلت قناة الجزيرة عن مصادر أمنية أن الأجهزة الأمنية في غزة تمكنت من السيطرة الكاملة على الجماعات المسلحة التي كانت تنشط في المدينة، وبدأت عملية تمشيط شاملة للمنطقة.
وأكدت تلك المصادر مقتل عدد من المتهمين بإعدام نازحين والتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي خلال اشتباكات الساعات الماضية، إضافة إلى اعتقال نحو 60 عنصرًا من الجماعات المسلحة ونقلهم إلى مواقع آمنة لاستكمال التحقيق معهم.
وفي وقت سابق من مساء الأحد، أفاد مصدر قيادي في وزارة الداخلية بغزة بأن اشتباكات وقعت في المدينة مع "جماعات مسلحة تابعة للاحتلال"، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن تفرض حالياً حصاراً على هذه الميليشيا داخل المدينة.
🚨عاجل غزة :
— أحداث الشرق الأوسط (@MiddleEast_ev) October 12, 2025
قوات الأمن الخاصة التابعة لحماس تعلن السيطرة الكاملة على كل المناطق التي حدثت فيها اشتباكات وتعتقل 60 شخصاً من عائلة دغمش التي قتلت 27 شخصاً منهم الصحفي #صالح_الجعفراوي هذا اليوم. pic.twitter.com/oHvfThGd40
وأضاف المصدر أن العناصر المسلحة قتلوا نازحين أثناء عودتهم من جنوب القطاع إلى مدينة غزة، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية "تحاصرهم وتتخذ إجراءات لضبطهم ومحاسبتهم.
وأوضح أن الوزارة مصممة على فرض النظام ومحاسبة المتورطين في القتل والانفلات الأمني.
وفي بيان رسمي صدر مساء الأحد، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة أنها باشرت تنفيذ إجراءات أمنية ومجتمعية جديدة تهدف إلى استعادة الأمن والاستقرار في القطاع بعد دخول قرار وقف الحرب حيز التنفيذ.
وأوضحت الوزارة في بيانها أنها فتحت باب التوبة والعفو العام أمام كل من انضم إلى العصابات المسلحة خلال الفترة الماضية ولم يتورط في جرائم قتل، مشيرة إلى أن أمام هؤلاء مهلة أسبوع واحد لتسليم أنفسهم تبدأ من صباح الاثنين وحتى نهاية الأحد 19 أكتوبر 2025، وذلك لتسوية أوضاعهم القانونية والأمنية وإغلاق ملفاتهم بشكل نهائي.
وأضاف البيان أن الخطوة تأتي في إطار قيم العدالة والمسؤولية الوطنية وحرص الوزارة على وحدة الصف الداخلي وتعزيز الجبهة الداخلية، مؤكداً أن بعض العصابات استغلت حالة الفوضى التي سادت خلال الحرب لارتكاب أعمال خارجة عن القانون، شملت التعدي على الممتلكات والسطو على المساعدات الإنسانية.
وشددت الوزارة على أن العفو العام لا يشمل من تورطوا في القتل أو الجرائم بحق المواطنين، محذّرة في الوقت نفسه من أن كل من يرفض تسليم نفسه أو يصر على خرق القانون سيواجه إجراءات صارمة وفق أحكام القانون، مؤكدة أن الأمن العام وحقوق المواطنين خط أحمر لن يُسمح بالمساس بهما.
وجاءت هذه التطورات في غزة عشية قمة دولية تستضيفها مصر برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمقررة أن تُبحث خلالها خطة من 20 نقطة لإنهاء الحرب في غزة.
وتنص الخطة التي وضعها ترامب على الإفراج عن 47 أسيرًا ما زالوا في غزة من أصل 251 تم أسرهم في هجوم السابع من أكتوبر 2023، بينهم نحو 20 يُعتقد أنهم أحياء، إلى جانب استعادة رفات رهينة أُسر عام 2014.
وفي المقابل، تنص الخطة على أن تُفرج إسرائيل عن 250 أسيراً محكوماً بالسجن المؤبد، و1700 معتقل من سكان غزة تم احتجازهم منذ اندلاع الحرب.