إعلان

أكبر تظاهرات منذ 33 عاما.. قيود كورونا تفجر حدثا نادرا في الصين

11:04 م الإثنين 28 نوفمبر 2022

احتجاجات الصين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - سلمى سمير:

فجرت قيود كورونا المفروضة على الصين، بسبب تفشي الوباء بقوة، في تظاهرات هي الأولى من نوعها منذ 33 عاما في البلاد.

وتحرص الصين على تطبيق سياسية "صفر كوفيد"، التي اعتمدتها منذ بداية ظهور الوباء في مدينة يوهان، والتي حققت نجاحا في تحجيم تفشي الفيروس، ولكنها قابلت انتقادات عدة من الداخل والخارج.

وكثفت قوات الأمن الصينية، اليوم تواجدها بعدة مناطق للتظاهرات تحسباً لمزيد من المواجهات مع عدم تراجع المتظاهرين مع قمع الشرطة لهم.

وأثار حريق أسفر عن مقتل عشرة أشخاص يوم الخميس في مبنى شاهق في أورومتشي، عاصمة منطقة شينجيانج، غضبا عاما واسع النطاق واشتعلت الاحتجاجات في شنجهاي في ساعة مبكرة من صباح الأحد، في الوقت الذي تكهن فيه العديد من مستخدمي الإنترنت أن السكان لم يتمكنوا من الهروب في الوقت المناسب لأن المبنى كان مغلقا جزئيا وهو ما نفاه المسؤولون.

على الرغم من تواجد القوات الصينية منذ اندلاع الاحتجاجات في الأيام الماضية، لكنها كثفت تواجدها مع إصرار المتظاهرين على رفع القيود المفروضة منذ اندلاع فيروس كورونا عام 2020.

وغلب على التظاهرات طابع خاص فلم تقتصر على المطالبة بتخفيف القيود بل امتدت لتصل للمطالبة برحيل الرئيس الصيني شي جينجبينج، والحزب الشيوعي، قائلة "تنحي شي شين بينج تنحى الحزب الشيوعي"، مما يعيد في ذاكرة الحكومة الصينية أحداث قديمة ترغب في محوها من ذاكرة الشعب الصيني.

ولم تتأن قوات الأمن الصينية في مواجهة المظاهرات حيث تم اقتياد العديد من المتظاهرين إلى مقر الشرطة، بعد ترديد الهتافات المنددة بالإجراءات المتبعة، في تحد واضح للقبضة الشديدة لسياسات الحزب الشيوعي الصيني.

حدث نادر

ذكرت صحيفة "نيكي" اليابانية، أن التظاهرات الحالية، هي الأكبر منذ 33 عاما، عندما خرج الصينيون في تظاهرات في ساحة تيانامين.

ودفعت التظاهرات قادة العالم والأمم المتحدة للتعليق. ودعت الأمم المتحدة لاحترام الحق في الاحتجاج السلمي.

قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، اليوم، إنه لا ينبغي احتجاز الأشخاص لمجرد التظاهر، داعياً السلطات للرد على الاحتجاجات بما يتماشى مع القوانين والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، مشيراً بعدم جواز اعتقال أي شخص تعسفياً بسبب رأيه.

ودعمت واشنطن، الاحتجاجات في المدن الصينية، حيث قال المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي، اليوم إن بلاده تؤيد حق الصين في الاحتجاج السلمي، ملمحاً إلى اعتقاده في صعوبة قدرة الصين في التعايش مع سياستها الحالية المتمثلة في "صفر كوفيد".

بينما ألمح وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، لندرة حدوث مظاهرات في الصين مشيراً لضرورة تنبه العالم والحكومة الصينية.

وفي إشارة لاحتجاز صحفي بي بي سي وصحفي آخر من محطة آر تي إس السويسرية، أثناء تغطية المظاهرات، ندد اتحاد الإذاعات الأوروبية، في بيان "بأعمال الترهيب والعدوان الموجهة ضد الصحفيين"

وجاء رد الحكومة الصينية على التظاهرات بارتباط قوى أجنبية بإشعال التظاهرات في البلاد، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في مؤتمر صحفي اليوم، "إن القوات ذات الدوافع الخفية تربط حريق أورومتشي بإجراءات صفر كوفيد"، وفق ذا جارديان.

ليست الأولى

وتعيد الاحتجاجات لذاكرة الحكومة الصينية مخاوف قديمة، وهي تظاهرات ساحة تيانامين، التي خرج فيها المحتجون بتظاهرات عارمة في ميدان السماء، في العاصمة الصينية بكين، عام 1989، ضد النظام الشيوعي، بسبب بعض الإجراءات المتبعة أهمها توسع عمل الشركات والاستثمار الأجنبي في البلاد، مع أمل الزعيم الصيني حينها دينج شياو في تحسين الاقتصاد الصيني، الأمر الذي جلب معه حينها بعض الفساد واجهته البلاد، حتى خرجت المظاهرات الطلابية، في الجامعات تطالب بالمزيد من الحرية السياسية، وفق بي بي سي.

وكانت البداية التي أججت تلك التظاهرات، وفاة كبير المعارضين للحزب الشيوعي، هو ياوبانج، والذي شيع جنازته عشرات الآلاف، منددين بالرقابة المشددة، والتي خرجوا بعدها حتى وصلوا إلى مليون شخص، وتجمعوا في ساحة تيانامين، ورددوا هتافات طالبت بمزيد من الحرية، لكن رد الحزب الشيوعي لم يكن هيناً ففي البداية لم يخطو أي خطوة تجاه المتظاهرين، مع انقسام الآراء في الحزب بين من أيدوا التأني، وبين المتشددين الذين أيدوا قمع الاحتجاجات وانتصر الرأي الثاني، حيث فُرضت الأحكام العسكرية في البلاد وأطُلقت النار على المتظاهرين في يونيو، واعتقل العديد منهم بغاية فض المظاهرات والحفاظ على الأمن العام.

وأسفر فض مظاهرات ساحة تيانامين، عن مقتل 200 متظاهر، وعشرات من رجال الأمن، لكن البعض ذهب أن عدد ضحايا التظاهرات غير معروف، ففي وثيقة بريطانية كشفت عنها عام 2017، قالت إن السفير البريطاني في الصين حينها قدر عدد القتلى بنحو 10 آلاف شخص، وفق بي بي سي.

ورغم هذا لا يعلم الكثيرين من الجيل الصاعد في الصين ما حدث، مع امتلاك بكين محرك بحث خاص بها تراقب من خلاله كل ما ينشر، وتحذف كل ما يتعلق بأحداث ساحة تيانامين.

فيديو قد يعجبك: