إعلان

الصراع على الحدود.. لماذا اشتعلت المعارك بين السودان وقوات إثيوبية؟

01:06 ص السبت 30 مايو 2020

الجيش الإثيوبي - أرشيفية

كتب - محمد عطايا:

تطورت الأوضاع بشكل خطير مؤخرًا على الحدود بين السودان وإثيوبيا، خاصة بعدما أعلن الجيش السوداني أمس التصدي لهجوم من ميليشيات مسلحة مدعومة من الجيش الإثيوبي، أدت إلى مقتل نقيب سوداني، ومدني وإصابة آخرين.

احتد الصراع مؤخرًا بين البلدين، بسبب النزاع على مناطق حدودية، أبرزها "الفشقة"، وهي منطقة حدودية خصبة، وصالحة للزراعة، تابعة لولاية القضارف السودانية، ولطالما تعدت الميليشيات الإثيوبية على القوات السودانية فيها.

وأقام مزارعون من إثيوبيا عدد من المنشئات وزرعوا محاصيل في تلك المنطقة التي ترفض السودان اعتبارها "متنازع عليها"، وتؤكد على أنها ضمن حدودها.

وقال وزير الدولة بالخارجية السوداني، عمر قمر الدين، في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية، إن عدد المزارعين الإثيوبيين الذين يزرعون داخل الأراضي السودانية 1786 مزارعا.

وخطا البلدان خطوات عملية في البدء بعمليات ترسيم الخط الفاصل بين البلدين ووضع العلامات الحدودية، وانسحاب قوات الجانبين، كل إلى حدوده الدولية في غضون أسبوعين.

واتفق السودان وإثيوبيا، في ختام مباحثات مشتركة، منذ أيام، على حل المسائل الحدودية، وفقا للمستندات الموقعة والمتفق عليها بين البلدين.

ووفقًا لصحيفة "سودان تربيون"، انهت اللجنة السياسية العالية المستوى بين السودان وإثيوبيا أعمالها في أديس أبابا، بعد جولة اجتماعات استمرت ليومين.

وأمَّن الاجتماع، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية، تلقته "سودان تربيون" على أهمية استمرار المداولات لخلق بيئة مواتية لحل المسائل الحدودية في الأطر الراهنة، وبناء على المستندات الموقعة المتفق عليها.

كما استعرض الاجتماع الأوضاع الأمنية في المناطق الحدودية، والاتفاق على تقوية التعاون لمجابهة كافة الأنشطة الاجرامية، وتوفير الأمن لقاطني تلك المناطق، وتعزيز العلاقات الشعبية بين البلدين.

واتفق الجانبان على عقد اجتماع لاحق في الخرطوم في نهاية شهر يونيو المقبل.

التوترات بالمنطقة

برغم الاتفاق السوداني الإثيوبي المعلن على ترسيم الحدود بين البلدين، لتعود بموجبه منطقة "الفشقة" إلى الحضن السوداني، إلا أن تلك المنطقة الحدودية تشهد منذ فترة نزاعات ومناوشات عدة بين الميليشيات الإثيوبية والجيش السوداني.

وفي 30 مارس الماضي، أعاد الجيش السوداني، انتشاره بعد غياب استمر لنحو 25 عامًا في منطقة "الفشقة الصغرى" الحدودية مع إثيوبيا.

وتنشط ميليشيات "الشفتة" الإثيوبية في السيطرة على أراضي المزارعين السودانيين بعد طرد السكان منها بقوة السلاح.

وفي إبريل الماضي، أعلنت السودان عن هجمات عدة للميليشيات الإثيوبية التي أدت إلى مقتل عدد من الضباط في الجيش السوداني.

أحداث عطبرة

أعلنت القوات المسلحة السودانية، اندلاع اشتباكات مع سرية مشاة من الجيش الإثيوبي وميليشيات مسلحة تابعة له، عند الحدود الشرقية، عبر نهر عطبرة، ما أسفر عن مقتل ضابط في الجيش السوداني وفقدان فرد من قوة تابعة للجيش، وجرح آخرين، كما توفي سوداني وجُرح مدنيون.

وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العميد الركن الدكتور عامر محمد الحسن إن "المليشيات الإثيوبية درجت، بإسناد من الجيش الإثيوبي، على تكرار الاعتداءات على الأراضي والموارد السودانية، ورغم ذلك ما زالت القوات المسلحة السودانية تمد حبال الصبر في إكمال العملية التفاوضية الرامية إلى وضع حد لهذه العمليات العدائية الإجرامية".

وأضاف الحسن، في بيان للقوات المسلحة تلاه مساء اليوم، الخميس، أنه "في يوم 26 مايو الجاري انتشرت قوة تقدر بقوة سرية مشاة للجيش الإثيوبي، حول معسكر قواتنا بالعلاو (شرق السودان)، وبناء على اجتماعات مشتركة بين قيادات الجيشين، تم الاتفاق على سحب نقطة المراقبة التابعة لقواتنا بالعلاو داخل المعسكر، على أن تنسحب السرية الإثيوبية إلى معسكرها، وتم سحب القوات إلى المعسكرات من مناطق انتشارها".

وأوضح أنه وصلت اليوم إلى الضفة الشرقية لنهر عطبرة في مقابل منطقة "بركة نورين" (في القضارف شرق السودان) مجموعة من "الميليشيات الإثيوبية" غرضهم سحب مياه من النهر، واشتبكت معهم قواتنا في منطقة البركة ومنعتهم من أخذ المياه، وبعدها تسلسلت الأحداث والاشتباكات".

وأشار إلى أنه "حدث تبادل لإطلاق النار بين الطرفين نتج عنه إصابة أحد عناصر الميليشيات، التي انسحبت تجاه معسكر الجيش الإثيوبي شرق بركة نورين، ثم عادت مرة أخرى بعدد قوة تعزيز فصيلة مشاة إثيوبية واشتبكوا مع قواتنا مجددًا، ثم وصلت إلى الضفة الشرقية لنهر عطبرة قوة من الجيش الإثيوبي تقدر بسرية مشاة، واشتبكت مع قواتنا غرب النهر، ونتج عن ذلك استشهاد ضابط برتبة النقيب وإصابة 6 أفراد منهم ضابط برتبة ملازم أول".

وأضاف أنه تم تعزيز موقع بركة نورين بقوات مناسبة، لافتا إلى أن الاشتباك استمر بصورة متقطعة، معظم ساعات اليوم، واستخدمت فيها القوات الإثيوبية الرشاشات وبنادق القناصة ومدافع الـ"آر بي جي"، ونتج عن ذلك إصابة 3 مواطنين ووفاة طفل".

هدوء حذر

وفي تصريحات لفضائية العربية اليوم الجمعة، أعلن المتحدث باسم الجيش السوداني، عامر محمد الحسن، عن هدوء حذر على الحدود الإثيوبية.

وقال الحسن إن "كل الخيارات مفتوحة إذا استمرت التعديات الإثيوبية ... أرسلنا تعزيزات لحدود إثيوبيا لمنع أي انتهاكات".

وأوضح الحسن أن "تدخل القوات الإثيوبية في الاعتداءات الأخيرة كان واضحاً"، مشيرا إلى أن "هناك مماطلة إثيوبية في ترسيم الحدود ومتمسكون بالحل السلمي".

وشدد على أن هناك "إنشاءات إثيوبية داخل حدود السودان واعتداءات مستمرة".

فيديو قد يعجبك: