إعلان

جو بايدن والتحديات الكبيرة التي تنتظره في الشرق الأوسط

04:11 م السبت 23 يناير 2021

استنكرت جماعة الحوثي اليمنية قرار إدارة ترامب تصني

واشنطن- (بي بي سي):

"يا معشر الناس، لقد حان وقت الاختبار"، هكذا قال جو بايدن الرئيس الأمريكي الجديد في خطاب تنصيبه يوم الأربعاء قبل أن يسرد الاختبارات التي تواجهها البلاد ويختتم بـ "دور أمريكا في العالم".

وبعض أصعب الأسئلة في هذا الاختبار تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.

ويهيمن على فريق جو بايدن أياد قديمة من إدارة أوباما تعود إلى المنطقة بتوجهات جديدة لإعادة النظر في القضايا القديمة.

وتنطوي أكبر تحدياتهم على سياسات ساعدوا بشكل شخصي في صياغتها، في مناطق باتت أسوأ بكثير مما سبق، لكن يرى البعض فرصا في ذلك.

وتقول كيم غطاس، الزميلة غير المقيمة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومؤلفة كتاب "الموجة السوداء" عن التنافس السعودي الإيراني: "لقد تعلموا مما حدث من أخطاء في نهج إدارة أوباما تجاه الشرق الأوسط، قد يأخذون الأمور في اتجاه مختلف لأنهم تعلموا من الأخطاء، ولأن المنطقة اليوم هي مختلفة للغاية".

وعلى رأس الملفات الخارجية التي تنتظر الإدارة الجديدة موضوع إيران، فقد انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرمته القوى العالمية عام 2015 وفرضت سلسلة عقوبات مدمرة خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

كما أن هناك أيضا الحرب المدمرة في اليمن، والتي أيدها أوباما في البداية، جزئيا لتهدئة الغضب السعودي بشأن الاتفاق مع عدوتها اللدودة إيران.

وكانت ولاية الرئيس ترامب قد بدأت بالاختيار غير التقليدي للرياض كأول محطة في جولته الخارجية الأولى في مايو من عام 2017 حيث وقع صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار ، وهي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة.

لقد أطلق ترامب سياسة الشرق الأوسط التي ارتكزتعلى الدعم الراسخ للمملكة وممارسة "الضغط لأقصى" على إيران، ومهد ذلك الطريق لظهور محور جديد يضم الدول العربية في الخليج وإسرائيل.

ويقول حسن حسن، رئيس تحرير مجلة نيولاينز، وهي مطبوعة جديدة تركز على المنطقة: "إن الدبلوماسية النشطة من قبل بعض الأيدي القديمة التي خدمت في عهد أوباما قد تكون ما تحتاجه المنطقة".

وأضاف قائلا: "اعتقدت الدول العربية أن بإمكانها إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة في غياب القيادة الأمريكية، ولكن بعد نصف عقد من المحاولة أدركوا مؤخرا محدودية خياراتهم في أماكن مثل ليبيا واليمن وإيران وحتى ضد جار صغير مثل دولة قطر".

ويعد التركيز على إعادة التواصل مع الحلفاء التقليديين القدامى بالفعل على رأس نقاط الحديث للفريق الجديد.

وتعهد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي الجديد، خلال جلسة إقرار مجلس الشيوخ تعيينه في المنصب الجديد بأنه "من المهم للغاية التواصل مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة بما في ذلك إسرائيل ودول الخليج"، وقد استمرت تلك الجلسة أكثر من 4 ساعات وركزت غالبا على إيران.

وشدد بلينكن، وهو أحد كبار مساعدي بايدن وأوباما منذ فترة طويلة، على أن اتفاقية جديدة يمكن أن تتتعامل مع "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار" في المنطقة بالإضافة إلى تطويرها للصواريخ الباليستية، وهما مصدار قلق إضافي للعديد من العواصم الغربية أيضا.

ومع ذلك، لن يرغب فريق بايدن في التخلي عن اتفاقية عام 2015 التي تعتبر قصة نجاح نادرة للدبلوماسية المتعددة الأطراف.

وتقول إيلي غيرانمايه، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "إذا نظرت إلى المعينين من قبل بايدن للسياسة الخارجية ونزع السلاح النووي ومناصب الخزانة فالكثير منهم كان لهم دور مباشر في المحادثات النووية أو تنفيذ الاتفاقية".

وشددت على أنه "يبدو أن معسكر بايدن والقادة الإيرانيين يشتركون في شيء واحد وهو الحاجة إلى إعادة جميع الأطراف إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي، وسيحتاجون إلى التحرك بسرعة لمناقشة كيفية ترتيب ذلك".

كما أن تعيين مبعوث خاص للولايات المتحدة لهذا الملف أمر مطروح أيضا.

ودأبت طهران، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاقية، على التراجع ببطء عن التزاماتها فيما يتعلق بالقيود على برنامجها النووي.

وقد أدى إعلانها الأخير عن استئناف تخصيب اليورانيوم إلى درجة 20 في المئة، وهو ما يتجاوز الحدود المنصوص عليها في الاتفاق، إلى تصعيد التوترات مع الولايات المتحدة وكذلك القوى الأوروبية.

وقد أكد القادة الإيرانيون مرارا أنهم سيعودون إلى التزاماتهم بموجب الاتفاق بمجرد أن تفعل الولايات المتحدة الشيء نفسه، لكن تقلبات السنوات الأربع الماضية عززت الشكوك في الداخل الإيراني بشأن التعامل مع الغرب.

وستواجه الإدارة الأمريكية الجديدة محاسبة في الداخل أيضا حيث أبدى الكونجرس الأمريكي المنتخب حديثا، وبه العديد من المخضرمين في السياسة الخارجية، رغبته في لعب دور أكبر في السياسة الخارجية ويشمل ذلك كل ملفات الشرق الأوسط وعلى رأسها أي اتفاق مع إيران وتحقيق السلام العربي الإسرائيلي.

مقاربات الإدارة الجديدة لملفات المنطقة ستكون مبنية على ما تحقق حتى الآن، فهناك ترحيب باتفاقات السلام التي توصل إليها فريق ترامب، وهي الاتفاقات التي تم بموجبها إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين عدة دول عربية وإسرائيل.

وتحوي قائمة اهتمامات الإدارة الجديدة أيضا الأعمال غير المنتهية والأزمات التي لا تنتهي في العراق وسوريا وتحقيق السلام الإسرائيلي الفلسطيني والتحديات الجديدة في لبنان، والتهديد الدائم للقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، فالقائمة طويلة بالنسبة لإدارة لديها ما يكفي من حرائق في الداخل.

وتقول كيم غطاس: "أعتقد أن هناك بالتأكيد فرصة يمكن اقتناصها، سيكون الأمر صعبا للغاية، لكن هناك فرصة سانحة لإعادة التفكير في دور أمريكا في العالم وإعادة التفكير في الشرق الأوسط".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: