إعلان

أحدثها لقاء الدوحة السري.. تاريخ التطبيع الإسرائيلي القطري

08:38 م الأحد 23 فبراير 2020

نتنياهو وتميم بن حمد


كتب - محمد عطايا:
لم يكن اللقاء الذي جمع رئيس الموساد الإسرائيلي، وقيادي بجيش الاحتلال، سرًا، بمسؤولين قطريين رفيعي المستوى في الدوحة، مطلع الشهر الجاري، أمرًا غير مألوفًا، بل يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات السرية والعلاقات الخفية، التي تنكشف حلقاتها يومًا بعد يوم، وتشير إلى حجم التطبيع القطري الإسرائيلي.

اللقاء الذي تم في الدوحة مطلع فبراير الجاري، هو الثاني من نوعه بين قادة الجهات الأمنية بين الجانبين، والذي وصفه قادة من حركة "فتح" الفلسطينية، بإنه يهدف إلى تقسيم فلسطين وزيادة الفرقة في الداخل.

ونقل موقع (واللا) عن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيخدور ليبرمان قوله إن كوهيسن وهليفي أجريا مباحثات كبار المسؤولين القطريين في إطار مساعي الاحتلال إلى الوصول إلى اتفاق مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

وقال ليبرمان في تصريحات تليفزيونية إن "نتنياهو أوفد رئيس الموساد والوفد الموافق له إلى قطر، ليطلبا من الدوحة مواصلة دعم حركة حماس الفلسطينية"، وذلك حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وقال القيادي بحركة "فتح" الفلسطينية، رأفت عليان، إن زيارة وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى قطر مطلع فبراير الجاري، يهدف إلى الدفع بعملية فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وتقسيم فلسطين.

وأكد القيادي بحركة فتح، في مقابلة لفضائية "الغد"، أن هذه هي الزيارة الثانية بين وفد إسرائيلي إلى قطر، والتي تأتي في إطار تنفيذ بنود "صفقة القرن"، لافتًا إلى أن قطر تجاوزت مراحل التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأصبحت بمثابة "الصراف الآلي"، لبنيامين نتيناهو على قطاع غزة.

وأوضح أن الأموال القطرية لحركة حماس هي تنفيذ لوصايا نتنياهو، الذي أكد أكثر من مرة أن السماح بتوصل المساعدات المالية إلى الحركة التي تصنفها إسرائيل وأمريكا إرهابية سيعمل على زيادة الفجوة بين فتح وحماس، وسيوصل في النهاية إلى انفصال بين غزة والضفقة، لافتًا إلى أن قطر تعمل حاليًا على تغذية ذلك الانقسام.

قبل ذلك اللقاء المشبوه الذي كشفته وسائل إعلام عبرية، ولفتت إلى أنه تم بأوامر مباشرة من رئيس حكومة تسيير الأعمال بدولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، كانت هناك بعض الحوادث والمواقف التي كشفت عن حجم التطبيع القطري الإسرائيلي في المجالات كافة، وليست السياسية وحسب.

تاريخ العلاقات
بدأت قطر علاقات رسمية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد مؤتمر مدريد 30 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 1991، وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز بعد زيارته لقطر عام 1996 وافتتاح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، وإنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.

تطورت العلاقات التجارية بين قطر ودولة الاحتلال في 1996 بافتتاح المكتب التجاري لإسرائيل، إلا أن العلاقات الدبلوماسية لم تظهر إلا العلن، رغم وجود عدد من الاجتماعات السرية بين الجانبين.

قام البلدين بإنشاء علاقات تجارية منذ سنة 1996، لكن كلا البلدان لا يوجد علاقات دبلوماسية كاملة بينهما.

صارحت قطر بالفعل بعلاقتها بدولة الاحتلال في معاهدة التجارة الحرة "الجات"، فهذه الاتفاقية لها شروطها ومنها انه لا توجد مقاطعة، والعلاقات القطرية الإسرائيلية جيدة والعلاقات مع الولايات المتحدة ممتازة وإن كانت هناك اشكاليات في الرأي بين الطرفين.

مؤلف كتاب "قطر وإسرائيل- ملف العلاقات السرية" الإسرائيلي، سامي ريفيل، الذي شغل منصب الوزير المفوض بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية، والذي عمل في السابق مديرًا لمكتب مدير عام وزارة خارجية إسرائيل ومديرًا لمكتب المصالح بين البلدين في الدوحة خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999، أكد أنه من الصعوبة بمكان ترتيب العلاقات القطرية الإسرائيلية التي شارك فيها هو بنفسه لولا حكومة قطر التي ذللت كل الصعاب وحصل على تسهيلات كثيرة من مسؤولين قطريين كبار وشركات قطرية كبرى.

وقال أيضا إن الشيء الرئيسي لعلو شأن دولة قطر يعود إلى الدور التي تلعبه كجسر معلق بينها وبين إسرائيل، ملمحًا إلى الدور الذي لعبته قطر في دعوة الكثير من الدول العربية ولا سيما دول المغرب العربي على فتح العلاقات تجاه دولة الاحتلال تحت مسميات تجارية علنية وسرية.

وكانت الكاتبة الأمريكية باتيا سارجون قد ذكرت فى مقال سابق لها فى صحيفة "فورورد" الأمريكية، أن هناك زيارات متبادلة بين الدبلوماسيين الإسرائيليين وتميم، تميم بن حمد، وبيّنت سارجون أن قائمة الزوار الأخيرة، التى كشفت عنها صحيفة هآرتس لأول مرة، تتكون من أنصار الجالية اليهودية الأمريكية الأكثر شراسة فى إسرائيل، وتضمنت القائمة أشخاصا مثل الرئيس التنفيذى لجمعية كوشر الأرثوذكسية الحاخام مناحيم جيناك، والمدافع الصاخب عن إسرائيل البروفيسور الآن ديرشويتز.

وأضافت أن قطر تحاول منذ أن فرضت عليها المقاطعة، بشكل يائس أن تحقق تقدماً فى الولايات المتحدة وفى الخارج، وتضع حدا للمقاطعة من خلال الوسائل الدبلوماسية، وهو جهد عقدته علاقات قطر مع حماس، والآن وضعت قطر رؤية لتغيير صورتها بين اليهود، والصهاينة فى وقت واحد.

العلاقات العسكرية
كشف تقرير لمنظمة العدل والتنمية لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، العام الماضي، عن وجود مفاوضات سرية بين أمير قطر تميم بن حمد ومسئولين إسرائيليين لإنشاء أول قاعدة عسكرية بدول الخليج داخل قطر.

أكد المتحدث الرسمي للمنظمة زيدان القنائي، أن مفاوضات سرية بين الدوحة وتل أبيب جرت لإنشاء قاعدة إسرائيلية عسكرية بقطر على غرار قاعدة العُديد الأمريكية الجوية التى تعتبر أكبر القواعد الأمريكية.

أضاف، أن قطر تستغل العلاقات السرية مع إسرائيل في ملف القضية الفلسطينية والعلاقة مع حركة حماس، حيث ترتبط قطر وحماس وتركيا بعلاقات كبيرة.

لقاء 2018
أثارت الصورة التي جمعت بين الحاخام أفراهام مويال ووزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن، في العام 2018، موجة من الاستياء والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي من محاولات التطبيع المستمرة لقطر مع دولة الاحتلال.

وسربت القناة العاشرة الإسرائيلية صورة لوزير خارجية قطر مع الحاخام الصهيوني أفراهام مويال في الدوحة. وبحسب القناة العبرية فإن اللقاء تم في الدوحة قبل أيام من افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، مشيرة إلى أن قطر عرضت علي إسرائيل منع مظاهرات لحماس بسبب نقل السفارة الأمريكية، مقابل تحسين الأوضاع في غزة.

وكشف المحلل السياسي والمراسل في القناة الإسرائيلية العاشرة، باراك رافيد، عن رسالة قطرية رسمية بعثها وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع رجل الأعمال الفرنسي اليهودي والحاخام الإسرائيلي، أفراهام مويال، لرئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هدفها محاولة منع مظاهرات غزة جرّاء نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في منتصف شهر مايو من العام 2018، لكن ديوان نتنياهو رفض وساطة الاثنين والرسالة لم تصل إليه في النهاية.

وأعلنت السلطات القطرية في تصريحات سابقة، أنها سترحب باستضافة رياضيين إسرائيليين، والجمهور الإسرائيلي في كأس العالم 2022، إذا تمكنت دولة الاحتلال من التأهل.

التطبيع الإعلامي
لا ينسى أي عربي حين قرأ تغريدة المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه بتويتر وفيسبوك "لأول مرة ضابط في جيش الدفاع يشارك في برنامج الاتجاه المعاكس على شاشة الجزيرة، حيث سأخبر المشاهدين أنه في كل مكان في الشرق الأوسط حيث يسود الشر والفساد نجد أيادي فيلق القدس الإيراني وسأتحدث عن التفوق الجوي الاسرائيلي رغم الاحتفالات المضحكة التي شاهدناها في دمشق".

وشن ناشطون على مواقع التواصل، هجوما عنيفا على قناة "الجزيرة" وبرنامج "الاتجاه المعاكس"، بعد استضافة المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في حلقة تحت عنوان "هيبة إسرائيل العسكرية" على شاشاتها، بعد إسقاط إحدى طائراتها بصواريخ سورية.

بينما قال الفلسطيني ياسر الزعاترة "ظهور الصهيوني الحقير أفيخاي أدرعي على قناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس سقطة كبيرة، وتستحق الإدانة. لم أشاهد، وأعلم أن فيصل القاسم لا يقصّر، لكنني أتحدث عن أصل الفكرة. كلما تشاجر الأشقاء، غازلوا عدوهم أكثر؛ في السر والعلن. السؤال: كيف قبل الممانع بمحاورة الصهيوني".

فيديو قد يعجبك: