إعلان

مهرجان المصالحة في غزة.. هل يكون بداية لتحقيق الأمل الفلسطيني؟

11:59 ص الأحد 26 يوليو 2020

اللواء جبريل الرجوب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد إبراهيم:

تداولت تقارير فلسطينية وعربية مؤخرا أنباء عقد المهرجان السياسي قريبا في غزة بين حركتي فتح وحماس في غزة، وهو المهرجان الذي أعربت بعض من القوى السياسية عن أملها في أن يكون بداية للمصالحة بين الفصيلين السياسيين، فيما أعربت قوى أخرى عن توجسها من آلية تنظيمه ووجهت في هذا الإطار انتقادات إلى القائمين عليه.

وتشي صحيفة ميدل إيست الدولية، وهي نموذج للصحف التي اهتمت بهذا المهرجان، إلى توجيه أعضاء اللجنة المركزية انتقادات لما يجريه اللواء جبريل الرجوب نائب رئيس حركة فتح الآن من محاولات للمصالحة مع حركة حماس، مؤكدين أن القائمين الآن على هذا المهرجان ومنهم الرجوب لا يرغبون إلا في خدمة مصالحهم الشخصية، وهي المصالح التي تتعارض مع التوجهات السياسية العليا للسلطة.

المثير للانتباه أن الصحيفة اشارت إلى أن الاندفاع في طريق المصالحة مع حركة حماس دون وضع قيود أو حدود لذلك أو شروط سياسية محددة فإنه يعرض الفلسطينيين للخطر، خاصة مع وجود رغبات "معلنة" لقيادات في حركة حماس للسيطرة على الضفة الغربية كما حصل في غزة عام 2007

غير أن هذه الانتقادات إلى الرجوب أثارت حفيظة الكثير من المتابعين لملف المصالحة الفلسطينية، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية.

"مصراوي" توجهت بهذه الأطروحات إلى المحلل السياسي الفلسطيني أكرم عطا الله الذي قال إن مهرجان المصالحة المزمع إقامته في رام الله "خلقته الظروف السياسية والأسئلة الكبرى لدى الفلسطينيين بشأن المصالحة".

وأضاف عطا الله أن هذا المهرجان كان وبالأساس بدافع البحث عن إجابة لتساؤل دقيق: "كيف يمكن أن نتصدى لمشروع الضم الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟"

وأوضح عطا الله أنه ولهذه الأسباب الرئيسية جاء هذا المؤتمر الصحفي بين الرجوب والقيادي الحمساوي صالح العاروري ثم جاء هذا المهرجان.

ويضيف عطا الله إن المهرجان والمؤتمر نتاج حوارات سرية أخيرة بين فتح وحماس برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وبعض من الدول الإقليمية وهو ما قدم دفعة قوية لهذه الحوارات.

وعن اختيار الرجوب والجدال المتواصل ضده منذ المؤتمر الصحفي المشترك مع العاروري، قال عطا الله إن الرجوب مؤهل لممارسة هذا الدور لان الأمر يتعلق بأنه استطاع أن يبني منظومة علاقات مع حركة حماس، وهو أقرب أعضاء اللجنة المركزية بحركة فتح لحركة حماس، ولا ننس إن نجل إسماعيل هنية مثلا يعمل معه في اللجنة الأوليمبية، وهو ما هيأ الظروف له ليقود هذه المصالحة.

من جهته يقول الصحفي الفلسطيني عبد الهادي عوكل رئيس تحرير موقع النجاح الاخباري إن المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام مطلب لكل فلسطيني حر، ورغم اللقاءات والاتفاقات الكثيرة التي وقعت خلال 13 عاماً هي عمر الانقسام، إلا أن الشعب طواق ليرى هذه المصالحة قد تجسدت على الأرض، لأنها تشكل الأساس الذي عليها يمكن مواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية من جهة، وتمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية وحل قضايا الشعب كالفقر والبطالة وسوء الوضع الاقتصادي.

وأضاف عوكل إنه ورغم أهمية المهرجان المزمع عقده بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة، والذي جاء بعد المؤتمر الصحفي المشترك بين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري عبر شاشة تلفزيون فلسطين، إلا أنه وبحسب التجارب السابقة فالفجوة بين الطرفين كبيرة لن تصل لما يريده الشعب وهو المصالحة الحقيقية التي ترتكز على حكومة واحدة وسيطرة كاملة للسلطة الفلسطينية في الضفة والقطاع قائمة على الشراكة السياسية، ولكنها جولة من الجولات التي تهدف لإرسال رسائل للإدارة الأمريكية واسرائيل في الوقت الذي تتعرض فيه القضية الفلسطينية لمخاطر حقيقية فيما يعرف بخطة الضم للمستوطنات في الضفة الغربية وغور الاردن للسيادة الاسرائيلية، والتي عملياً تعني تدمير المشروع الوطني الفلسطيني والقضاء على السلطة الفلسطينية عملياً وتحويلها لسلطة خدماتية وليس كما كتب لها أن تنقل الشعب الفلسطيني من مرحلة الاحتلال الى الاستقلال، وضرباً للاتفاقات الدولية والقرارات الأممية ومجلس الأمن الدولي التي أيدت حل الدولتين.

وفيما يتعلق بالمشككين بشخص الرجوب واعتبار أن لقاءه مع العاروري هو تلميع له لتولي الرئاسة الفلسطينية لاحقاً، قال إن ذلك الحديث "شاذ ولا يخدم إمكانية تحقيق المصالحة، لأن من يريد تحقيق المصالحة، عليه ألا يتحدث في قضايا خلافية ويركز على القضايا الأهم وهي الوحدة الوطنية".

وقال إن "الوطن هو أعلى وأهم من الشخصيات والفصائل الفلسطينية كافة"، مشيرا إلى أن أحد أسباب تأخر المصالحة الفلسطينية وتعطيل مسارها الحقيقي هو "تلك الأقلام المسمومة التي تخرج عندما تكون هناك بارقة أمل لتحقيق المصالحة، وتزداد شراسة كلما زادت اللقاءات بين حركتي فتح وحماس للتقارب".

واضاف "وبرأيي أي قلم لا يدعم تحقيق المصالحة فإنه يدعم الاحتلال الاسرائيلي الذي يترعرع على الانقسام الفلسطيني والذي لا يريد له أن ينتهي مطلقاً."

من جانبه يشير الكاتب الصحفي والأديب الفلسطيني رجب أبو سرية في تصريحات إلى أن هذا المهرجان يمثل مناسبة لرد دين السلطة او فتح إلى حركة حماس، مشيرا إلى أنه لا يتوقع أن يكون هذا المهرجان حاسما أو يمثل خطوة نهائية لإنهاء الانقسام .

غير أن أبو سرية يرى إن الأفضل للمصلحة الوطنية الفلسطينية لو ان المهرجان عقد في الضفة، مشيرا إلى إن عقده بالضفة سيمثل منصة اعلان المقاومة الشعبية ضد خطة الضم الإسرائيلية.

وأوضح أبو سرية أن انعقاد هذا المهرجان في غزة يعني تدعيم سلطة حماس داخليا بعد فضيحة محمد أبوعجوة، المسؤول الأول عن منظومة الاتصالات الإلكترونية لكتائب القسام في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والمعتقل لدى حماس بتهمة التخابر مع إسرائيل، وبذلك ترد السلطة دينها لحماس التي قدمت لها دعما في مواجهة يوم 1 يوليو الحالي بإعلان لقاء العاروري مع الرجوب.

وعن الجدال الحاصل بشأن شخصي الرجوب قال أبو سرية إنه وبرغم ان حماس كانت قد اتهمته عام 2001 بتسليم خلية قسامية لإسرائيل كانت سببا في طرده من الأمن الوقائي لاحقا إلا أنه يتمتع بعلاقة طيبة مع حماس.

وأوضح أبو سرية أيضا أن للرجوب أشقاء في حركة حماس، ومنهم على سبيل المثال نايف الذي يعتبر قيادة إسلامية كبيرة، وكان وزير للشؤون الإسلامية في أول حكومة لحركة حماس.

وعن تأثير هذا الموضوع على رغبة الرجوب في الترشح للرئاسة قال أبو سرية: "إما موضوع انتخابات الرئاسة فلا أظن أنها تجري بنزاهة تامة كما يحدث في دول أوروبا ... هناك عوامل داخل فتح وداخليه واقليمية تحدد مرشح الرئاسة".

وأضاف "جبريل الرجوب عموما شخصية قوية شعبيا له قاعدة جماهيرية أكثر من أي قائد فتحاوي اخر بسبب جمهور الرياضة ... وميزانياتها ... والدليل انه امين سر اللجنة المركزية اي الرجل الثالث حاليا في فتح بعد عباس ومحمود العالول".

أنتهى حديث الخبراء لكن ستتواصل تداعيات هذه الخطوة بوضوح في ظل الجدال الحاصل بشأنها خاصة مع اهتمام الكثير من الدوائر الإعلامية بتغطية أخبار هذا المهرجان السياسي الكبير لحماس وفتح.

فيديو قد يعجبك: