إعلان

هل تتعافى الصين فعلا من كورونا؟

02:52 م الجمعة 03 أبريل 2020

صينيون في ووهان- صورة أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

في الوقت الذي تفرض فيه حكومات الدول إجراءات أكثر صرامة وتشددًا لمواجهة فيروس كورونا المتحور المُسبب لمرض (كوفيد-19)، بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا وغيرهم، يبدو أن الصين تحاول الوقوف على قدميها مُجددًا بعدما كانت بؤرة انتشار الفيروس التاجي.

اتخذت الحكومة الصينية عدة قرارات في الأيام الأخيرة الماضية بما يسمح لها بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل انتشار الفيروس، لفتت شبكة سي إن إن الإخبارية إلى أن بكين تخفف القيود المفروض على حظر السفر في أغلب المناطق، ومن المُقرر السماح للمواطنين بمغادرة ووهان، بؤرة انتشار الفيروس وظهوره لأول مرة في أواخر العام الماضي، للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين.

وعلى مدار أيام أعلنت الحكومة الصينية عدم تسجيل أي إصابات محلية بكورونا، وأشارت إلى أن الحالات الجديدة بالفيروس المستجد كلها مستوردة أو قادمة من خارج البلاد.

اتهامات أمريكية

ولكن بينما تعمل الصين على طي صفحة الفيروس المتحور، رأت (سي إن إن) أن الوضع الحالي يدعو إلى التساؤل في مصداقية الصين بشأن أعداد الإصابات الجديدة والوفيات التي تكشف عنها بصورة يومية، وما إذا كان الأيام العجاف في الصين قد ولّت بالفعل.

اتهمت الاستخبارات الأمريكية، في تقرير نشرته من يومين، الصين بتضليل العالم لعدم إظهارها الكثير من الحقائق المُتعلقة بكوفيد-19، ما أدى إلى تفاقم المرض وتحوله إلى وباء عالمي.

ووفقًا لثلاثة مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية، فإن الصين ضللت العالم عن طريق خفض البلاغات عن أعداد المرضى والوفيات، وقالوا إن "السجل العام للصين للإصابات من نوع كوفيد- 19 كان خادعًا وغير مكتمل بشكل متعمد".

أفاد التقرير بأن المسؤولين الاستخباراتيين نبهوا البيت الأبيض الأسبوع الماضي إلى أن أرقام بكين حول الفيروس مضللة، كما أن مصدرين منهم وصف الأرقام بالسطحية والوهمية. ويضيف التقرير أنه ورغم وجود مشككين، فإن قرار الصين بالتقليل من أعدادها قد يكون له عواقب مميتة على بقية العالم.

1

نفي صيني

استقبلت الصين هذه التصريحات بغضب شديد، ونفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينج، كل ما جاء في تقرير، وقالت: "تعاملنا مع الأزمة بوضوح وشفافية".

وقالت هوا في بيان صحفي اعتيادي في بكين اليوم الخميس إن "بعض المسؤولين الأمريكيين يريدون فقط أن يعكسوا اتجاه أصابع الاتهام ... فعليا لا نريد الدخول في جدل معهم، ولكن أمام مثل هذا التحليل والافتراء الأخلاقي من جانبهم، أشعر بالاضطرار بأخذ بعض الوقت وتوضيح الحقيقة مجددا".

وتابعت:"فيما يتعلق بالصحة العامة، ينبغي علينا الاستماع إلى منظمة الصحة العالمية وخبراء علم الأوبئة والسيطرة على الأمراض، عوضًا عن الاهتمام بتصريحات العديد من السياسيين الذين يكذبون كالمعتاد".

المواطنون يشككون

ولا تعد الولايات المتحدة الطرف الوحيد المُشكك في مصداقية بكين، بل تساور الشكوك بعض الجهات والمواطنين داخل الصين، فقد أشارت مجموعة Caixin الاعلامية الصينية البارزة إلى تسليم آلاف جرار حفظ رماد الموتى إلى ووهان، والتي تتجاوز عدد الوفيات الرسمية، ما يُثير المزيد من التساؤلات.

يُشكك الصينيون كذلك في قدرة بلادهم على احتواء الفيروس وفي دقة الأعداد الصادرة، قالت دورا جيانغ، التي تعيش عائلتها في ووهان، إن عمها لم يستطع إجراء الاختبار إلا بعد أربعة أيام، وتابعت: "الأوضاع شديدة الصعوبة والحساسية، ولا اعتقد أنهم يريدون السيطرة على الأعداد، ولكن اظهار قدرتهم على احتواء الفيروس".

كذلك أشار كايل هوي، الذي توفيت والدته في منتصف يناير في ووهان، إلى أنها لم تخضع لاختبار الحمض النووي، والذي ربما أثبت أنها مُصابة بالفيروس التاجي، وقال: "أرجعت السلطات سبب الوفاة إلى الالتهاب الرئوي الحاد، إلا أن أحد الأطباء المعالجين رجح أن وفاتها ربما ناجمة عن كورونا، ما يعني أنها قد تكون حالة من بين حالات كثيرة لم تُسجل في الأرقام الرسمية".

غير أن المسؤولين الصينيين دحضوا كل هذه الاتهامات، مؤكدين دقة البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية، وشددوا على ارتفاع معدّل الشفاء في البلاد.

2

خطر لا يزال قائم

تثير تلك التشككات مخاوف العالم من إمكانية تفشي الفيروس مرة أخرى، وتفاقم الكارثة التي يواجهها العالم. وكانت الصين حذرت اليوم الجمعة من امكانية تفشٍ جديد للفيروس المستجد مع استمرار ارتفاع عدد الحالات المسجلة الوافدة من الخارج.

وقال المتحدث باسم اللجنة الوطنية للصحة في الصين - في مؤتمر صحفي اليوم - إن خطر الحالات المتفرقة وتفشي المرض محليا ما زال قائما، مؤكدا أنه "ينبغي أن تواصل المجتمعات المحلية والأسر والأفراد الالتزام بتدابير الوقاية لمنع تفشي جديد للفيروس بسبب الحالات الوافدة".

وسجلت الصين أمس 29 حالة إصابة بكورونا وافدة من الخارج، ما رفع إجمالي الحالات الوافدة إلى 870 حتى نهاية يوم أمس، بينهم 160 شخصا خرجوا من المستشفيات بعد شفائهم، بينما لا يزال 710 أشخاص يتلقون العلاج منهم 19 في حالة خطيرة.

فيديو قد يعجبك: