إعلان

زيلينسكي: روسيا تشنّ هجوما في الشرق الأوكراني

11:49 ص الثلاثاء 19 أبريل 2022

فولوديمير زيلينسكي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كييف-(ا ف ب):

أطلقت روسيا هجوما واسع النطاق في شرق أوكرانيا، وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فاتحة جبهة قتال جديدة في غزوها لأوكرانيا بعدما فشلت في الاستيلاء على العاصمة كييف.

وفي الأسابيع الأخيرة، توجّه تركيز الحملة العسكرية الروسية على منطقة دونباس الشرقية الخاضعة جزئيا منذ 2014 لسيطرة القوّات الانفصالية الموالية لروسيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة عبر تلغرام "يمكننا أن نؤكّد الآن أنّ القوات الروسية بدأت معركة السيطرة على دونباس التي كانت تستعدّ لها منذ وقت طويل. قسم كبير جداً من الجيش الروسي مكرّس حالياً لهذا الهجوم".

وتابع زيلينسكي "بغضّ النظر عن عدد الجنود الروس الذين تم إحضارهم إلى هنا، سنقاتل وسندافع عن أنفسنا"، بعدما حذّر الأحد من أن الروس يريدون "الانتهاء من دونباس وتدميرها".

وبحسب مسؤول أمريكي رفيع في وزارة الدفاع، عزّزت روسية انتشارها العسكري في شرق أوكرانيا وجنوبها بـ"11 كتيبة"، رافعة إلى 76 مجموع الكتائب التي تقاتل في البلد.

واعتبر أندري ييرماك الذي يرأس مكتب الرئيس زيلينسكي أنه بات من الواضح أن "المرحلة الثانية من الحرب بدأت". وصرّح عبر تلغرام "ثقوا بالقوّات المسلّحة الأوكرانية".

- "إنه الجحيم" -

وأكّد الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك سيرغي غايداي عبر فيسبوك أنّ الهجوم الروسي على شرق أوكرانيا "بدأ".

وقال الحاكم "إنّه الجحيم. الهجوم الذي يُحكى عنه منذ أسابيع بدأ"، مضيفاً "تدور معارك في روبيجني وبوبسانا، ومعارك مستمرّة في مدن مسالمة أخرى"، وأقر بأن مدينة كريمينا "أصبحت للأسف" تحت سيطرة الروس.

وتقع هذه المدينة التي كانت تعد قبل الحرب 18 ألف نسمة، على بعد نحو خمسين كيلومترا إلى شمال شرق كراماتورسك، كبرى مدن الجزء الخاضع للسلطات الأوكرانية في دونباس.

وأعلن غايداي عبر تليجرام مقتل أربعة مدنيين على الأقل في كريمينا، وهم يحاولون الفرار.

لكن مستشار الرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش أكد أن "المحتلين الروس لم يتمكنوا بعد من غزو كريمينا" مشيرا إلى "حرب شوارع عنيفة" تشهدها المدينة.

وقبيل ذلك كان غايداي حضّ المدنيين على إخلاء منطقة لوغانسك. وكتب على فيسبوك "هذا الأسبوع سيكون صعبا. قد تكون هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذكم" عبر مغادرة مناطق القتال.

وطالبت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك موكسو بفتح ممرّات إنسانية في بيرديانسك وماريوبول، وخصوصا في مجمّع صناعة الصلب "آزوفستال" حيث يحتمي مقاتلون، فضلا عن "الكثير من المدنيين" الأوكرانيين.

وقالت عبر تلغرام "رفضكم فتح ممرّات إنسانية سيشكّل في المستقبل أحد العناصر التي ستستخدم لملاحقة كلّ الضالعين في جرائم حرب أمام القضاء".

والثلاثاء، أعلنت أن أنه لن يكون من الممكن تنظيم أي عمليات إجلاء للمدنيين في أوكرانيا لليوم الثالث على التوالي، لعدم وجود اتفاق مع الجانب الروسي.

وأكّد المجلس البلدي في ماريوبول صباح الثلاثاء أن مجمّع "آزوفستال" تعرّض للقصف، مشيرا عبر تلغرام إلى أن "ألف مدني على الأقلّ، أغلبهم من النساء والأطفال والكبار في السنّ، يحتمون في الملاجئ الأرضية" للمركز.

وتسعى روسيا للسيطرة على ماريوبول التي تجاهل الاحد المدافعون عنها مهلة حدّدتها موسكو لهم لإلقاء السلاح ومغادرتها، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال.

وسيشكل استيلاء روسيا على هذه المدينة انتصارا مهما لأنه سيسمح لها بتعزيز مكاسبها في المنطقة الساحلية المطلة على بحر آزوف من خلال ربط منطقة دونباس التي يسيطر موالون لها على جزء منها، بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.

- معارك على كلّ الجبهات -

وحذّر الجيش الأوكراني مساء الاثنين من الخطر المتزايد لقصف منطقة ميكولاييف (الجنوب).

وقالت الثلاثاء هيئة الأركان الأوكرانية إن "العدوّ يواصل نقل الأسلحة والتجهيزات العسكرية نحو أوكرانيا من وسط جمهورية روسيا الاتحادية وشرقها".

ونُقلت مجموعات من صواريخ الدفاع الجوّي "تور" إلى منطقة خاركيف (الشمال الشرقي)، فضلا عن نشر نظامي الدفاع الجوّي "اس-400" و"اس-300" في منطقة بلغورود الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، وفق المصدر عينه.

وفي منطقتي دونيتسك ولوغانسك، دمّرت القوّات الروسية 10 دبّابات و18 مدرّعة أخرى و8 مركبات ونظام مدفعية ومدفع هاون.

وأسفر قصف روسي على مدينة خاركيف الكبيرة في شمال شرق أوكرانيا عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل الإثنين.

وفي الغرب، أودى القصف الروسي الاثنين بحياة سبعة أشخاص وأدّى إلى إصابة "11 شخصا، من بينهم طفل"، وفق السلطات المحلية.

وأكّد الجيش الروسي الإثنين أنّه دمّر بواسطة "صواريخ عالية الدقّة" بالقرب من مدينة لفيف مخزناً كبيراً لأسلحة أجنبية سُلّمت مؤخّراً إلى السلطات الأوكرانية.

وتحوّلت لفيف القريبة من الحدود البولندية إلى "ملجأ" للمهجّرين داخل البلد ومركز للعديد من السفارات الغربية.

وكشف الجيش الروسي أنه وضع خارج الخدمة يوم الاثنين وحده 16 موقعا عسكريا أوكرانيا يضمّ خصوصا ذخائر وصواريخ تكتيكية من طراز "توتشكا-يو". وتكتسي هذه الأسلحة أهمية كبرى لكلّ من أوكرانيا وروسيا.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت لاثنين أن أولى حمولات حزمة المساعدة العسكرية الجديدة المقدّمة إلى أوكرانيا (بقيمة 800 مليون دولار) وصلت الأمس إلى تخوم البلد لتسلّم للجيش الأوكراني.

- تكريم لواء متّهم بارتكاب فظائع -

وفي موسكو، كرّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين عناصر لواء تتّهمه أوكرانيا بالضلوع في الفظائع التي ارتُكبت في بوتشا بضواحي كييف.

وقال الكرملين إنّ بوتين وقّع مرسوماً منح بموجبه "لقب +الحارس+ الفخري" للواء البنادق الآلية الرابع والستين بسبب "بطولة وصلابة وتصميم وشجاعة" عناصره.

واتّهمت أوكرانيا الجيش الروسي ولا سيّما اللواء 64 بارتكاب مذبحة بحقّ مدنيين في بوتشا، تم اكتشافها بعد انسحاب القوات الروسية من محيط العاصمة في 30 مارس.

دبلوماسيا، أعرب الرئيس الأوكراني الإثنين عن أمله في أن تحصل بلاده "في الأسابيع المقبلة" على وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، شاكراً بروكسل على سرعة الإجراء.

ويشارك الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء في اجتماع افتراضي مخّصص للهجوم الروسي على أوكرانيا سيتطرّق خلاله "مع حلفاء وشركاء" لم تكشف أسماؤهم إلى "الدعم المتواصل لأوكرانيا والجهود الرامية إلى ضمان مساءلة روسيا"، بحسب ما أفاد مسؤول في البيت الأبيض وكالة فرانس برس.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: