إعلان

بعد حرب الـ20 عامًا.. هل تتعاون واشنطن وطالبان في مواجهة داعش؟

10:49 م الثلاثاء 31 أغسطس 2021

انسحاب القوات الأمريكية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتب- محمد صفوت:

انتهت الحرب الأمريكية في أفغانستان بعد 20 عامًا تاركة إرثًا ثقيلاً على كاهل حركة طالبان التي كانت أحد أسباب الغزو قبل عقدين من الزمان، واستعادت سيطرتها على البلاد وسط قلق دولي من أن تصبح أفغانستان ملجأ للإرهاب لاسيما تنظيم داعش خرسان، الذي نفذ هجومًا داميًا الخميس الماضي أسفر عن مقتل 13 جندي أمريكي، وأحبطت القوات الأمريكية هجومًا السبت الماضي، كما شن هجومًا بالصواريخ على المطار أمس.

تصاعد التهديد من تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يختلف مع طالبان في العقيدة والاستراتيجية، ويكن "داعش" عداءً شديدًا تجاه طالبان الحكام الجدد للبلاد، ولم يهنئها بسيطرتها على أفغانستان، كما أصدر العديد من البيانات والإصدارات المرئية عبر وسائل إعلامه يصف الحركة بـ"المرتدة" و"الكافرة"، ويرى أنها تراجعت عن القضية الجهادية.
يشار إلى أن "داعش خراسان" أصدر فيديو دعائي، بعنوان "على أبواب المعارك الملحمية" في 24 مارس 2017، وصف فيه هبة الله أخوند زاده زعيم الحركة بـ"طاغية طالبان"، وفقًا لـ"بي بي سي".

نشرت "سي إن إن" قبل أيام حوارًا مع أحد قادة داعش خرسان، الذي اتهم طالبان بالابتعاد عن الشريعة، وتنفيذ خطط الغرب، معلنًا عن أن تنظيمه يستعد لشن هجمات جديدة ضد طالبان بعد الانسحاب الأمريكي من البلاد.
بدورها نددت طالبان بالهجمات التي نفذها "داعش" خلال الأيام الماضية، وأعلنت أنها ستتولى أمر التنظيم "إذا أثار حالة حرب وواصل عمليات" مؤكدًا أن دورها إحلال السلام في البلاد.

عقب هجوم الخميس، شنت الطائرات الأمريكية غارة استهدفت قياديين في "داعش" وتوعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتوجيه المزيد من الضربات للتنظيم الإرهابي في أفغانستان، مشيرًا إلى أنه ليس الهجوم الأخير. وكان التحالف الدولي لهزيمة داعش الذي تقوده واشنطن، تعهد الاثنين بمواصلة القتال ضد التنظيم الإرهابي خاصة في أفغانستان.
هل تتعاون واشنطن مع طالبان لدحر داعش؟
في ظل التهديد الحالي والخوف من تحول افغانستان نقطة لانطلاق العمليات الإرهابية، صرح بايدن وفقًا لـ"بلومبرج"، بأن مصلحة طالبان ألا يعود داعش في أفغانستان، مشددًا على أنها ليست مسألة ثقة لكنها مصلحة مشتركة. وشدد على قدرة بلاده على محاربة الإرهاب دون وجود القوات الأمريكية في أفغانستان.
بعد ساعات من انسحاب آخر الجنود الأمريكيون، صرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، أن "نريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعالم، ونرحب بعلاقات دبلوماسية جيدة معهم جميعاً".

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن قائد القيادة المركزية الأمريكية كينيث ماكينزي جونيور، قوله، إن القوات الأمريكية تعمل مع طالبان منذ منتصف أغسطس، موضحًا أن طالبان سمحت بمرور الأمريكيين عبر نقاط التفتيش إلى المطار تمهيدًا لعمليات الإجلاء، وأن التعاون تطور إلى جهد متبادل لتحييد أي هجمات إرهابية محتملة.
في أول خطاب لبايدن بعد الانسحاب الثلاثاء، دافع عن قراره بالخروج من أفغانستان، لكنه أكد على مواصلة العمل على مكافحة الإرهاب هناك، موجهًا رسالة إلى تنظيم "داعش" بقوله: "لم نفرغ منكم بعد". وتوعد بايدن، التنظيم الإرهابي بالرد، موضحًا أن التهديد الإرهابي لازال قائمًا في أفغانستان، لكن أسلوبه تغير مما يستدعي تغييرًا في الاستراتيجية الأمريكية.

وأشار إلى أن حقبة التدخلات العسكرية الكبرى انتهت، وأن على طالبان الوفاء بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها أمام العالم.
بعد إتمام الانسحاب، لخص وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الخطوات المقبلة في أفغانستان، قائلاً: "تعليق التواجد الدبلوماسي في كابول ونقله إلى الدوحة، مضيفًا أن أي تعاون مع طالبان ستحكمه المصالح الوطنية الأمريكية في المقام الأول.
وأشار بلينكن، إلى احتمالية العمل مع طالبان في المجالات ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الهادفة إلى جعل المنطقة أكثر استقرارًا، لكنه أوضح أن تلك الشراكة ستنجح في حال وفاء طالبان بوعودها.

في 27 أغسطس، نشرت "بلومبرج" تقريرًا يوضح معضلة طالبان في التعاون مع واشنطن في حربها ضد داعش، إذ أن الحركة تخشى من تحول عناصرها إلى التنظيم الإرهابي في ظل عدم وجود ما تقوله عن تضحياتها لـ"طرد الغزاة الأمريكيين" خلال العقدين الماضيين.
يشار إلى أن تنظيم داعش خرسان، الذي ظهر لأول مرة في أواخر 2014، خاض معارك ضد طالبان والقوات الأمريكية خلال السنوات الماضية، وانضم إليه عناصر من طالبان، بحسب "سي إن إن".

في مارس 2020، بعد توقيع الاتفاق بين الحركة وواشنطن تمهيدًا للانسحاب، صرح ماكنزي، أمام لجنة مجلس النواب الأمريكي، بأن طالبان "تلقت دعمًا محدودًا" من القوات الأمريكية، في معارك ضد تنظيم "داعش". اعتبر مراقبون أن تصريحات ماكنزي، تُعد إشارة استخباراتية للتعاون المحتمل مع طالبان، بعد الانسحاب الأمريكي.
في نفس العام كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن تعاون أمريكي مع طالبان بتوفير غطاء جوي في معارك خاضتها الحركة ضد داعش خرسان في معاقله.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان