إعلان

استمالة وتهديدات.. كيف تحاول أمريكا إقناع الفلسطينيين بـ"صفقة القرن"؟

03:14 م الأحد 08 مارس 2020

صفقة القرن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطته للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة بـ"صفقة القرن، وتوقيع الجانب الإسرائيلي عليها، باتت القضية المطروحة هي عمل اللجنة الإسرائيلية الأمريكية المشتركة، التي تعمل على تحديد مناطق الضفة الغربية التي ستعترف بها الولايات المتحدة كجزء من دولة الاحتلال.

كان جزءًا من صفقة القرن التي تم الإعلان عنها في يناير الماضي، هو تطبيق سياسة الأمر الواقع؛ أي أن موافقة الفلسطينيين على الصفقة وجلوسهم على طاولة المفاوضات لن تكون ذات جدوى، لكن وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن هناك محاولات سريّة من الجانب الأمريكي لاستمالة الفلسطينيين للجلوس على طاولة المفاوضات، سواء أعضاء حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، أو السلطة الفلسطينية، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل.

الأربعاء الماضي، أخبر جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعضاء مجلس الشيوخ في جلسة مغلقة، أن واشنطن ستمضي قدمًا في صفقة القرن رغم مقاطعة الفلسطينيين، وغياب حكومة إسرائيلية مستقرة.

وقال كوشنر: "إذا عاد الفلسطينيون إلى المفاوضات خلال هذا الوقت، يمكن تحسين الاقتراح. لكن إذا لم يعد الفلسطينيون إلى المفاوضات، فستتقدم عملية الضمّ ولن يتمكن الفلسطينيون إلا من إلقاء اللوم على أنفسهم".

ضمّ إسرائيلي في غضون أشهر

نقلت القناة 13 الإسرائيلية، عن مسؤولون في البيت الأبيض، إنه على الرغم من الوضع السياسي في إسرائيل، فإنهم يعتزمون المصادقة على الضمّ الإسرائيلي في غضون أشهر، إذا لم يعد الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات.

وقال المسؤولون إنهم يعتزمون المضي قدمًا في تنفيذ خطة السلام التي وضعها الرئيس ترامب، مؤكدين أنه حتى لو كانت هناك انتخابات رابعة – فإن الليكود وأزرق – أبيض يعرفون أن فترة رئاسة ترامب هي فرصة فريدة. وقال المسؤولون "يمكننا إقناعهم بالقيام بالشيء الصحيح".

وأضاف مسؤولو البيت الأبيض إنهم يقدرون بأنه إذا عاد الفلسطينيون إلى المفاوضات، فإن "إسرائيل ستكون مستعدة لتقديم بعض التنازلات الأخرى للتوصل إلى تسوية دائمة مع الفلسطينيين، والحصول في المقابل على التطبيع مع العالم العرب".

واستطرد المسؤولون: "لا يمكن لأحد أن يقول إننا لم نمنح الفلسطينيين فرصة للعودة إلى طاولة المفاوضات. إذا أرادوا العودة والتحدث فنحن مستعدون لذلك ونعتقد أنه يمكننا إجراء بعض التحسينات على الخطة الخاصة بهم. لكن إذا لم يعودوا إلى المفاوضات – فسوف نستمر ونتقدم بدونهم".

كما نقل موقع "أكسيوس” الإخباري عن الصحفي الإسرائيلي “باراك رافيد”، أن الولايات المتحدة ستوافق على الضمّ الإسرائيلي لمناطق في الضفة الغربية المحتلة خلال أشهر.

وأوضح رافيد، أنه "يمكن فتح الطريق أمام إسرائيل لضمّ مناطق في الضفة الغربية، الموجودة في الخطة كجزء من إسرائيل”، منوهًا إلى أن واشنطن تعمل حاليا على حث الفلسطينيين على التفاوض، وتحذّرهم من أن خطتها ستتواصل دون مشاركتهم، إذا لم يقبلوا بها.

وتطرق الصحفي الإسرائيلي إلى أن "لجنة رسم الخرائط المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، اجتمعت قبل أسبوعين في مدينة القدس، للبدء بمناقشة ترسيم المناطق في الضفة الغربية"، مؤكدًا أن "إدارة ترامب مستعدة للاعتراف بها كجزء من إسرائيل".

إضافة مناطق جديدة في للخطة

وفي تقرير آخر نشرته القناة 13، يمارس مستوطنون ضغوطاً على نتنياهو لضمّ المناطق غير المدرجة في صفقة القرن، فالتخطيط لا يشمل منطقتين صناعيتين في الضفة، لم يتم بناؤهما حتى الآن، وتمران حاليًا في مرحلة التخطيط.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن رئيس مجلس السامرة يوسي دغان، مارس ضغوطاً على نتنياهو.

وقال دغان: "المناطق الصناعية هي صهيونية أيضًا. إنها أيضًا محرك اقتصادي ليس فقط لسكان السامرة (القسم الشمالي الجبلي من الضفة الغربية)، بل لدولة إسرائيل بأكملها لأن السامرة هي قلب الدولة".

نجحت ضغوط دغان –بحسب التقرير – وقبل أسبوع أمر نتنياهو بالتنسيق مع الأمريكيين، بتقديم الخطة إلى المجلس الأعلى للتخطيط في الإدارة المدنية، والذي صادق فورًا على المرحلة الأولية للتخطيط.

"صفقة القرن" لاستمالة الناخبين

كانت صفقة القرن الدعاية الانتخابية الأفضل لنتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، إذّ تركزت وعدوه على ضمّ مستوطنات الضفة الغربية ضمن سلسلة وعود نفّذها ترامب سابقًا؛ بداية من الاعتراف الأمريكي بالقُدس عاصمة لإسرائيل ومرورًا بالاعتراف بالجولان أيضًا.

ويستمر نتنياهو في الوقت الحالي، بإطلاق وعود بتنفيذ صفقة القرن، بضمّ غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المُحتلة بعد تمكّنه من تشكيل الحكومة، رغم أنه لم يفز بعد بالأغلبية.

وقال نتنياهو: "سنفرض سيادتنا على غور الأردن وسنضم المستوطنات".

وتظهر النتائج الأولية لفرز الأصوات تقدم نتنياهو على منافسه زعيم حزب "أزرق أبيض" الوسطي بيني جانتس، ولكن قدرته على تشكيل حكومة ما زالت موضع تساؤل.

وتعليقًا على الوضع الحالي، كتب أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، تغريدة بموقع تويتر، قال فيها إنه "من الواضح فوز الاستيطان والاحتلال والفصل العنصري في الانتخابات الإسرائيلية".

كما أكد تقريرًا للمكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير منظمة التحرير الفلسطينية إن نتنياهو عزز من قاعدته الانتخابية اليمينية بطرح تعهدات للناخبين الإسرائيليين، كانت تدور بمجملها حول تطوير الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، والتي بدت كأنها الوصفة السحرية للحصول على الفوز”.

وذكر التقرير، أن نتائج الانتخابات المعادة للمرة الثالثة للكنيست الإسرائيلي، أظهرت وجود مجتمع يهودي يميل أكثر فأكثر نحو التطرف، إذ تفوق الليكود برئاسة نتنياهو على خصمه السياسي "كاحول لافان" بثلاثة مقاعد، رغم لوائح تهم الفساد التي تلاحق زعيمه.

فيديو قد يعجبك: